ألقت فترة جائحة كوفيد بظلالها على الأوضاع الاقتصادية في العالم بأسره، والتي انعكست بطبيعتها على مستوى دخل الفرد ومن ثم معدلات الفقر في الكثير من البلدان.
وبحسب التقديرات الحالية، تزايدت أعداد الأشخاص تحت خط الفقر وفي فئة الفقر المعتدل في قارة آسيا، مقارنة بمعدلات ما قبل الوباء.
نسبة الفقر في آسيا
في حين أن التقديرات كانت تُشير إلى أن نسبة السكان الفقراء المفترض تواجدها في آسيا هي 2.2% (كل شخص لديه 2.15 دولار يوميًا) خلال عام 2022، إلا أن هذه النسبة ارتفعت لتصل إلى 3.9% و4.1% في نفس العام.
ووفق تقرير جديد أصدره بنك التنمية الآسيوي، فإن 155 مليون شخص في آسيا كانوا تحت خط الفقر الدولي خلال العام الماضي.
وذكر التقرير أن معدل الفقر ارتفع بنحو 4% عن التوقعات، وهو ما أدى إلى تضرر ما يزيد عن 20% من الدول النامية الموجودة في قارة آسيا خلال 2022.
الحماية الاجتماعية
لم تكن جائحة كوفيد وحدها العامل الأكبر في رفع مستويات الفقر في آسيا، ولكن الغزو الروسي لأوكرانيا لعب دورًا أيضًا في تفاقم الأزمة مدفوعة بارتفاع التضخم، والذي تضرر منه الفقراء في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن نظم الحماية الاجتماعية من المفترض أن تساهم في تخفيف حدة أزمة الفقر تزامنًا مع هذه العثرات الاقتصادية، إلا أنه لم يحصل على هذه الاستفادة سوى أقل من نصف السكان في 26 دولة آسيوية منها اقتصادات متقدمة في عام 2020.
وتضع الأمم المتحدة هدفًا للقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030، لكن صعوبة القضاء على الفقر وسط الأزمات الحالية يجعل هذا المخطط صعب المنال.
النسبة الأكبر من الفقراء
بحسب بيانات حديثة، يتواجد العدد الأكبر من الفقراء في الدول المزدحمة في آسيا مثل الهند وباكستان وبنغلاديش، وتبلغ معدلات الفقر في هذه الدول النامية ما بين 13.5% و4.9%.
وتضم لاوس ونيبال وطاجيكستان أيضًا نسب عالية من السكان في فئة الفقر المدقع، وكذلك تركمانستان وأوزباكستان، على الرغم من أن الإحصائيات الخاصة بهما لم يتم الإفصاح عنها منذ 20 عامًا.
ولأن عدد سكان باكستان كبير نسبيًا، فإنها ضمت نسبة كبيرة من الفقراء، ولكن جهود القضاء على الفقر هناك كانت ناجحة بشكل كبير في الفترة ما قبل الجائحة وبعدها.
وتمكنت باكستان من تقليص عدد السكان تحت خط الفقر فيها بنسبة 50% في الفترة بين عامي 2010 و2018، وكان للهند أيضًا جهود مماثلة إذ خفضت معدل الفقر من 22.5% في عام 2011 إلى 10% في عام 2019.
وانخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في الفلبين من من 11.3% في عام 2009 إلى 3% في عام 2021، بينما حققت إندونيسيا انخفاضًا من 18.3% في عام 2010 إلى 2.5% في عام 2020.
تصنيف: أغنى 15 إمبراطورية متعددة الأجيال في آسيا في 2023