ثقافة علوم

“الباريدوليا”.. ظاهرة تجعلنا نرى صورًا وأنماطًا مألوفة في الجماد

قد تكون رأيت من قبل صورة وجه شخص ما على جذع شجرة أو في السحاب أو رسمة لوردة بين السحاب أو في قرص القمر ليلًا، هذا كله يرجع إلى ظاهرة تُعرف باسم “الباريدوليا”.

ما هي الباريدوليا ؟

هي ظاهرة نفسية دماغية يرى الناس فيها وجوهًا أو صورًا غريبة في الجمادات، أو يسمعون أصواتًا بشرية وغير بشرية في في الأشياء الصلبة.

والكلمة في الأصل يونانية، مشتقة من “بارا” وتعني شيئًا غير صحيحًا، و”إيدولون” وتعني صورة أو رسمة.

أمثلة على الباريدوليا

هناك أمثلة شهيرة للباريدوليا وهي ليست فردية، مثل اعتقاد البعض بأن كفن تورينو – الذي كُفن به جسد يسوع المسيح بحسب اعتقادهم – يحمل صورة رجل يقول الكثيرون إنها صورة المسيح نفسه ولكن مع قسمات وجه مصدومة من أثر الصلب.

ويعتقد آخرون أن جذع شجرة يقع خارج كنيسة سانت ماري في راثكيلي بأيرلندا، يحمل صورة ظلية لمريم العذراء، ويقول البعض إن صخرة ببيدرا دا جافيا التي تقع خارج مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل وتعرضت لأضرار كبيرة، تحمل صورة وجه إنساني.

ويفسر آخرون أن الصور التي تم التقاطها بواسطة بعثة فايكنغ 1 عام 1976، تُظهر وجها على المريخ يمكن أن يكون من بقايا حضارة قديمة.

وبعيدًا عن الوجوه البشرية، يعتقد البعض أن الصور التي التقطت بواسطة المركبة الجوالة بيرسيفيرانس في مارس 2023، على المريخ تُظهر صورة لدمية على شكل دب على سطح الكوكب الأحمر، فيما يقول آخرون إن الصور تُظهر زعانف سمكة قرش ومخلب سلطعون.

يمكن أن تكون الباريدوليا أيضًا ظاهرة سمعية، ففي سبتمبر 1969، ادعى البعض أنهم سمعوا عبارة خفية “مات بول” في أغنية فرقة “البيتلز” الشهيرة، تُشير إلى وفاة عضو الفرقة بول مكارتني، وذلك عند تشغيل التسجيل بشكل عكسي.

لماذا تحدث الباريدوليا؟

هناك عدة تفسيرات وراء حدوث الباريدوليا، من بينها هو أن الدماغ البشري طور طرقًا لالتقاط الصور البشرية وغير البشرية ولكنها مألوفة من بين مشهد بصري مزدحم.

وتحدث الباريدوليا كنتيجة كاذبة ولكنها إيجابية في نظام المعالجة البصرية السريع، بحسب دراسة أجريت في عام 2020 ونُشرت في مجلة العلوم النفسية.

ولا يرصد الأشخاص صور مجردة فقط نتيجة لهذه الظاهرة، بل أنهم يميزون ما تحمله من مشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية، فيمكن لشخص أن يتخيل منزل ما وكأنه ينظر إليها بشر، نتيجة لتكوين شكل النوافذ والأبواب.

ويمكن لآخر أن يرى في ثمرة فلفل وجه عابس حزين أو آخر سعيد، بحسب ما كتبه المؤلفون في الدراسة.

ووجدت دراسة أخرى أجريت في عام 2022 ونُشرت في مجلة PNAS، أن الأشخاص بشكل عام يميلون لرؤية وجوه الذكور في الأشياء غير الحية.

وتحدث ظاهرة الباريدوليا أيضًا للقرود من نوعية الشمبانزي، إذ إنهم يرون الوجوه في أشياء عديدة من حولهم ولكن ليس بدقة الإنسان.

ويمكن أن تكون الظاهرة مفتاحًا للتعرف على الإصابة ببعض اضطرابات الدماغ مثل التوحد ومرض باكنسون، ففي التوحد يكون من الصعب على الأطفال الذي يعانون منه التعرف على الوجود والأشكال.

وعلى العكس، يتعرض الأشخاص الذين يعانون من خرف باركنسون إلى ظاهرة الباريدوليا بشكل أكبر.

وبحسب دراسة أجريت عام 2022 ونُشرت في مجلة PLoS One، فإن الأشخاص الذين يعانون من الباريدوليا هم أكثر عرضة لاختبار ظواهر أخرى خارقة للطبيعة وخارج إدراك الحواس.

المملكة تدخل عالم صناعة السيارات الكهربائية.. خبرة “لوسد” الطويلة تنتقل إلى جدة

أفضل الأفلام التي ناقشت قصة حياة العلماء المشهورين

معلومات منسية عن رؤساء أمريكا.. أحدهم كان رامٍ للكرات في دوري البيسبول