تقنية

أنظمة الملاحة الصينية VS الأمريكية.. هل تنجح الصين في تهديد عرش GPS؟

دائرة التنافس بين الصين

يومًا تلو الآخر تتسع دائرة التنافس بين الصين والولايات المتحدة لتشمل مجالات عديدة، كان من بينها مؤخرًا التنافس في أنظمة الملاحة الذي تقوده واشنطن منذ عقود.

ويُعد نظام تحديد المواقع العالمي GPS، هو أقدم نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، ويتمتع بعدد كبير من المستخدمين من حول العالم يُقدر بـ 6 مليارات مستخدم، يعتمدون عليه في نواح عديدة من الحياة اليومية.

أهمية نظام GPS

وتمتلك الولايات المتحدة نظام GPS، ويديره Space Force، وهو فرع عسكري مستقل يتم تنظيمه تحت إشراف القوات الجوية الأمريكية.

وكان الغرض من إنشاء نظام الملاحة الأمريكي في البداية هو خدمة الأغراض العسكرية، مثل توجيه الصواريخ وتشغيل الطائرات دون طيار، ولكن سرعان ما اتضح أن هذه التكنولوجيا مهمة أيضًا لحياة المدنيين.

وبحسب النائبة ميكي شيريل، فإن نظام الملاحة الأمريكي GPS مرتبط بالعديد من الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، ونظام الزراعة والنقل وحركة الطائرات، وبمجرد تعطيله ستصاب جميع هذه القطاعات بالشلل.

لكن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي لديها نظام الأقمار الصناعية للملاحة العالمية الخاص

 بها، فتمتلك روسيا نظام GLONASS، إلى جانب نظام Galileo في الاتحاد الأوروبي.

ويُعتبر نظام “بيدو” الصيني الذي أطلقته بكين في عام 2020، من أحدث الأنظمة على الساحة فيما يخص الملاحة، والذي يُعد منافسًا لنظام جي بي إس الأمريكي.

لماذا دخلت الصين ساحة التنافس؟

طوال السنوات الماضية، شهد عالم تكنولوجيا الملاحة عبر الأقمار الصناعية تعاونًا بين البلدان، وأكبر مثال على ذلك هو نظام غاليليو الذي طوره الاتحاد الأوروبي، وتم عرض استخدام هذا النظام على المجتمع الدولي بشكل مجاني.

لكن الوضع بالنسبة للصين كان مختلفًا، فهي أدركت أهمية وجود نظام ملاحة عالمي خاص بها منذ سنوات، وفق المديرة التنفيذية في شركة إن – كيو – تيل، والوكيلة السابقة في وزارة الخارجية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، سارة سيوول.

ودفع فقدان الصين لقدرتها على تتبع مسار الصواريخ التي أطلقتها باتجاه تايوان في إحدى المناوشات بينهما، إلى التأكد من حاجتها إلى أن تمتلك نظامًا ملاحيًا خاصًا بها لتكون قادرة على فرض سيطرتها، وعدم الاعتماد على دولة أخرى في أمر حيوي بالنسبة لعملياتها العسكرية.

ولكن الخبراء يقولون إن نظام بيدو الصيني لا يُفيد المجال العسكري فقط، بل يعمل على تحفيز التنمية الاقتصادية الهائلة في الصين، بأكثر من 156 مليار دولار متوقعة بحلول عام 2025، إلى جانب اكتساب نفوذ عالمي على غرار ما فعله GPS مع الولايات المتحدة.

المنافسة بين الصين والولايات المتحدة

على غرار جي بي إس، يعمل نظام بيدو الصيني من خلال 120 محطة موجودة في أنحاء عدة من العالم، ووفقًا لوسائل إلعام صينية، يخدم هذا النظام حوالي 1.1 مليار مستخدم في 2022.

واستثمرت الصين بقوة في دعم البنية التحتية، وتوفير خدماتها للبلدان التي يتعذر عليها الوصول إلى هذه الخدمة من جي بي إس.

وهناك بعض السكان في أفريقيا وأجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية لا يستطيعون استخدام نظام جي بي إس، لأن بسبب صغر حجم الأقمار الصينية الخاصة بالنظام في مقابل النظام الصيني.

إلى جانب الأفضلية التي يحظى بها نظام بيدو من حيث المحطات الأرضية، والتي تعمل على تضخيم وزيادة دقة الإشارة وهي ميزة غير متوافرة في جي بي إس، وفق التقرير.

وقد يكون النمو السريع لنظام ملاحة الصين تداعيات خطيرة على جي بي إس، أولها هو عدم حاجة الصين للاعتماد على لنظام الأمريكي للملاحة الأمريكي، وهو ما يجعل من السهل على بكين استهدافه.

تقول سيوول إن جي بي إس في الوقت الحالي أصبح ضعيفًا للغاية، وهو ما يجعل من السهل تعطيل خدماته، في المقابل، يسمح نظام بيدو الصيني للمستخدمين بإرسال رسائل نصية قصيرة، حتى في المناطق التي لا يوجد بها شبكات أرضية أو تغطية.

ولكن هذه الخاصية تثير قلق العديد من الخبراء الذين يقولون إن انتشارها بين المستخدمين، قد يعرض بيناتهم الخاصة للخطر.

ودفعت المنافسة الحكومة الأمريكية للعمل على تحديث نظامها الملاحي، لكن واجهتها بعض المشكلات التقنية في الأقمار الصناعية والبنية التحتية لتأخير الخطوة.

ومن بين 31 قمرًا صناعيًا يستخدمها نظام الملاحة الأمريكي، هناك 6 فقط من الجيل الجديد معروفة بـ GPS3، ولكن ما يجعل الصين متفوقة هي المزايا التكنولوجية التي تمتلكها في مدار الأمار الصناعية.

أولها يعود إلى عام 1947.. 5 من أقدم ألعاب الفيديو في التاريخ

بهذه التهمة.. مارك زوكربيرغ قد يتعرض للسجن

هل نجح “روبوت” في الفوز على لاعب كرة طاولة محترف حقًّا؟