توقع الكثير من الاقتصاديين في الولايات المتحدة حدوث موجة من إفلاس البنوك في النصف الأول من العام الحالي، بعد انهيار بنك “سيليكون فالي” في مارس، والذي أجبر المجموعة المالكة له “SVB” على إعلان إفلاسها.
وعلى الرغم من أن هذه التنبؤات لم تتحقق حينها، عادت المخاوف من الإفلاس للسيطرة على الاقتصاد الأمريكي مرة أخرى، بعد خفض وكالة “موديز” تصنيف 10 بنوك صغيرة ومتوسطة الحجم مؤخرًا.
وبخلاف البنوك، ارتفعت حالات إفلاس الشركات العاملة في قطاعات مختلفة خلال العام الجاري، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة 11 مرة منذ العام الماضي، مع الموقف العالمي الاقتصادي المتأثر بما بعد الجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية.
عدد حالات إفلاس الشركات الأمريكية منذ 2010
منذ 31 يوليو 2023، أعلنت أكثر من 400 شركة أمريكية إفلاسها، بضعف المستوى الذي شهده نفس الوقت من العام الماضي.
مثّلت شركات القطاع الصناعي أكبر عدد من حالات الإفلاس؛ لأن ميزانيتاتها تحمل ديونًا أكبر مقارنة بالقطاعات الأخرى، مما يعرضهما لمخاطر أعلى حال رفع أسعار الفائدة.
بشكل عام، ارتفعت تكاليف الفائدة على الشركات الأمريكية بنسبة 22% سنويًا مقارنة بالربع الأول من عام 2021.
وتعني هذه التكاليف الإضافية، إلى جانب ارتفاع الأجور والطاقة والمواد، أن الشركات قد تتعرض لضغوط أكبر لخفض التكاليف والإنتاج.
الجدول التالي يقارن بين عدد عمليات الإفلاس بين الأعوام منذ 2010، اعتبارًا من 31 يوليو في كل سنة.
عمليات الإفلاس الكبرى
هذا العام، أعلنت 16 شركة تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار طلبها إعلان الإفلاس، من بينها سلسلة “Bed Bath & Beyond” والشركة الأم لبنك “سيليكون فالي”.
كما تقدمت شركة المراتب العملاقة “سيرتا سيمونز” بطلب للإفلاس في وقت مبكر من هذا العام، والتي كانت تشكل في السابق ما يقرب من 20% من تجارة الفراش في أمريكا.
هل الانهيار الكامل وشيك؟
في كثير من الحالات، ظلت الشركات الأميركية صامدة على الرغم من الارتفاع الحاد في تكاليف الاقتراض.
ويرجع ذلك إلى أن معظم الشركات حققت أرباحًا فاقت توقعاتها في عام 2022.
لجأت بعض الشركات إلى خفض تكاليف التشغيل ورفع الأسعار، مما مكّنها من الالتزام بدفع التزامات الفوائد.
وتحسّبًا للأزمة، قامت العديد من الشركات بحساب ديونها بسعر أعلى من المعلن رسميًا، واليوم، أصبح ما يقرب من 72% من ديون الشركات الأمريكية المصنفة ذات أسعار فائدة ثابتة .
وساهمت البنوك في جزء من استقرار بعض الشركات، حيث أصبحت تقرض الشركات أموالًا أكثر في حالات التعرض للمشكلات التي قد تؤدي إلى الإفلاس، وهي عوامل تبشّر بالاستقرار على المدى القصير، مع وجود احتمالات لحدوث أزمات خطيرة مستقبلًا في حال تراكمت تلك الديون.
العمل الحر المؤقت عبر الإنترنت.. فرص واعدة تقابلها مخاطر وظيفية كبيرة
بالأرقام.. إيرادات شركات Nike وAdidas وPuma من 2006 إلى 2022
أغلى وأرخص وجبة بيغ ماك حول العالم
