مرّ التاريخ البشري بتغييرات كبيرة مع ظهور الاكتشافات الجديدة، مثلما حدث عندما عرف الإنسان لأول مرة كيف يشعل النار وينتج الكهرباء، حيث صارت الحياة أسهل وأكثر تطورًا.
واليوم، نحن أمام فصل جديد من التغيير في التاريخ البشري مع الانتشار الهائل لتقنيات الذكاء، فهل يمكن أن تعيد تشكّيل نمط الحياة؟ وكيف؟
قوّة جديدة في العالم
قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “Inflection AI“، مصطفى سليمان، إن التقنيات السابقة ساهمت في تغيير الكثير من أنماط الحياة بالفعل، إلا أنها لم تمثل قوّة قائمة بحد ذاتها، كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي.
وأوضح سليمان، في مقال نشره بصحيفة “Time” الأمريكية: “كان استخدام أقوى تقنيات العصر السابق قاصرًا على نخبة صغيرة من الأثرياء أو الحكومات، مشيرًا أن بناء مصنع يعمل بالبخار أو حاملة طائرات أو محطة للطاقة النووية غير متاح سوى لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.
وعلى العكس من ذلك، بينما يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تطوّرًا تتراجع تكلفة استخدامه يهرًا بعد شهر.
ولفت سليمان في مقاله أن لأنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على تنظيم الاحتفالات، وإعداد جداول المهام اليومية، وتنفيذ استراتيجيات العمل، واختراع الأدوية وإدارة مؤسسات بأكملها.
ويعني هذا أن أي هدف للإنسان، سواء كان تجاريًا، أو دينيًا، أو ثقافيًا، أو عسكريًا، أو ديمقراطيًا أو استبداديًا، يمكن الاستعانة بقوة رخيصة التكلفة على تحقيقه.
القوة، القدرة على تحقيق الأهداف، في كل مكان، في يد أي شخص يريدها. أعتقد أن هذا سيكون معظم الناس. وهذا أكثر تمكينًا بكثير مما كان عليه الويب في أي وقت مضى.
وقال سليمان إن هذا العصر الجديد سينتج عنه تغييرات في موازين القوى بين الدول والشركات العاملة في كل قطاع.
ووصف مؤلف كتاب “الموجة القادمة” هذه التغييرات بأنها “أكبر إعادة توزيع للسلطة في التاريخ”.
فئات ستتأثر أكثر من غيرها
قال مصطفى سليمان إنه “مع كثرة الحديث عن الذكاء الاصطناعي اليوم، تشعر الطبقات المهنية بأنها غير مستعدة، للاضطرابات التي ستتسبب بها هذه التقنيات الجديد”.
وأضاف سليمان: “تشمل قائمة أصحاب المهن الأكثر تضررًا من الذكاء الاصطناعي الأطباء، والمحامين، والمحاسبين، وعلى الرغم من ذلك فهم متحمسين لاستكشاف هذه التقنية وفهمها بشكل أعمق لاستقراء مستقبلهم في ظل وجودها”.
وتابع سليمان: “يعيش العالم الآن حالة من العمى المتعمد، حيث تتجاهل الكثير من شركات التقنية التحذير بشأن التأثيرات المحتملة للتغيير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في العالم”.
وأكد الكاتب ضرورة تغيير نظرة بعض المجتمعات لموجة التغيير التي بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداثها على أنها عابرة.
وقال سليمان إنه “قد حان الوقت لمواجهة العواقب المترتبة على هذا التحول، والبدء في التخطيط لكيفية السيطرة عليه واحتوائه لصالح الجميع.
أشهر نجوم “اليوتيوب” العرب
تحدي إنترنت الأشياء 2023.. موعد التسجيل والأهداف والمسارات وقيمة الجوائز
قطار ماجليف الصيني أسرع من الطائرة!