تقنية

خطة الأمم المتحدة للسيطرة على الذكاء الاصطناعي مستقبلًا

الأمين العام للأمم المتحدة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن المنظمة بصدد تأسيس وكالة جديدة تابعة لها، تختص بإدارة هذه التقنية القوية، والتي تحتاج إلى التعاون الدولي للسيطرة عليها ومواجهة مخاطرها التي تهدّد الإنسانية، فكيف سيكون تشكيلها؟ وما المهام التي ستكلّف بها؟

تحضيرات إطلاق هيئة للذكاء الاصطناعي بالأمم المتحدة

مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك الأمريكية، استضاف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتقنية، أمانديب جيل، اجتماعًا بعنوان “حوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية”، حيث ناقش المشاركون المخاطر التي قد تشكلها هذه التقنية.

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريس وجيل إنهما يعتقدان أنه ستكون هناك حاجة إلى وكالة جديدة تابعة للأمم المتحدة لمساعدة العالم على التعاون في إدارة هذه التقنية القوية، لكن القضايا التي سيسعى الكيان الجديد إلى معالجتها وهيكله لم يتم تحديدها بعد.

يرى الأمين العام للمنظمة الأممية ومبعوثها للتقنية إن الذكاء الاصطناعي قد تطور بوتيرة سريعة في السنوات القليلة الماضية.

وبالنظر إلى توقعات الخبراء بأن يستمر تطور الذكاء الاصطناعي بنفس السرعة، يفكّر قادة العالم في وضع آليات للتعاون الدولي في القضايا المتعلقة بأمن الذكاء الاصطناعي.

وفي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يوليو الماضي، أعلن “غوتيريس” التحضير لإطلاق “الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى” المعنية بالذكاء الاصطناعي، والتي سيتم الإعلان عن عضويتها في أكتوبر، كخطوة لإنشاء وكالة مختصة بهذه التقنية.

تم تعيين “جيل”، الذي شغل سابقًا منصب المدير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة رفيعة المستوى المعنية بالتعاون الرقمي من 2018 إلى 2019، كمبعوث تقني في يونيو 2022.

وفي أغسطس من هذا العام، فتح مكتب المبعوث التكنولوجي عملية اختيار الخبراء للعمل في هيئة استشارية رفيعة المستوى بشأن الذكاء الاصطناعي مع دعوة عامة للترشيحات.

تم إرسال دعوة منفصلة لتقديم الترشيحات إلى الدول الأعضاء وتضمنت اختصاصات الهيئة، وقد نصت هذه على أن الهيئة ستتألف من ما يصل إلى 32 عضوًا من مجموعة من القطاعات ومزيج من الجنسين والعمر والتمثيل الجغرافي.

تحدد الاختصاصات في الوثيقة أن الهيئة ستنتج تقريرًا مؤقتًا يقدم “تحليلًا رفيع المستوى لخيارات الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي” بحلول 31 ديسمبر 2023.

ويتضمن جدول أعمال الهيئة أن تصدر تقرير ثانٍ، بحلول 31 أغسطس 2024 قد يقدم توصيات مفصلة بشأن المهام والشكل والجداول الزمنية لوكالة دولية جديدة لإدارة الذكاء الاصطناعي.

وفي سبتمبر 2024، ستستضيف الأمم المتحدة “قمة المستقبل”، وبحلول ذلك الوقت، يقول “جيل” إنه يأمل أن تكون النتائج التي توصلت إليها الهيئة قد أعطت الدول الأعضاء المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي لها دعم إنشاء وكالة تابعة للأمم المتحدة للذكاء الاصطناعي.

وكالة الطاقة الذرية للذكاء الاصطناعي

يرى قادة شركة “OpenAI” المُشغّلة لروبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي ” ChatGPT”، إن هناك حاجة لتأسيس ما يشبه ” الوكالة الدولية للطاقة الذرية للذكاء الاصطناعي”؛ للتحكم بأمان في أنظمة هذه التقنيات المتطورة.

وأوضحت الشركة عبر مدونتها: “أي جهد للذكاء الفائق يتجاوز قدرة حوسبة معينة يجب أن يخضع لسلطة دولية يمكنها فحص الأنظمة، وطلب عمليات التدقيق، واختبار الامتثال لمعايير السلامة، ووضع قيود على درجات النشر ومستويات الاستخدام”.

وتجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تأسست عام 1957، عمليات تفتيش للمساعدة في ضمان عدم قيام الدول غير الحائزة للأسلحة النووية بتطوير أسلحة نووية، وتوفر التعاون الفني للتطوير السلمي للطاقة النووية.

وهناك اقتراح آخر، ورد في ورقة بحثية من إعداد باحثون في مختبرات الذكاء الاصطناعي بـ “Google DeepMind” و”OpenAI”، يتمثل في إنشاء منظمة على غرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ  والتي تسهل إجماع الخبراء حول القضايا الفنية.