تخشى المنظمات التي تتبنى قضية التغير المناخي أن تشهد جهود تخفيف استخدام الوقود الأحفوري تراجعًا خلال السنوات المقبلة، في ظل الانقسامات والتوترات بين الدول المنتجة للغاز والنفط وبعض نظيراتها المستهلكة له والمتأثرة به أكثر من غيرها، حيث تضغط الأخيرة للالتزام بالتخلص من هذا النوع من الطاقة بحلول 2050.
وبينما كان العالم يترقب عقد مؤتمر “COP28” في ديسمبر المقبل؛ لتسريع وتيرة تنفيذ الممارسات التي من شأنها أن تساهم في خفض درجة حرارة الأرض، أثارت محادثات جرت الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك الأمريكية، شكوكًا حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة “COP28” المقبل.
التخلص من الوقود الأحفوري إلزامي
نشرت صحيفة “Financial Times” البريطانية، مقالًا للكاتبين إيمي ويليامز ومايلز ماكورميك، قالا فيه إن هناك انقسام كبير بين البلدان التي تدعم التوسع في استخدام الوقود الأحفوري، وتلك التي تصر على أنه يجب التخلص منه تمامًا لتحقيق الاستقرار في درجات حرارة الأرض.
ونقل الكاتبان عن وزير التعاون التنموي وسياسة المناخ العالمية في الدنمارك، دان يورجنسن، قوله: “إن البلدان متفقة أننا بحاجة إلى التقدم بهذا الملف، لكن الأخبار السيئة أننا بعيدون جدًا عن التوصل إلى اتفاق، فنحن بحاجة إلى معالجة المشكلة الكبيرة المتعلقة بحرق الوقود الأحفوري”.
وقال الكاتبات إن قمم المناخ أخفقت على مدى سنوات متتالية في التوصل إلى اتفاق حول صياغة المعنى الدقيق للتخلص من الوقود الأحفوري، وما إذا كان هذا من شأنه أن يسمح بالتوسع في تقنيات خفض انبعاثات الكربون.
واستشهد الكاتبان بقول رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين “إن كبار الملوّثِين يجب أن يتوافقوا مع هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة قبل عام 2050”.
وأشار المقال أن مبعوث الولايات المتحدة لشؤون المناخ، جون كيري، هاجم التطويرات الجديدة لمحطات الفحم في آسيا، حيث تزيد الصين والهند من الإنتاج.
لا داعي للتسرّع
في مؤتمر البترول العالمي، وهو مؤتمر لصناعة النفط والغاز يعقد كل سنتين، حذّر نحو 500 من كبار المسؤولين في صناعة إنتاح الغاز والنفط، منهم الرئيس التنفيذي لشركة “إكسون موبيل”، دارين وودز، من “مخاطر التسرع في التخلي عن الوقود الأحفوري”.
كما نقل الكاتبان عن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو”، قوله: “أرى العديد من أوجه القصور في النهج الانتقالي الحالي الذي لم يعد من الممكن تجاهله”.
وأوضح الناصر: “التخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان يمكن أن يعرض أمن الطاقة وأولويات القدرة على تحمل التكاليف للخطر، وكما أظهرت أزمة الطاقة الأخيرة، والتي تفاقمت بسبب الصراع في أوكرانيا، فالعالم سيظل في خطر إذا تم تجاهل هذه الحقائق”.
ويتوقع الكاتبان أن يضغط المسؤولون التنفيذيون في صناعة الوقود الأحفوري ضد تخفيض الإنتاج قبل عام 2050 في قمة المناخ المقبلة.
حالات يُمنع فيها استخدام العلم السعودي.. وهذه قصة اختياره
الملك عبد العزيز.. إرث عظيم ومسيرة شامخة قادتها الحكمة
هل ترجح الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى كفة أوكرانيا في الحرب ضد روسيا؟