باتت جرائم تزوير العملة تتزايد خاصة أنها تعتبر حلًا سهلًا لدى الكثير لتحقيق الربح السريع، وبفضل التقنيات الحديثة فإن التزوير أصبح ممكنًا حتى للهواة، ومع تطوره وانتشاره أصبح التزوير من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه الدول لأنه يؤثر عليها سلبًا على الاقتصاد.
لمحة تاريخية
النقود المزيفة قديمة قدم النقود نفسها، فحتى قبل إصدار النقود الورقية، كان يتم تزييف العملات المعدنية، والتي لم تقتصر على منطقة معينة، بل كانت منتشرة في جميع أنحاء العالم، فعندما كانت النقود المعدنية هي المتداولة، كان التزوير يتم عن طريق خلط المعادن الأساسية مثل النحاس والألمنيوم والرصاص والزنك والقصدير والحديد مع الذهب والفضة في عمليات التزييف.
بدأت عمليات تزوير النقود المعدنية في مدينة ليديا اليونانية في القرن السادس قبل الميلاد، وكان من أكثر أساليب التزوير شيوعًا خلط المعادن الأساسية مع الذهب الخالص أو الفضة، بالإضافة إلى قطع أطراف النقود المعدنية واستخدامها في صنع العملة المزيفة.
ومع انتشار تزوير العملة في فترة لاحقة، بدأت الحكومات في التعامل مع المسألة على أنها جريمة خيانة ضد الدولة، وليست مجرد عملية احتيال ونصب، فقد تم تنفيذ عقوبات الإعدام في إنجلترا في عام 1690 للإنكليزيين توماس وآن روجرز بتهمة تزويرهما أربعين قطعة من الفضة، وفي عام 1770، تم إعدام آخر مزوري القطع المعدنية الإنكليزية في تلك الحقبة، دايفيد هارتلي، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد حملت النقود الورقية التي تم طباعتها في عهد “بنجامين فرانكلين” عبارة “الموت للمزورين”.
طرق التزوير
إن ظهور أجيال حديثة من آلات النسخ والطبع ذات التقنية العالية أتاح الفرصة أمام المبتدئين في إتمام عمليات تزوير العملة بسهولة، وهي عملية انتشرت بكثرة منذ العام 1993 عند ظهور الطباعات الرقمية.
ويشير الخبراء الى أن أبسط عمليـات التزوير، تقوم على تصوير العملة عبر الماسح الضوئي (scanner)، وادخالها الى جهاز الكمبيوتر، كما يمكن اعتماد الكاميرا الرقمية للغاية نفسها. وبعدها يستخدم المزوّرون برنامج معالجة الألوان لإعطاء العملة شكلًا مطابقًا للعملة الأصلية، ثـم تطبـع العملـة علـى أي نوع من آلات الطبع.
تطور التزييف
أصبحت ممارسة التزوير أكثر دقة مع وصول العملة الورقية، إذ تعود إحدى أشهر حوادث التزوير إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، عندما قام النازيون بتزوير الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني بكميات ضخمة بهدف زعزعة استقرار الاقتصاد في أمريكا و بريطانيا، ومازالت العملات المزيفة متداولة في عالمنا حتى اليوم حيث يصعب التعرف عليها بسبب جودتها العالية ودقة تزييفها.
تهديد للاقتصاد
تعد أكبر الآثار السيئة للنقود المزورة على المجتمع هي انخفاض قيمة النقود الحقيقية؛ والزيادة في الأسعار (التضخم) بسبب زيادة الأموال المتداولة في الاقتصاد – فهي زيادة مصطنعة غير مصرح بها في المعروض النقدي، وخسائر للتجار في حالة عدم تعويضهم عن النقود المزيفة المكتشفة من قبل البنوك، حتى في حالة مصادرتها.
تقنيات كشف التزوير
يؤكد الإختصاصيون أن هناك عدة طرق لكشف التزوير، بدءًا من الفحص الأولي للعملة وصولًا الى الفحص الكيميائي لمكونات الورق والألوان والحبر، وفي حال عدم توافر أجهزة كشف التزوير، فهناك وسيلة سهلة يمكن أن يعتمدها الباعة وسائر الأشخاص لفحص النقود، وهي التدقيق في العملة الورقية تحت ضوء الشمس أو أي إنارة كهربائية للتأكد من وجود العلامة المائية المتمثلة في صورة الشعار، إضافة الى خيط الأمان الموجود داخل مكونات الورقة، وهما علامتان تدلان على صحّة العملة، وإذا شك فى وجود ما يشبه هاتين العلامتين فإنه يستطيع الكشف عن العلامة المائية إذا كانت مزورة بواسطة مذيب عضوي مثل الكلوروفورم أو بواسطة كوب من الماء يضع فيه ورقة العملة لمدة دقائق فإذا حدث تغيير في شكلها أو ألوانها، وقوة تماسكها، تكون مزورة لأن الورقة الصحيحة لا تتلفها المياه، حتى أنه يمكن غسلها من دون أن تتأثر.
وينصح الخبراء أصحاب المحلات التجارية ومن تستدعي طبيعة عملهم تبادل العملات الورقية باقتناء قلم الكشف عن العملات المزورة، وهو قلم يحتوي على مادة الإيودين التي تتفاعل مع النشويات الموجودة فــي الورق المزوّر، أي الورق المصنوع من الأخشاب، فيكشف التزوير عبر إحداث بقعة سوداء على العملة، عند تمريره عليها، الأمر الذي لا يمكن حدوثه في العملـة الأصلية المصنوعة من ورق خاص أساسه الألياف.
المملكة ترسم أولى خطواتها في مجال الطائرات المسيرة.. ما أهميتها؟
أسباب تسجيل سوق الأسهم السعودي أطول سلسلة خسائر منذ 2016
“الاستثمارات العامة” يؤسس الشركة السعودية لإدارة المرافق “FMTECH”.. أبرز أهدافها
