يدخل العالم عامه الثاني تحت وطأة جائحة كورونا، التي غيّرت الحياة وأصابت عشرات الملايين، وخطفت أرواح نحو 3.72 مليون شخص. ورغم أن دول عديدة بدأت تطعيم موطانيها باللقاحات المضادة لكورونا، إلا أنه لا يزال هناك أنواع جديدة من الفيروس تدعو للقلق.
لذا يُعد معرفة منشأ الفيروس ذا أهمية كبرى، هل كان معملاً أم سوقاً للمأكولات البحرية هو الذي سرب الفيروس؟ ومع ضغط الولايات المتحدة والسلطات العالمية المتزايدة من أجل إجراء تحقيق أكثر شمولاً، أصبح من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى معرفة أين وما سبب تسرب الفيروس.
لماذا التحقيق الحالي مهم جداً؟
تتابع الحاجة إلى الخوض في أصول الفيروس جهود فريق دولي بقيادة منظمة الصحة العالمية للتحقيق في أصول انتشار عدوى السارس COV-2 التي تبين أنها “غير حاسمة”، ولكن ما جدوى التحقيق الأحدث والأعمق في أصول الوباء؟ لماذا من المهم جداً معرفة سبب حدوثه، وكيف بدأ؟
تكمن الإجابة على ذلك في الحقائق المربكة والنظريات المتداولة حول أصل الوباء حتى الآن، فمنذ أن تم الإبلاغ عن ظهور سلالة SARS-COV-2 لأول مرة من ووهان بالصين في نوفمبر 2019، كان هناك عدد لا يحصى من النظريات – هل كان فيروساً من صنع الإنسان وتسرب من المختبر، أم مجرد حالة فيروس ينتشر بشكل طبيعي من الخفافيش إلى البشر؟
كانت هناك أيضاً تقارير مهمة أشارت إلى أن أصول الوباء ربما تم التقليل من شأنها، وكان الناس بالفعل مرضى بدرجة كافية قبل أن نعرف حجم كورونا، ومع ذلك، في منعطف مثل الآن، يصبح الوصول إلى الحقيقة أكثر أهمية من أي وقت مضى لتجنب الأزمات المستقبلية ذات الأبعاد العالمية والنتائج المدمرة.
أصل جائحة كورونا.. ماذا نعرف حتى الآن؟
كانت هناك العديد من الروايات المنسوجة حول أصول الوباء، كما نعرفها، لا يزال الأصل الأكثر شيوعاً واعتقاداً، كما ظهر أيضاً من قبل السلطات الصينية، هو أصل العدوى عبر سوق الحياة البرية، حيث كان يُفترض أن الفيروس قفز من الخفافيش إلى الإنسان، الذي استمر في نشر الفيروس، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية لأول مرة بتفشي يشبه الالتهاب الرئوي في ووهان، حيث تم الإبلاغ عن حالات متعددة في 31 ديسمبر 2019.
في حين دفع ذلك مدينة ووهان لالدخول في سياج قسري ومعايير صارمة بحلول نهاية ديسمبر 2019 وسرعان ما بدأ ينتشر عبر الحدود الدولية وأصبح أكثر حدة في دول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، إيطاليا، الهند، البرازيل، ومع ذلك، في حين تم الاعتقاد بهذه النظرية لفترة طويلة، فإن التركيز على أصل تسرب الفيروس من المختبر الظاهر هو أكثر ما يثير القلق ويخضع للبحث الحالي.
هل تسرب الفيروس حقاً عبر المختبر؟ أم أن هذه مجرد نظريات؟
[two-column]
بدأت أولى الادعاءات والشكوك حول نظرية المختبر في الظهور في فبراير 2020، عندما كان الوباء ينتشر ببطء وكان العالم يعيش إلى حد كبير بدون أقنعة وإغلاق
[/two-column]
في إحدى الأوراق البحثية، التي تم نشرها، أشار بعض الباحثين الصينيين إلى مخاوف من أن الفيروس التاجي، الذي يتطابق بشكل كبير مع الجينوم مع فيروس الخفافيش التاجي “ربما نشأ من المختبر”، وعلى الرغم من دحض السلطات الطبية لذلك، بدأت هناك دعوات متزايدة للاعتقاد بأن الفيروس، بالفعل، قد ظهر من المختبر.
تم رفض النظريات في البداية باعتبارها نظريات مؤامرة عنصرية، ومع ذلك، فقد نمت الدعوة للتعمق في الأصول بشكل جيد في النصف الثاني من العام.
تم طرح المزيد من الأدلة حول أصل التسرب في المختبر في يوليو 2020، عندما تم الإبلاغ عن فيروس، مشابه في طبيعته لـ SARS-COV-2 ، تم تتبعه إلى منجم نحاس قديم، وأبلغ عمال المناجم عن تعرضهم لأعراض مماثلة وعتامة الرئة مثل مرضى كوفيد.
وتظهر إحاطات المخابرات الأمريكية أيضاً تقريراً يشير إلى إصابة 3 WIV (معهد ووهان لعلم الفيروسات) على الأقل بمرض شديد مع أعراض تنفسية في أكتوبر ونوفمبر 2019.
بحلول نهاية عام 2020، مع ظهور المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم والتسبب في دمار واسع النطاق، قدم ادعاءات أقوى بشأن الأصل المختبري لفيروس كورونا، وبينما تجعل المحادثات المتكررة حول النظريات والأدلة الملحة السلطات الآن تضغط من أجل إجراء تحقيقات أقوى في الأصول، لا تزال فرضية أصل المختبر قيد التساؤل.