أنت لست وحدك إذا كنت تعاني من الوحدة أو تتساءل: “لماذا لا أستطيع تكوين صداقات؟” قد يبدو من الصعب أو المستحيل إقامة علاقات جديدة كشخص بالغ، ولكن إذا كنت على استعداد لبذل الجهد، فيمكنك بلا شك بناء علاقات جديدة، لذا تقدم لك هذه المقالة الأسباب المحتملة لعدم نجاحك في تكوين صداقات وكيف يؤثر عدم وجود أصدقاء سلبًا على صحتك العقلية، كما تقدم لك نصائح حول كيفية تكوين صداقات جديدة.
لماذا لا أستطيع تكوين صداقات؟
هناك عدة تفسيرات محتملة لعدم استطاعتك تكوين صداقات، وهي:
قلق
يعاني العديد من الأشخاص من درجة معينة من القلق عند مقابلة أشخاص جدد، والذي قد ينبع من الخوف من التعرض للرفض أو الحكم من قبل الآخرين. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تتداخل هذه المخاوف مع قدرتهم على التواصل مع الشخص الآخر لأنه من الصعب للغاية التركيز على المحادثة والمشاركة فيها عند الشعور بالتوتر أو عدم اليقين بشأن أنفسنا. قد تشجعنا هذه المشاعر غير المريحة أيضًا على تجنب تكوين صداقات.
في المرة القادمة التي تحاول فيها تكوين صديق، قم بفحص أفكارك ومشاعرك لمعرفة ما إذا كنت تشعر بالتوتر أو الخوف أو عدم اليقين. ثم اسأل نفسك ما إذا كانت هذه الأفكار أو المشاعر تساعد أو تعيق قدرتك على تكوين صداقات. قد يساعدك القيام بذلك على فهم سبب صعوبة تكوين صداقات بالنسبة لك بشكل أفضل.
تجنب
هل هناك فرص قد ترفضها أو تتجنبها لأنك تريد تجنب الصعوبات التي تأتي مع تكوين صداقات؟ لذا، عندما ترفض الفرص الاجتماعية، اسأل نفسك عن السبب. ضع في اعتبارك هذا القرار ومن أين يأتي. من الصعب تكوين صداقات جديدة عندما لا تبذل قصارى جهدك للقيام بذلك.
توقعات عالية
قد يمارس الناس الكثير من الضغط على أنفسهم ليكون لديهم العديد من الأصدقاء. ليس من الضروري أن يكون لديك حشد من الأصدقاء؛ في بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر هو صديق أو صديقان للشعور بالفوائد النفسية التي تأتي مع الصداقات العميقة، لذا إن ركزت فقط على إنشاء علاقة أو اثنتين ذات معنى سخفف من أي ضغط قد تشعر به لإنشاء قائمة لا نهاية لها من الأصدقاء.
عوامل أخرى
تشير بعض الأبحاث إلى أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يلعب دورًا أيضًا. لقد وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي يميلون أيضًا إلى تجربة المزيد من الوحدة والاكتئاب.
تأثير عدم وجود أصدقاء على الصحة العقلية
قلة الأصدقاء أو الصداقات الضعيفة والسطحية يمكن أن تضر بصحتك العقلية، فهناك عدة مشكلات صحية يمكن أن تشعر بها مثل:
الافتقار إلى الانتماء: إن العثور على صداقات وثيقة والحفاظ عليها يوفر لنا الشعور بالانتماء، مما يمكنا على إدارة التوتر.
الوحدة: يمكن أن يساعدنا الشعور بالانتماء والدعم، والذي غالبًا ما نجده في الصداقات الوثيقة، على التعامل بشكل أفضل مع أي تحديات تعترض طريقنا. وعلى العكس من ذلك، فإن الافتقار إلى الدعم الاجتماعي الكافي، والذي قد يشعر به شخص يفتقر إلى صداقات ذات معنى، يعزز الشعور بالوحدة والعزلة .
صعوبات الصحة العقلية: تعتبر الوحدة والعزلة من عوامل الخطر المهمة لعدد لا يحصى من مشكلات الصحة العقلية لأننا كائنات اجتماعية تريد وتحتاج إلى روابط وثيقة وذات معنى مع الآخرين.
نصائح لمساعدتك على تكوين صداقات
إذا كنت تشعر أنك لا تستطيع تكوين صداقات، فهناك استراتيجيات يمكن أن تساعد في تحسين فرصك في تكوين علاقات اجتماعية جديدة، وهي:
ابحث عن بيئات مريحة
من المهم أن تحاول إيجاد طرق لمساعدة نفسك على الشعور بالراحة والطمأنينة أثناء تكوين صداقات جديدة، لذا فكر ما هي نوع البيئات التي تجعلك تشعر براحة أكبر.
ضع في اعتبارك احتياجاتك
هل أنت شخص يشعر براحة أكبر في العلاقات الفردية، أم أنك تشعر بتحسن مع العديد من الأشخاص من حولك؟ يمكن أن تساعدك الإجابات على هذه الأسئلة في وضعك في وضع أفضل لإيجاد أفضل بيئة لتقوية صداقاتك.
اعطائها الوقت
بينما تعمل على إقامة علاقات جديدة أو إحياء الصداقات القديمة، من الضروري أن تتذكر أن إنشاء صداقات ذات معنى يستغرق وقتًا. وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة كانساس عام 2018، تستغرق العلاقة حوالي 50 ساعة معًا في الأنشطة المشتركة لتتحول من مجرد معارف إلى أصدقاء عاديين، كما يحتاج الأشخاص إلى 90 ساعة حتى يعتبرون بعضهم أصدقاء وأكثر من 200 ساعة حتى تعتبرون بعضكم أصدقاء مقربون.
تخصيص الوقت
إن الإعجاب بشخص ما والاستمتاع بصحبته والرغبة في أن نكون أصدقاء معه ليس كافيًا. لتكوين هذا الارتباط، يجب عليك تخصيص الوقت لتكوين تلك الصداقة والحفاظ عليها، وقد وجد الباحثون أيضًا أن أفضل ساعات بناء الصداقة هي تلك التي تقضيها في القيام بأنشطة ممتعة،لذا فعلى الرغم أن “أصدقاء العمل” يمكن أن يشكلوا جزءًا مهمًا من دائرتك الاجتماعية، إلا أن الوقت الذي تقضيه معًا في بيئات العمل كان أقل ملاءمة لبناء الصداقات.
كيف أحصل على المساعدة
إذا كنت تواجه صعوبة في العثور على هذا الشعور بالانتماء داخل الصداقات، ففكر في التواصل مع معالج يمكنه مساعدتك في فهم الصعوبات الفريدة التي تواجهك والعمل معك للتغلب عليها. على سبيل المثال، قد تكون هناك جوانب من ماضيك يمكن أن تؤثر على قدرتك على أن تكون منفتحًا ومعرضًا لأشخاص جدد في حياتك، إذ يمكن أن يقدم العلاج الدعم والتوجيه الذي تحتاجه للمساعدة في تخفيف الصعوبات التي تواجهك.
الصداقة.. أسباب فشلها وطريقة التخلص منها بشكل صحي