سياسة

أمريكا تواصل استفزاز الصين ولكن هذه المرة من خلال فيتنام

سلسلة التوترات

يبدو أن سلسلة التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تأبى ألا تنقطع، بل إنها ستكتسب محفزًا جديدًا ولكن هذه المرة مركزه فيتنام.

وتسعى واشنطن إلى رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع هانوي، تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس جو بايدن إلى هانوي خلال هذا الأسبوع، وهي خطوة من شأنها تأجيج غضب بكين، وفق رويترز.

موازنة فيتنامية

تمضي فيتنام بحذر نحو هذا التصعيد في العلاقات التي ستضعها في ذات التصنيف الدبلوماسي إلى جانب الصين وروسيا، ولكن من ناحيتها تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة نحو توطيد علاقتها بالبلد الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وفي سبيل ذلك، دفعت الحكومة الأمريكية بأعضائها رفيعي المستوى في زيارات سابقة خلال الأشهر الأخيرة.

ومن أجل الحفاظ على العلاقات المستقرة مع بكين، يجري الحديث حاليًا حول زيارات مرتقبة من الجانب الصيني إلى فيتنام في توقيتات غير معلنة ولكنها قريبة من زيارة الرئيس الأمريكي.

وبحسب المسؤولين في فيتنام، من المرجح أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، بكبار المسؤولين والقادرة في هانواي خلال الأسابيع المقبلة.

وفي حين أن مسؤولي البلدين عبروا عن تفاؤلهم بشأن هذه الخطوة، إلا أنه لم يصدر عن الحكومتين الأمريكية والفيتنامية أية تصريحات رسمية بشأنها حتى الآن.

لماذا تتقارب واشنطن وهانوي؟

السبب الرئيسي لدفع العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام نحو درجات أعلى من التقارب هو التجارة، إذ تسعى البلدان وخصوصًا هانوي إلى اكتساب المزيد من القوة بدعم أمريكي.

يقول زميل أول في معهد إيزيس- يوسف إسحاق في سنغافورة، هونغ هيب، إن فيتنام وجدت أن هذا الوقت هو الأنسب لتوطيد علاقتها مع أمريكا، في ظل العلاقات المتوترة بين الأخيرة والصين والمرشحة لأن تزداد سوءًا في المستقبل.

وتطمح هانوي في تعزز من رأس مالها ووصولها إلى الأسواق من خلال علاقتها بواشنطن، وفق ألكسندر فوفينج من مركز إينوي لآسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية ومقره هاواي.

مكاسب فيتنام

أحد الجوانب التي طالتها نقاشات سابقة بين البلدين، هو الإمدادات العسكرية الأمريكية إلى فيتنام، وفي حين أنها موضوعات تتطلب وقتًا لاتخاذ قرارات بها، إلا أنها مطروحة، بحسب هيب.

من ناحية أخرى، ترغب فيتنام في توسيع ترسانتها التي تعتمد بشكل كبير على المعدات روسية الصنع، وتجري في ذلك نقاشات مع عدة دول أخرى.

كما تحاول واشنطن أن تعزز من طموح هانوي في أن تصبح مركزًا لصناعة أشباه الموصلات، وهو القطاع الذي يشهد صراعات عديدة بين الولايات المتحدة والصين.

كما يمكن أن تعمل البلدان على التعاون في مجال الطاقة، بحيث تكون فيتنام لاعبًا في مجال الغاز الطبيعي المسال وطاقة الرياح البحرية، من خلال مساعدتها بالتمويل والإدارة اللذين تفتقدهما الدولة الآسيوية.

كما سيضفي تعزيز العلاقات بين البلدين مساحة أكبر لعمل الشركات الأمريكية في فيتنام، فبحسب أشخاص مطلعين على الخطط الأمريكية، ربما تعلن شركتي بوينغ وإيه إي إس عن استثمارات خلال زيارة بايدن.

هذا بخلاف أن الولايات المتحدة هي السوق الأكبر لصادرات فيتنام، ويمكن أن يساهم دفع العلاقات في إجراءات تسهيلية لحركة التجارة مثل تخفيف الجمارك.

لماذا تغضب بكين؟

تخشى الصين من التأثير على نفوذها في المنطقة من خلال تقارب الولايات المتحدة مع فيتنام وكذلك تايوان التي تراها جزءًا منها، إذ تسعى واشنطن إلى المزيد من الترابط مع هذه الدول مؤخرًا.

وتُعد فيتنام طرفًا في خلاف قائم بالفعل بين الصين وعدة دول وهي الفليبين وماليزيا وبروناي حول بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة غنية بالطاقة الموارد الطبيعية، وفي حين أن بكين تطالب بفرض هيمنتها عليه، ترى الدول الأخرى أنها تمتلك حقًا فيه.

كما أن الولايات المتحدة وافقت بالفعل على تقديم حزمة من المساعدات العسكرية إلى تايوان قبل أيام بقيمة 80 مليون دولار، لتكون الأولى ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي الذي يمنح الدول ذات السيادة قروضًا أو منحًا للتسلح.

وتنظر الصين إلى تايوان – التي تتمتع بالحكم الذاتي – على أنها إقليم تابع لها، وتكثف من جهودها لفرض سيطرتها على تايبيه وإجبارها على قبول السيادة الصينية، وهو ما ترفضه حكومة تايوان.

بخلاف أن واشنطن وبكين تخوضان حربًا شرسة في مجال أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، شهدت على مداؤ الشهور الماضية قرارات بحظر تصدير بعض المواد وقوانين للسيطرة على حركة التجارة في هذا القطاع.

بمجالات العلوم والرياضة والأعمال.. تألق دولي لافت للمملكة في أغسطس
أسرع من الصوت.. “الصقور السعودية” مستمرون في تزيين سماء الداخل والخارج
“نوبل” تتراجع عن دعوة 3 دول لحضور حفل تسليم جوائزها.. لماذا؟