سياسة

التنازلات هي الحل.. السيناريوهات المحتملة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي، ويخشى الخبراء من طول أمد الاقتتال الذي سيغلق أي طريق في محاولة لإنهاء هذا الصراع.

وشغلت سيناريوهات النزاع قلق كبار خبراء الحروب والعسكريين في واشنطن، وما يمكن أن تؤول إليه هذه الحرب في النهاية، وفق تحليل نشرته مجلة Nationalinterest، للخبير العسكري الأمريكي، بول بيلار.

ووضع التحليل مجموعة من السيناريوهات المتوقعة لنهاية الحرب الروسية الأوكرانية، اعتمادًا على الخبرات المستمدة من دراسة نهايات الحروب خلال قرنين من الزمان، وبعض الحالات التي استمرت فيها النزاعات لفترة طويلة.

وركز التحليل على أفضل السبل لاستخدام الأدوات الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق السلام، بما يحقق مصالح الشعوب، عبر نظريات قابلة للتطبيق في الوقت الحالي.

السيناريو الأول.. المساومة

من السيناريوهات المطروحة التي وضعها الباحث الاستخباراتي الأمريكي السابق، بول بيلار، هي احتمالية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بشكل من أشكال المساومة، بما يسفر عن وضع حل وسط بين مصالح الدولتين، دون محاولات فرض السيادة.

وبحسب التحليل العسكري، فإن محاولات القضاء على دولة مستقلة كما يفعل فلاديمير بوتين، أمر مختلف ونتيجته غير متوقعة، إذ يرى التحليل أن القوة العسكرية الروسية غير كافية لتحقيق مثل هذه النتيجة.

وفي المقابل، فإنه من الواضح أن أوكرانيا لا تستطيع هي الأخرى القضاء على الدولة الروسية.

السيناريو الثاني.. الانسحاب

احتمالات أخرى للحرب الروسية الأوكرانية يضعها خبراء السياسية الأمريكية، تتمثل في انسحاب أحد الطرفين المتحاربين من المعركة أو كليهما، ما يسفر عن صراع مجمد يشهد انسحابًا أو عدم انسحاب من الأراضي المتنازع عليها.

ومثل هذه النتيجة يمكن حدوثها في أوكرانيا، ومن المرجح أن يسبق إنهاء الحرب فترة مساومات يصحبها قتال مستمر.

ويترك الانسحاب من المعركة مجموعة من الأمور التي تؤثرعلى مصالح كل محارب بشكل إيجابي أو سلبي، وهو ما يتطلب من كل طرف مقارنتها بحالة “عدم الاتفاق” واستمرار الحرب، للتوصل إلى قرار بشأن قبول الصفقات المقترحة أم لا.

وتبقى احتمالات إنهاء الحرب في أوكرانيا على أساس الفوز والخسارة، بعيدة في الوقت الحالي.

السيناريو الثالث.. اتفاقية سلام

وفق التحليل، لن تُقبل الأطراف المتنازعة على توقيع اتفاقية سلام إلا بعد أن تكون أظهرت لنفسها وللعدو حدود ما يمكنهم القيام به وما هم مستعدون له.

وبالنظر للأوضاع الحالية، فإن طرفي النزاع في أوكرانيا ليس بمقدورهم تغيير الوضع في ساحة المعركة، وهو ما يخلق ما وصفه المحلل العسكري، آي. ويليام زارتمان بأنه “مأزق مؤلم”.

ويقول التحليل إن الحرب التي لم تصل إلى طريق مسدود والتي تسير إما بشكل سيء للغاية أو بشكل جيد للغاية بالنسبة للدول المتحاربة، من المرجح أن تقود ذلك المتحاربين إلى مقاومة مفاوضات السلام في الوقت الحالي.

وتأمل واشنطن عبر رسم سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية، أن تكون اللاعب الأساسي الذي ينفذ المشهد الأخير، وتكون راعية لمفاوضات المساومة التي تنهي الصراع بين الطرفين.

أوكرانيا تقصف روسيا بـ “صورايخ مجنونة” من صنع كوريا الشمالية.. ماذا نعرف عنها؟

متى تستطيع أوكرانيا تحرير القرم؟

إنفوجرافيك | ضربات أوكرانيا على روسيا.. خريطة المناطق المستهدفة