سياسة

الملك عبد العزيز.. إرث عظيم ومسيرة شامخة قادتها الحكمة

الملك عبد العزيز

قبل حوالي 120 عامًا، حمل الملك عبد العزيز على عاتقه مهمة تأسيس الدولة السعودية الثالثة والتي كانت بمثابة حجر الأساس لما أصبحت عليه المملكة في وقتنا الحالي.

وطوال 32 عامًا، خاص الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله – حربًا شرسة من أجل توحيد أجزاء المملكة التي أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون.

وفي 5 من شهر شوال عام 1319هـ /15 يناير 1902م، نجح الملك عبد العزيز في استرداد الرياض عاصمة أجداده، وتأسيس دولته الفتية التي يسودها الأمن والاستقرار والخيرات في عام 1351هـ/ 1932م.

ومنذ ذلك الوقت ويحتفل السعوديون بثمار وانتصارات هذا اليوم تحت اسم “اليوم الوطني، والذي تحل الذكرى الـ93 له غدًا السبت.

السنوات الأولى للملك عبد العزيز

في عام 1293هـ، ولد الملك عبد العزيز في مدينة الرياض وترعرع فيها، وتلقى تعليمه الأول في عمر الـ7 سنوات من قراءة وكتابة وحفظ للقرآن الكريم على يد القاضي عبدالله الخرجي، كما أراد له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود – رحمه الله.

وما إن بلغ العاشرة، حتى بدأ في تحصيله العلمي من الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، إلى جانب تعلم مهارات ركوب الخيل والفروسية.

ملامح شخصيته

كان والد الملك عبد العزيز هو المؤثر الأول في شخصيته، وربطتهما علاقة ليست على المستوى الأبوي فقط ولكنه كان بمثابة الأخ والمعلم والصديق لابنه.

من ناحية أخرى، تأثر الملك عبد العزيز بشخصية والدته الأميرة سارة السديري، والتي امتلكت من الحكمة والتدبير قدرًا كبيرًا، بخلاف علاقته مع أشقائه إذ جمعتهم رابطة قوية وخصوصًا الأميرة نورة التي كانت لها مكانة كبيرة في قلبه.

هذا الترابط الأسري كان له عظيم الأثر في تشكيل شخصية الملك عبد العزيز القوية المؤثرة في جميع من قابلهم خلال حياته، إلى جانب ملامحه الباسمة المشرقة التي عكست لين وتواضع ومرح في التعامل مع ورعيته.

وعُرف عن الملك عبد العزيز أيضًا كرمه الشديد وسخائه مع الجميع، ليكون بمثابة رب أسرة لأبناء شعبه، وقدوة صالحة لهم في أفعاله كافة.

وطوال حياته، كان الملك عبد العزيز مقدرًا لدور العلم والعلماء، وحرص دائمًا على احترامهم وتوطيد علاقته بهم والاستماع لآرائهم، وذلك انطلاقًا من اعتماده على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – في كل ما يخص البلاد.

وعلى مدار سنوات عمره، اهتم الملك عبد العزيز بالثقافة والإطلاع على العديد من الكتب في مختلف العلوم لينهل من علمها، بل ويحتفظ بها حتى باتت مكتبته الخاصة تضم 1468 مجلدًا نادرًا.

وكان الحدث الأبرز الذي ترك أثر كبير في رسم ملامح شخصية الملك عبد العزيز، هو خروجه وأفراد أسرته من الرياض في عام 1803 ليستقر في الكويت، ولكن ظل طوال الوقت يحلم بالرياض واللحظة التي يستردها فيها.

الملك عبد العزيز والعالم الخارجي

قادت حكمة الملك عبد العزيز ورؤيته التعامل مع الشأن الداخلي بعد استرداد الرياض وتوحيد المملكة تحت اسم “المملكة العربية السعودية”، من البدء في فتح المدارس، وإنشاء المستشفيات، وبناء القرى، وإصلاح التربة، وتوطين البادية، والتنقيب عن مياه الري من أجل دعم الزراعة.

واتبع نفس النهج في الشأن الخارجي، فكان يتمتع بدبلوماسية فريدة، وهو ما جعله محبوبًا بين قادة العالم وبات حديثًا للإعلام العربي والإقليمي والدولي آنذاك.

واتبع الملك مبدأ الصراحة والشفافية في التعامل مع مختلف القضايا التي تهم أمته، وكان له رؤية ثاقبة أثبتتها الأحداث المتعاقبة التي مرت على المملكة أو غيرها.

وبعد رحلة طويلة رسم خلالها خارطة مستقبل الأمة وأنار بها طريق التطوير والتقدم، ترجل الفارس الملك عبد العزيز عن جواده في شهر محرم من عام 1373هـ، بعد أن اشتد عليه المرض.

وفي فجر الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373هـ الموافق 9 نوفمبر 1953م، فاضت روحه الكريمة إلى خالقها، وُوري جثمانه–رحمه الله- في مقبرة العود وسط مدينة الرياض.

وترك الملك عبد العزيز لأبنائه وأحفاده إرثًا عظيمًا، حمل رايته من بعده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمير محمد بن سلمان، ليكملوا مسيرة طويلة من الشموخ كانت الحكمة والسداد رفيقيها.

نساء سعوديات مُلهمات.. قصص نجاح سيذكرها التاريخ

بريت باير.. مُحاور ولي العهد الذي يمتلك تاريخ إعلامي عمره 27 عامًا

في يوم ميلاده.. أهم أقوال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان