انطلقت اليوم الإثنين في جدة، فعاليات مؤتمر استدامة الصناعة البحرية تحت عنوان “الابتكار من أجل مستقبل أخضر”، والذي يستمر لمدة 3 أيام.
ويأتي المؤتمر برعاية وزير النقل والخدمات اللوجستية، صالح الجاسر، وعدد من الوزراء في دول الخليج والخبراء، إذ يجتمعون لمناقشة مستقبل الصناعة البحرية واستدامتها.
ويشمل المؤتمر ورش عمل وجلسات حوارية لتبادل الأفكار والتجارب، بالإضافة إلى معرض مصاحب لاستعراض أبرز التقنيات الحديثة في مجال الاستدامة البحرية.
ومن هذا المنطلق نستعرض في السطور التالية المقصود بالاستدامة البحرية وأهم عوامل نجاحها:
ما هي الاستدامة البحرية؟
تُعد استدامة الصناعات البحرية من أهم القضايا التي تضع تحديات كبيرة أمام المُصنّعين، في ظل الأضرار التي تنعكس من تلك الصناعات على البيئة.
ومع الاتجاه نحو المستقبل الأخضر، تسعى الشركات البحرية للالتزام بالمعايير التي تضعها المنظمات البحرية الدولية، في محاولة للحفاظ على البيئة من ناحية وتحقيق المكاسب الاقتصادية من ناحية أخرى.
عوامل نجاح الاستدامة
هناك مجموعة من المعايير التي يجب على الشركات الالتزام بها لتحقيق الاستدامة في الصناعات البحرية وهي:
تشريعات دولية
وضعت المنظمة البحرية الدولية (IMO)، وهي الجهة العلمية التي تعمل على ضمان الاستدامة، مجموعة من التشريعات تتضمن بنودًا يجب على السفن الالتزام بها للحفاظ على الحياة البحرية ومنع تلوث البيئة بسبب عمليات الشحن.
وتشمل تلك البنود اعتماد أنظمة جديدة لإدارة مياه الصابورة (مياه توجد داخل خزانات على السفينة لحفظ توازنها) والتي يمكن أن تنقل الأحياء البحرية من مكان لآخر، بما يتسبب في خلل النظام البيئي.
كما تُلزم هذه التشريعات السفن بتثبيت ناظم لتنظيف غازات العوادم EGCS على متن السفينة، وذلك للحد من انبعاثات الغازات الضارة مثل الكبريت، أو بطريقة أخرى وهي استخدام وقود نظيف.
وتتضمن التشريعات ضرورة اتخاذ احتياطات للحد من انبعاثات الغازات الدفينة، وهو بند إلزامي لجميع السفن، بما يضمن تحمل الشركات التابعة لها للمسؤولية تجاه حماية البيئة.
الشحن الأخضر
قد يعتقد البعض أن الالتزام بالتقنيات المستدامة والخضراء في الشحن البحري، أمر مكلف ويتطلب المزيد من الأموال بالنسبة للمستثمرين، ولكن هذه فكرة خاطئة.
فهناك تقنيات حديثة تساهم في تحقيق استدامة الصناعات البحرية ولكنها ليست مكلفة، مثل إزالة البرنقيل (نوع من أنواع المحار) الملتصق بجوانب السفن، واستخدام الدهانات المضادة لالتصاق الكائنات البحرية والقاذورات، واستخدام السفن للكهرباء خلال تواجدها في الميناء.
وتساعد الموانئ الذكية على تحقيق ذات الهدف، إذ إنها توفر مصارف للتخلص من نفايات ومياه السفن الملوثة.
وفي حين أن هذه الأمور قد تبدو مكلفة، إلا أن الرغبة في تعزيزها يفتح الطريق أمام ابتكار طرق جديدة اقتصادية وفعالة للشحن الأخضر، بهدف تحقيق المصلحة للجميع.
السفن الخضراء
هي أحد العوامل التي تساعد على استدامة الصناعات البحرية، فيتم بناء هذه السفن وفق معايير لتقليل آثار الكربون وزيادة كفاءتها بما يضمن الحفاظ على البيئة.
ويُستخدم في هذا الأمر تقنيات مبتكرة تستهدف تقليل استهلاك المواد اللازمة لبناء السفن وخصوصًا السامة منها، وإعادة تدوير الأجزاء التالفة ومنتهية الصلاحية من السفن، وتقنيات أخرى تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة وتلويث مياه البحر والهواء.
رقمنة النقل البحري
تُعد الرقمنة من أساسيات نجاح الاستدامة، فمن خلال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي يمكن مراقبة انبعاثات الغازات الضارة من السفن وكذلك المصانع، وتحليل البيانات الناتجة.
كما يمكن من خلالها ربط نظام السفينة بالأنظمة الموجودة في الموانئ، وإدارة نقل وتخزين البضائع بطريقة مناسبة، وتوفير المعلومات المناسبة عن حركات السفن بما يخدم نظام سلاسل التوريد.
بعد رحيله.. ماذا سيحدث لثروة الملياردير المصري البريطاني “محمد الفايد”؟
أمريكا تواصل استفزاز الصين ولكن هذه المرة من خلال فيتنام
شرايين المملكة .. أهم 9 موانئ تربط السعودية بالعالم