كان تفشي جائحة كورونا، منذ نحو 17 شهراً، إيذاناً بتداعيات سلبية على النشاط الاقتصادي الذي تراجع بطريقة هددت سبل عيش ملايين الأسر حول العالم، لكن الفقراء هم من دفعوا الثمن الأكبر، وهو ما يظهره تقرير دولي حديث لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.
كشف التقرير أن تفشي فيروس كورونا دفع نحو 100 مليون عامل إضافي إلى الفقر، لافتاً إلى أن السبب هو التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة، بالنظر إلى ما أحدثه الوباء في شتى القطاعات الاقتصادية.
وحذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي، الذي جاء بعنوان “العمالة العالمية والآفاق الاجتماعية: اتجاهات 2021″، من أن الأزمة المتفاقمة ستطول، ومن المتوقع أن يظل 220 مليون شخص على الأقل عاطلين عن العمل على مستوى العالم هذا العام، وأشارت إلى أن العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا بحلول عام 2023.
وأوضحت المنظمة أن العالم سيفقد 75 مليون وظيفة نهاية هذا العام، مقارنة بما سيكون عليه الوضع لو لم تحدث الجائحة، فيما سيظل كما سيظل عدد الوظائف أقل بنحو 23 مليون وظيفة بحلول نهاية العام المقبل.
[two-column]
وفي الوقت الذي احتفظ فيه كثيرون بوظائفهم، تقلّص مجموع ساعات عملهم بشكل كبير، فيما تُرجم تراجع التوظيف وساعات العمل إلى انخفاض حاد في الدخل وزيادة في الفقر، على ما تُظهر الأرقام.
[/two-column]
وحسب الدراسة فإنه تم تصنيف 108 ملايين عامل إضافي حول العالم على أنهم فقراء أو فقراء جداً، مقارنة بعام 2019، ما يعني أنهم وعائلاتهم يعيشون على أقل من 3.20 دولارات للفرد في اليوم.
ووفق بيانات المنظمة فإن خسائر ساعات العمل في عام 2020 مقارنة بعام 2019، تعادل ما يصل إلى 144 مليون وظيفة بدوام كامل في 2020.
توقعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن تتحسن التوقعات إلى 205 ملايين عاطل عن العمل العام المقبل، وهو رقم ما زال أعلى بكثير من 187 مليون عاطل عن العمل المسجل في العام 2019، قبل أن تسبب أزمة جائحة كورونا في خسائر متفاقمة.
وحسب نماذج منظمة العمل الدولية، فإن هذا يعادل معدل بطالة عالمي يبلغ 6.3% هذا العام، وينخفض إلى 5.7% العام المقبل، لكنه لا يزال مرتفعاً عن معدل ما قبل الوباء البالغ 5.4% في العام 2019.