علوم

السدود في ليبيا أصبحت قنابل موقوتة.. لماذا؟

أزمة الفيضانات

تسبب انهيار السدود في تفاقم أزمة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية الأسبوع الماضي، حيث أدى دمارها إلى زيادة كميات المياه المتدفقة في شوارع وطرقات المنطقة الساحلية، والتي أدت إلى هدم عدد كبير من المباني، ووفاة ما لا يقل عن 11,300 شخصًا.

وبعد انتهاء العاصفة “دانيال”، أصبحت السدود في ليبيا مصدر قلق وخوف للمواطنين، حيث أن انهيار أي منها قد يؤدي إلى غمر مناطق بأكملها بالمياه والتسبب في تسجيل وفيات جديدة، فلماذا تعد خطيرة إلى هذا الحد؟

الأعين تتجه نحو سد جازا

نتيجة للأمطار الغزيرة التي صاحبت العاصفة “دانيال”، ارتفعت نسبة المياه في سد “جازا”، الواقع شرقي مدينة بنغازي، عن معدلاتها السنوية.

يبلغ ارتفاع السد أكثر من 60 مترًا؛ لحجز مياه الوادي الذي يمتد لأكثر من 100 كيلومتر، في حين تقع قرى كالمبني والمليطانية وبرسيس وبوجرار أسفله.

فاضت كميات المياه الكبيرة الناتجة عن الأمطار عن السد، وشكّلت سيولًا طفيفة، أثّرت على الطرق وبعض المزارع المحيطة وامتدت تأثيراتها قرابة 15 كيلومترًا.

ساعرت الجهات المعنية بتفريغ حمولة السد خوفًا من أن يتسبب في سيناريوهات كالتي حدثت في درنة بسبب تعطل المضحات الهيدروليكية والتي كانت متهالكة بالأساس بسبب عدم صيانتها.

نقلت صحيفة “The New York Times” عن مسؤوليين ببلديات المناطق القريبة من السد، إنه لم يشهد أي أعمال صيانة منذ عام 2011.

وأضافت الصحيفة: “تتزايد المخاوف من أن يسبب السد كارثة في المنطقة باعتبار أن الشتاء لم يدخل بعد، ووجود احتمالية بهطول كميات كبيرة من الأمطار بالمنطقة ما قد يهدد المناطق التي تحيط به، بالإضافة إلى رصد بعض التسريبات فيه.

في الوقت الحالي، يعمل فريق من هيئة المياه في طرابلس وبنغازي بمشاركة فرق متخصصة من المغرب وفرنسا، بتكليف من لجنة إعادة الإعمار والاستقرار التي شكلها مجلس النواب الليبي لإعادة إعمار مدينة بنغازي، على إجراء الحسابات الهندسية وتنفيذ عملية فتح صمامات التنفيس بالسد.

من الجدير بالذكر أنه يوجد في ليبيا 16 سدًا مائيًا، تعرّض معضمها للتخريب والإهمال وسرقة المضخات منذ عام 2011.

وأشار ورقة بحثية نشرها مختصون خلال السنوات الماضية إلى تعطل غالبية شبكات المياه المرتبطة بالسدود منذ قرابة 15 عامًا في ظل غياب أعمال الصيانة الدورية.

وأشار تقرير لديوان المحاسبة الليبي عام 2021 لصرف ميزانيات منذ عام 2007 لصيانة السدود منها ميزانية مخصصة لسد درنة، إلا أن تلك الميزانيات صرفت دون أن يتم إنجاز الغرض منها بحسب ما ورد في تقرير ديوان المحاسة الذي نشره مطلع عام 2022.

أسباب جعلت زلزال المغرب شديد التدمير
لماذا تعتزم بريطانيا حظر الكلاب البوليسية الأمريكية؟
انقسام في الاتحاد الأوروبي.. لماذا فرضت 3 دول حظرًا على الحبوب الأوكرانية؟