يتّسم مناخ الصيف بصفاء الأجواء، فغالبًا ما تكون السماء خالية من الغيوم، وتتراجع فرص سقوط الأمطار وهبوب الرياح الشديدة إلى أدنى مستوياتها، ومع ذلك، قد تشهد منطقة ما ظهور سحب قاتمة بسرعة، وتندفع منها المياه مصحوبة بظاهرتي الرعد والبرق، فما الذي يسبّب حدوث هذه العواصف؟ وكيف تتأثر بتغيّر المناخ؟
لماذا يبدو أن العواصف تهبّ أكثر في الصيف؟
يوفّر الطقس الصيفي الظروف المثالية لتطوّر العواصف، حيث تسمح درجات الحرارة الدافئة للغلاف الجوي بالاحتفاظ بمزيد من الرطوبة، وهي شرط أساسي لتكوّن السحب الركامية التي تنتج الرعد والبرق.
عندما تقوم الشمس بتسخين الأرض، يرتفع الهواء فوقها بشكل طبيعي حتى يصطدم بطبقة أعلى من الهواء البارد، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي.
مع استمرار ارتفاع الهواء الدافئ الرطب، تنمو السحب الركامية بشكل أكبر، وتصل إلى أعلى حتى تتحول قطرات الرطوبة إلى جزيئات من الجليد، مما يؤدي إلى تكوين شحنات كهربائية يتم تفريغها في النهاية على شكل صواعق من البرق.
تشهد مختلف أنحاء العالم حوالي 16 مليون عاصفة رعدية كل عام، تضرب منها حوالي 200 ألف الولايات المتحدة وحدها.
كيف يؤثر تغيّر المناخ على نشاط العواصف؟
نظرًا لأن الهواء الأكثر دفئًا يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة، فمن المرجح أن ينتج الكوكب الساخن المزيد من العواصف المصحوبة بتساقط الأمطار الشديدة.
نقلت “National Geographic” عن إحدى الدراسات الحديثة، أنه في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري المتوقعة، سترتفع وتيرة حدوث العواصف في مناطق متفرقة من العالم.
أوضح ماثيو إليوت، خبير الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالعواصف التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية في نورمان بولاية أوكلاهوما الأمريكية، أن الأحداث المناخية مثل العواصف تحدث في نطاقات جغرافية صغيرة جدًا، مقارنة بالامتداد الكبير لتغير المناخ العالمي.
وقال: “يمكن أن تؤثر الاضطرابات الصغيرة في البيئة المحلية على كيفية تطوّر العواصف، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالتغيرات المسببة للأحداث المناخية بدقة”.
وأضاف “إليوت”: “ليس من السهل التنبؤ بالأعاصير أو الفيضانات أو الحرائق؛ لأن العلاقة بين الأحداث المناخية ليست بهذه البساطة”.
وتابع: “ومع ذلك، يمكننا افتراض أن العواصف ستحدث بتواتر أكبر في المناطق التي تشتهر بأنها موطن لحدوث الظواهر المناخية المماثلة، في الفترة من بعد ذروة حرارة الصيف وحتى بداية الخريف”.
وقال خبير الأرصاد الجوية: “الواقع الآن هو أن نظام سلوك الظواهر الجوية الفوضوي من المرجح أن يصبح أكثر فوضوية، وسوف تزداد عدم قدرتنا على التنبؤ بها”.
وبيّن: “قد يعني ذلك، على سبيل المثال، أن المناطق التي لا تشهد عادة عواصف صيفية شديدة في كثير من الأحيان قد تصبح من البؤر الساخنة لحدوثها، وبالمثل، فإن المناطق التي تشهد عادة بعض العواصف الشديدة كل صيف قد تصبح أكثر اعتدالًا”.
بعد الطقس القاسي خلال الصيف.. هذا ما يحمله مستقبل الطقس
هل المشروبات الغازية قابلة للاشتعال في فصل الصيف؟