صحة

في اليوم العالمي للصيدلة.. “صناعة الأدوية” التاريخ والحاضر

اليوم العالمي للصيدلة

يعود تاريخ صناعة الأدوية إلى العصور القديمة، حيث استخدم الإنسان النباتات والمعادن لعلاج الأمراض، ومع مرور الزمن، تطورت تقنيات صناعة الأدوية بشكل كبير، ففي العصور الوسطى تم تجهيز الأدوية من المواد الطبيعية مثل الأعشاب والتوابل، وفي القرن التاسع عشر، بدأت الكيمياء العضوية تلعب دورًا مهمًا في تصنيع الأدوية، حيث تم استخدام المركبات الكيميائية لإنتاج عقاقير فعالة لعلاج الأمراض والآلام.

وفي القرن العشرين، شهدت صناعة الأدوية ثورةً حقيقية مع تطوير التكنولوجيا وتقدم العلوم الطبية، وأصبحت صناعة الأدوية صناعة عالمية ضخمة تستند إلى الأبحاث العلمية والتكنولوجيا المتقدم، حيث يتم تطوير أدوية جديدة وتجربتها بشكل مكثف لعلاج الأمراض المختلفة.

أدوية الحضارات القديمة

تعد أقدم السجلات للمستحضرات الطبية المصنوعة من النباتات أو الحيوانات أو المعادن هي تلك الخاصة بالحضارات الصينية والهندوسية والبحر الأبيض المتوسط ومصر القديمة، ومن بين المخطوطات القديمة التي عثر عليها وصفة خلاصة عشبية يقال إن الإمبراطور الصيني الأسطوري شينونج كتبها في القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد تعرف باسم “تشانغ شان” والتي ثبت أنها تحتوي على مضادات الملاريا.

كما ازدهر علم الكيمياء في الإسكندرية بمصر في القرن الثاني قبل الميلاد حيث استطاعوا استخراج وصناعة العديد من المواد الكيميائية غير العضوية النقية نسبيًا، بما في ذلك كربونات الرصاص والزرنيخ والزئبق، بالإضافة إلى العديد من الأدوية المشتقة من النباتات التي استخدمها القدماء لا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم، حيث عالج المصريون القدماء الإمساك بقرون السنا وزيت الخروع وعسر الهضم بالنعناع والكراوية.

تقدم ملحوظ في القرنين السادس عشر والسابع عشر

تحسنت العلوم الصيدلانية بشكل ملحوظ في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وبدأ ظهور دساتير الأدوية أو ما يعرف بقائمة الأدوية والمواد الكيميائية الطبية المجمعة مع توجيهات لصنع المستحضرات الصيدلانية، حيث كانت المستحضرات الطبية قبل هذا الوقت، تختلف في التركيز وحتى في المكونات ولا يوجد مرجعية ثابتة لصناعة الأدوية.

كما تأسست جمعية الصيدلة في لندن عام 1617م وكان هذا بمثابة ظهور الصيدلة ككيان متميز ومنفصل، وبعد ذلك أصدر الملك جيمس الأول قراراً بضرورة فصل ترخيص أماكن بيع الأدوية عن محلات البقالة وأصبح هناك كيان مستقل لبيع الأدوية المعروف حاليًا باسم الصيدلية.

عزل وتركيب المركبات

نجح العلماء في القرن التاسع عشر في عزل العديد من المركبات المهمة من النباتات لأول مرة، حيث تم تم عزل العنصر النشط، المورفين ، من الأفيون عام 1804، وفي عام 1820 تم عزل الكينين علاج الملاريا من لحاء الكينا والكولشيسين علاج النقرس من زعفران الخريف، وفي عام 1860 تم عزل الكوكايين كمخدر موضعي من أوراق الكوكا

كان لعزل وتنقية هذه المركبات الطبية أهمية كبيرة لعدة أسباب حيث يمكن إعطاء جرعات دقيقة من الأدوية، وهو أمر لم يكن ممكنًا من قبل لأن النباتات تحتوي على كميات غير معروفة ومتغيرة من الدواء النشط، كما يمكن التخلص من التأثيرات السامة الناجمة عن الشوائب الموجودة في المنتجات النباتية، وساهم العزل والتنقية أيضًا في تصنيع العديد من المركبات ذات الصلة هيكليًا في المختبر وتطوير الأدوية.

اكتشاف المطهرات واللقاحات

قبل تطوير المطهرات استسلم العديد من المرضى للألم والضغط الناتج عن الجراحة، وقد أصيب العديد من المرضى الآخرين بالعدوى وماتوا نتيجة إصابتهم، حتى بدأ جوزيف ليستر الجراح وعالم الطب البريطاني عصر المطهرات مثل استخدام القفازات وغيرها من الإجراءات المعقمة، كما استخدم ليستر أيضًا الفينول كعامل مضاد للعدوى.

طفرة الأدوية في القرنين التاسع عشر والعشرين

شهدت نهايات القرن التاسع عشر تطوير عدد من الفئات الجديدة المهمة من المستحضرات الصيدلانية، حيث تم ابتكار اللقاحات للوقاية من العديد من الأمراض التي كانت تفني أعداد كبيرة من البشر مثل تطوير لقاح داء الكلب على يد الكيميائي وعالم الأحياء الدقيقة الفرنسي لويس باستور عام 1885 م، وكان العلماء قبل ذلك بنحو 6 سنوات ن النترات العضوية مثل النتروجليسرين يمكنها استرخاء الأوعية الدموية ، مما أدى في النهاية إلى استخدام هذه النترات العضوية في علاج مشاكل القلب.

وفي العام 1886 تم تقديم الأسيتانيليد ، وهو أول دواء مسكن وخافض للحرارة لتخفيف الألم والحمى، ولكن لاحقًا في عام 1887، تم استبداله بدواء أقل سمية.الفيناسيتين . في عام 1899أصبح الأسبرين أكثر الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات وخافضات الحرارة فعالية وشعبية على مدار الستين عامًا التالية على الأقل، كما تم نشر أول وصف للبنسلين في عام 1929 من قبل عالم البكتيريا الاسكتلندي ألكسندر فليمنج .

ومع الانخفاض السريع في عدد الوفيات الناجمة عن العدوى بسبب تطوير اللقاحات وأدت المضادات الحيوية إلى الكشف عن قائمة جديدة من الأمراض الفتاكة في العالم الصناعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وتشمل هذه القائمة أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكتة الدماغية، التي شهدت تطوراً في علاجها إلا أن العلماء ما زالوا يعملون عليها حتى الآن.

إيرادات سوق الأدوية في جميع أنحاء العالم

الآثار الجانبية لأدوية التخسيس وخفض الوزن

أدوية لا يجب أن تخلطها أبدًا مع القهوة