علوم

لماذا سمي البحر الأسود بهذا الاسم؟

يعتبر البحر الأسود من أهم البحار في العالم، ويحظى بأهمية كبرى بسبب موقعه الاستراتيجي الحيوي، فهو بحر داخلي يقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى يتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة، ويتصل ببحر آزوف عن طريق مضيق كيرتش، وتبلغ مساحة البحر الأسود 436,400 كم²، ويتساءل الكثيرون حول سبب تسميته بـ”الأسود”، وتعددت التفسيرات باختلاف أزمنتها ونستعرض لكم في هذا التقرير أقدم تفسير قدمه المؤرخون حول هذا الاسم.

تحليلات مختلفة على مر العصور

كشف أقدم كتاب حول الجغرافيا في العالم والذي ألفه الجغرافي الروماني “بومبونيوس ميلا”، أن اسم البحر الأول يعود أصله إلى القرن الأول الميلادي، حيث ذكر أن الرحالة اليونانيون كانوا يطلقون عليه اسم “سكيثيان”، ولكن بعد عدة اشتباكات مع السكان المحليين بدأوا يطلقون عليه “غير مضياف” أو باللغة اليونانية “بونتوس أكسينوس”، ثم تغيير الاسم إلى “البحر المضياف”.

وربط المؤرخون بين ما واجهه الرحالة اليونانيون خلال رحلاتهم في البحر الأسود من مخاطر وشرور، وأن كلمة “الأسود” تتعلق بشيء سلبي وشرير خاصة أنهم كانوا يقدمون العديد من التضحيات والقرابين للآلهة التي كانوا يعبدونها كي توفر لهم ممرًا آمناً في البحر وتحميهم من السكان المتوحشين في تلك المناطق.

كما ظهرت بعد ذلك تفسيرات أخرى حيث خمن البعض أن كلمة “أسود” استخدمت بسبب أكسدة المعادن بكبريتيد الهيدروجين، لكنه تخمين غير صحيح لأن تلك العملية اكتشفت في عام 1865 أي بعد فترة طويلة من تسمية البحر.

وحاول البعض تفسير الأمر بأن لقب أسود اكتسبه البحر من شدة عمقه مما جعل المياه تبدو مظلمة، لكن هذا التفسير لم يكن مقنعًا حيث أطلق الإغريق والبلغار والأتراك على بحر إيجه والبحر المتوسط اسم “أبيض”، على الرغم من أن تلك البحار لم تكن أقل عمقًا من البحر الأسود. وكانت أقرب الفرضيات إلى الواقع لكنها ليست الأقدم.

البحر الأسود والكائنات البحرية

يعتبر وجود حياة بحرية في أعماق البحر الأسود أمرًا صعباً للغاية وذلك لأنه يضم “حوض ميروميتيك” وهي ظاهرة جيولوجية تعني أنّ حركة المياه في هذا الحوض بين الطبقات العلوية السفلية قليلة، إذ لا يحدث أي اختلاط عمودي بين طبقات المياه في البحر الأسود، ويعود السبب في ذلك إلى فرق الكثافة بين الطبقتين، حيث إنّ الطبقات العلوية من البحر أقلّ كثافة من الطبقات السفلية الأكثر ملوحة.

وتسببت تلك الظاهرة في حدوث فرق كبير في درجات الحرارة بين هذه الطبقات، كما تمنع الطبقة السفلية من الحصول على الأكسجين الموجود في طبقات المياه العلوية، فبالتالي من الصعب أو شبه مستحيل وجود حياة بحرية في أعماق البحر الميت، وأن مياهه الضحلة هي القابلة لإيواء الكائنات البحرية.

السباحة في البحر الميت

يعد البحر الميت مناسبًا لمن يحبون السباحة في المياه الهادئة والساكنة وليس لمحبي الأمواج، حيث يظل مستوى المياه في البحر الأسود على حاله طوال الوقت بسبب عدم وجود أي مد مرتفع أو منخفض، وبالتالي لا يوجد أي تقلبات في مستوى المياه ، مما يجعله بحرًا هادئًا جدًا.

وتجدر الإشارة إلى أن طبقات المياه التي تقل عن 150 مترًا من البحر الأسود تحتوي على 92 في المائة من كبريتيد الهيدروجين ، وهو غاز سام.

بقايا الموتى في قاع البحر

كانت الخصائص المختلفة والغريبة للبحر الأسود سببًا لانتشار الشائعات حوله، وكانوا يعتقدون قديمًا أن بقايا السفن وجثث البشر وغيرها من المواد القابلة للتحلل مثل الحبال والخشب تبقى في قاع البحر لمئات السنين.

وكانت التفسيرات دائمًا ترتبط باللعنات وما شابه، لكن الدراسة والأبحاث أثبتت أن التفسير العلمي لذلك هو أنه نظرًا لطبيعة نقص الأكسجين لطبقات المياه السفلية لهذا البحر ، فإن عملية التحلل تكون بطيئة بشكل كبير جدًا مقارنة بالظروف العادي ولهذا السبب يبقى رفات الموتى داخل مياه البحر.

مع اقتراب طرح تصاريحه.. ما هو التعدين في أعماق البحار؟ وكيف يتم؟

ما هي أقاليم ما وراء البحار وتوابعها في العالم؟

بالصور| “أيقونة البحار”.. أكبر سفينة سياحية في العالم تستعد لدخول الخدمة