تستدعي كلمة الحرب تذكر المعارك التي خاضها البشر فيما بينهم، ولكن التاريخ شهد حروبًا شنّها الإنسان على غير بني جنسه، حيث وجدت مجموعات متنوعة من الحيوانات نفسها منخرطة في الصراعات البشرية.
وتعدّدت أسباب إعلان البشر الحرب على الحيوانات تاريخيًا، في بعض الحالات كان السبب أنها تعيش في أماكن تدور فيها المعارك، وفي أحيان أخرى حاول الإنسان القضاء عليها لأنه اعتبرها آفات، أو للرغبة في معاقبة من يتعايشون معها ويستفيدون منها.
حملة “الآفات الأربع”
اتسمت فترة حكم ماو تسي تونغ للصين، في الفترة من عام 1949 إلى 1976 بتجاهل دور العناصر المختلفة بالطبيعة في حياة الإنسان.
أمر ماو تسي تونغ بإزالة الغابات وغيّر أسساليب الزراعة، وكان أحد أكبر الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، حملته التي سُميت “الآفات الأربع”.
استهدفت هذه الحملة القضاء على الذباب والبعوض والجرذان والعصافير، حيث اعتبرها الزعيم الصيني من الآفات الضارة.
نتج عن هذه الحملة القضاء على معظم العصافير في البلاد، مما أدى إلى خلل في التوازن البيئي؛ لأنها كانت تلعب دورًا في مكافحة الآفات، وتسبب ذلك في أن المحاصيل أصبحت عرضة للحشرات مثل الجراد، مما أدى إلى مجاعة مدمرة أودت بحياة الملايين.
معركة جزيرة رامري
وقعت العديد من المعارك العسكرية في جزيرة رامري، الواقعة قبالة سواحل بورما، المعروفة باسم ميانمار حاليًا، خلال الحرب العالمية الثانية.
في عام 1945، أجبرت القوات البريطانية ما يقرب من ألف جندي ياباني على مقاتلة التماسيح في مستنقع أشجار المنغروف، حيث دفعتهم النيران الكثيفة إلى نزوله.
كانت غابة المنغروف موطنًا لتماسيح المياه المالحة، وهي أكبر الحيوانات المفترسة للزواحف في العالم، والتي يصل طول بعض أفرادها إلى أكثر من 6 أمتار، ويزن ما يزيد عن 907 كيلوغامات.
تذهب التقديرات إلى أن 500 من أصل 1000 جندي تمكّنوا من الخروج من المستنقع، فيما التهمت التماسيح البقية.
سجّلت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية هذا الحادث باعتباره صاحب أكبر عدد من القتلى نتج عن هجوم التماسيح.
حرب الجاموس
في عام 1871، ذهبت مجموعة من أثرياء ولاية نيويورك الأمريكية في رحلة استكشافية إلى نبراسكا؛ لصيد الجاموس.
كانت الرحلة جزءًا من مهمة جيش الولايات المتحدة للسيطرة على الأمريكيين الأصليين من خلال القضاء على كل الجاموس، الذي كانوا يعتمدون عليه في تأمين الغذاء.
أصبح صيد الجاموس وسيلة لجني الأرباح، وتناقص عدده بسرعة، حيث أنه بحلول نهاية القرن التاسع عشر، لم يتبق سوى بضع مئات منه في البرية.
الحرب على الذئاب
شنّت الولايات المتحدة حربًا طويلة على الذئاب، بدأت في القرن التاسع عشر؛ لمنعهم من التكاثر حتى التفوّق على عدد الماشية.
في عام 1905، حاولت الحكومة استخدام الحرب البيولوجية عن طريق إصابة الذئاب بالجرب، وبعد عقد من الزمان، أصدر “الكونغرس قانونًا يقضي بالقضاء على كل الأفراد من هذا النوع في الأراضي الأمريكية.
بحلول عام 1926، كان قد تم القضاء على معظم الذئاب في أمريكا، بواسطة التسمم وإطلاق النار.
أفيال القرطاجيين في معركة “زاما”
خاض الرومان معركة زاما عام 202 قبل الميلاد، بقيادة سكيبيو أفريكانوس الأكبر، ضد القرطاجيين بقيادة حنبعل.
اعتمد جيش حنبعل بشكل كبير على 80 فيل حرب، لم يتم تدريبهم بشكل كامل، وعندما تم إطلاقهم على المشاة الرومان، تم تشتيتهم بسرعة بواسطة وحدات المناورات، التي وجهتهم إلى المساحات المفتوحة بين الصفوف.
وعلى الرغم من هذا، تسببت صيحات الجنود وصوت الأبواق المرتفع في تشتيت الأفيال، والتي تحول البعض منها عن مساره وتسبب بمقتل بعض الجنود.
الجندي الدب
خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح الدب البني “فوتيك” رفيقًا للجنود البولنديين، حيث قاموا بتربيته، واصطحبوه معهم، فساعدهم خلال معركة مونتي كاسينو بحمل الذخيرة.
كانت مساهمات هذا الدب في المعركة موضع إعجاب لدرجة أنه تمت ترقيته إلى رتبة عريف.
بعد الحرب، رافق “فوتيك” الجنود إلى إسكتلندا، حيث عاش في مزرعة كشخصية معروفة، وظهر بعد ذلك في برامج تلفزيونية، وتمتع بحياة هادئة حتى وفاته عام 1963.
ماذا لو تسابق الرياضيون مع الحيوانات؟ لمن ستكون الغلبة؟
ماذا لو انقرض نوع واحد من الحيوانات؟ ماذا سيحدث للأرض؟
طائر الحُبارى “صديق الصقور” الدائم