خلال الآونة الأخيرة يستحوذ الذكاء الاصطناعي على معظم أحاديث عمالقة التكنولوجيا، في ظل التطور السريع الذي تشهده هذه التقنيات بما يجعلها تستجيب بطرق تحاكي فيها العقل البشري.
وفي تحليل للنصوص قامت به موقع CNBC، أظهر أن الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، سوندار بيتشاي وفريقه ذكروا كلمة “الذكاء الاصطناعي” 66 مرة، خلال أحاديثهم عن الأرباح هذا الأسبوع.
وبالمثل ذكر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا ومسؤولوه التنفيذيون ذلك 47 مرة، فيما ذكر الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، والفريق التنفيذي لـ فيسبوك هذه العبارة 42 مرة، يوم الأربعاء الماضي.
على الناحية الأخرى، كانت شركة آبل قليلة الكلام فيما يخص الذكاء الاصطناعي، وهو أمر لن يتغير في المستقبل القريب، إذ تتبنى الشركة نهج أكثر رصانة في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة، على عكس منافسيها.
ووفق تحليل سي إن بي سي، ذكر الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، الذكاء الاصطناعي مرتين فقط خلال حديثه عن أرباح الشركة في مايو الماضي.
وخلال الحدث المخصص لإطلاق برنامج آبل والذي استمر لمدة ساعتين، لم يأت أحد على ذكر الذكاء الاصطناعي نهائيًا، في حين أن الكثير من المنتجات التي تم الإعلان عنها هي بالأساس تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ويتبنى المسؤولون في آبل مصطلحًا آخرًا للتعبير عن الذكاء الاصطناعي وهو “التعلم الآلي”، وهو لفظ أكاديمي في المقام الأول.
ومن ناحية أخرى، يميل المسؤولون في آبل للحديث عن مميزات البرامج التي يقدمها للمستخدم، وكيف تساعده في تنظيم الصور كمثال أو تحسين كتابتهم، بدلًا من الحديث عن التكنولوجيا وراء ذلك.
وفي الوقت الراهن، تعود النسبة الأكبر من أرباح شركة آبل إلى أجهزة “آيفون”، التي بلغت إيراداتها خلال الربع الثاني من السنة المالية للشركة ما يُقدر بـ مليار دولار.
كانت شركات التكنولوجيا الضخمة قالت للمستثمرين في وقت سابق من هذا الأسبوع في مكالمات الأرباح، إن طرح منتجات الذكاء الاصطناعي قد يستغرق بعض الوقت.
في المقابل كان زوكربيرج أكثر حماسًا بشأن تقنية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في الواقع الافتراضي، وخصوصًا مفهوم يسمى ”وكلاء الذكاء الاصطناعي”، والذي يمكّن البرنامج من إرسال رسائل إلى العملاء التجاريين تلقائيًا دون تدخل بشري، أو العمل كمدرب، أو أن يكون مساعدًا شخصيًا.
ولكن في الوقت نفسه، قال زوكربيرغ إنه لا يعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين سيستخدمون ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
ويرى العاملون في صناعة التكنولوجيا أن الانتشار البطيء لمنتجات الذكاء الاصطناعي المدرة للدخل من شركات التكنولوجيا الكبرى، أمر مهم.
ووفق تحليل أجرته شركة “جارتنر” يرجع ذلك إلى أن التقنيات التأسيسية الجديدة تمر بما يسمى “دورة الضجيج”، والمقصود به الاهتمام المتزايد بأي تقنية جديدة في البداية والذي يقل تدريجيًا في ظل التحرك البطيء لنشر التكنولوجيا.
وهذا التحرك البطيء يفقد المستثمرين حماسهم بالمنتج سريعًا، ومن ثم يتراجع الاستثمار فيه.
ولكن إذا لم تقدم الشركات تقنيات جديدة خاصة بالذكاء الاصطناعي ضمن التطبيقات اليومية للمستهلك، من المرجح أن يُصاب المستخدمون بخيبة الأمل في نهاية الأمر، ويتضح ذلك من تراجع نسبة تنزيل تطبيق OpenAI على آيفونخلال الشهر الحالي بعد إطلاقه في مايو.
في ظل هذه المؤشرات، استطاع العديد من المحللين اكتشاف أن الاستثمار القائم على منتجات الذكاء الاصطناعي لن يكون فوريًا ويتطلب وقتًا.
وكتب مارك مورفي المحلل في JPMorgan هذا الأسبوع: ”لقد حذرنا المستثمرين من أن عملية ترجمة الطلب المبكر إلى تطبيقات واسعة النطاق وإيرادات معترف بها، ستكون اتجاهاً متعدد السنوات بدلاً من قلب فوري للتحول”.
ونصحت المحللة لورا مارتن، المستثمرين بالاستثمار في أي مكان آخر حتى تصبح استثمارات ميتافيرس وريلز وثريدز وكويست تراكمية.
فيما كتب المحلل في UBS Lloyd Walmsley هذا الأسبوع أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال ”عبئًا” على غوغل.
من المتوقع أن تتعرض شركة آبل إلى ضغوطات من قبل المحللين بشأن الإعلان عن خططها للذكاء الاصطناعي، خلال مؤتمر الإعلان عن أرباحها الأسبوع المقبل.
وكانت الشركة أعلنت الشهر الماضي عن برنامج جديد للوحة مفاتيح آيفون، يستخدم نموذجًا شبيهًا لـ ” ChatGPT”، مما يدل على أن لديها تطويرا داخليا كبيرا لنماذج الذكاء الاصطناعي.
لكن عملاق التكنولوجيا لا يحب الحديث عن المنتجات التي لم يتم طرحها في السوق بعد لإثارة توقعات المستثمرين.
وخلال مكالمة الإعلان عن أرباح آبل في مايو، عندما سئل كوك عن الذكاء الاصطناعي، تهرب من السؤال وعاد للحديث مرة أخرى عن منتجات الشركة ومميزاتها.
وقال إن الشركة تهتم بالذكاء الاصطناعي وستستمر في توظيفه في منتجاتها ولكن بشكل دقيق ومدروس.
حركة ومغامرة ودراما.. أبرز المسلسلات المقرر عرضها على “Netflix” في أغسطس 2023
