إذا كنت متزوج ولديك أسرة، فمن الشائع أن تشعر في وقت من الأوقات أن الحياة معقدة ومرهقة وتتحرك بسرعة فائقة، التقدم التقني مثل الذكاء الاصطناعي يخلق تغييرًا متسارعًا، والمستقبل صعب التصور، لنا ولأطفالنا على حدٍ سواء إذ يطلق العلماء على عصرنا عصر “التسارع الكبير”، ويخشى الآباء على أطفالهم باعتبارهم ليسوا مستعدين لكل هذه المتغيرات وبالتالي حالة عدم اليقين.
وفقًا لاستطلاع أجراه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية بالولايات المتحدو، حول سلوكيات الشباب، في عام 2021، أظهر أكثر من 40٪ من طلاب المدارس الثانوية تظهر عليهم علامات الاكتئاب، وحتى قبل جائحة كورونا، كان لدى ما يقرب من واحد من كل ثلاثة مراهقين اضطراب القلق، لذا فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تطبيقها لحماية أطفالك من الاكتئاب بسبب الخوف من المستقبل أو حالة عدم اليقين.
تعليمهم القدرة على الاستقرار
بدلاً من التركيز على دفع أطفالنا للأمام، يجب أن نزودهم بالقدرة على الانحناء مع الرياح دون أن ينكسروا، وعدم الاعتماد على الآخرين للحصول على الدافع أو التقييمات أو الحلول، فالأطفال اليوم ليسوا بحاجة إلى المزيد من التحصيل، بل هم بحاجة إلى المزيد من القدرة من التركيز على معدل التكيف لديهم، إذ يسمح التكيف للبشر بالبقاء على قيد الحياة والابتكار.
الدعم وليس الحل
في كل مرة يطلب فيها طفلنا إجابة يقينية، يجب أن ندرك أنه من المهم أن نكون آباءً متعاطفين ومدعمين، ولكن ليس لنا دورًا كبيرًا أو رد فعل زائد، في الحقيقة الأمر ليس سهلاً وقد يتطلب تغييرًا في تفكيرك كوالد، إذ قد يبدو الأمر وكأنك تركز أقل على السلامة الجسدية أو الراحة، ولكن أكثر ما يساعد الأطفال على تطوير القوة النفسية مثل الانتباه الثابت والاعتناء بالنفس، هو عبر الدعم وليس تقديم الحلول.
اسمح لطفلك بأن يشعر بالألم أو الخوف أو الانزعاج. كن حاضرًا، ومتعاطفًا ولكن لا تتدخل على الفور، لأن طفلك لن يصبح الطفل قادرًا على التكيف إلا عندما يتاح له الفرصة للقيام بذلك.
إعطائهم الحرية
أفضل ما يمكننا توفيره لأطفالنا هو عدم السيطرة عليهم، إذ يزيد قلقنا تجاه الخطر والمجهول من هشاشة الأطفال، فعلى سبيل المثال، عندما نتتبع مكان أطفالنا عبر هواتفهم، نطمئن قلقنا على حساب حريتهم واستقلاليتهم، لذا لبناء القدرة على التكيف، يحتاج الآباء إلى تمكين أطفالهم من من إدارة ما يطرأ على حياتهم وحدهم، والتعبير عن الثقة بهم بدلاً من الخوف عليهم.
وضع حدود، والتمسك بها
ساعد طفلك على تطوير ضبط النفس على الكمية غير المحدودة من الدوبامين (مادة كيميائية في الدماغ تشعرك بالسعادة) المتاحة له بفضل الحياة الحديثة، لذا لا تدع أطفالك يصبحون معتمدين على استخدام التكنولوجيا طوال اليوم التي تجعلهم منغمسون في اللعب وزيادة الدوبامين في أدمغتهم دون معرفة الحياة الحقيقية، لذا إن كان أطفالك يقضون معظم وقتهم في العالم الرقمي، شجعهم على الخروج، ودعهم يشعرون بالملل، وشجع الإبداع البسيط والتفاعلات الواقعية مع الآخرين.
قبول المشاعر الصعبة
علم طفلك أن يكون مدركًا لذاته، وأن يعرف كيف يشعر وأن يكون بلا خوف من مشاعر الخوف والحزن وعدم اليقين، أظهر له أن المشاعر هي مجرد إشارات وليست حقائق، وأنه في كثير من الأحيان، إذا انتظرنا طويلاً بما فيه الكفاية، ستتغير تلك المشاعر بنفسها.
موازنة المساعدة
التربية صعبة، والنوايا الحسنة قد تكون لها تأثير عكسي، فالكثير من المساعدة تقلل من الاستقلالية، والكثير من الثناء يقلل من الدافع، والكثير من الحماية يزيد من القلق، وإيجاد التوازن دائمًا تحدي، ولكننا جميعًا بحاجة إلى أن نتصالح مع عدم السيطرة الأساسية على ما نرغب فيه بشدة، وبدلاً من ذلك، دعنا نمكّن أطفالنا لمواجهة أي تحدي يواجهونه، لنعدّهم للنجاح في الأمور التي تهم مثل: معرفة أنفسهم وأن يكونوا مفكرين مستقلين وإبداعيين يمكنهم التكيف والتغلب على التحديات.
دراسة جديدة: يمكن تشخيص “التوحد” مبكرًا من خلال تتبع حركة عيون الأطفال