ثقافة

ألوان كسوة الكعبة على مر التاريخ

يعتقد الغالبية في الوقت الحالي أن الأسود هو اللون الوحيد الذي تم استخدامه في كسوة الكعبة منذ مئات السنين، إلا أن التاريخ يشير إلى غير ذلك حيث تم كسوة الكعبة بسبعة ألوان مختلفة منذ عهد النبي إبراهيم مرورًا بفترة الدولة الإسلامية، ووصولًا إلى الكسوة المستخدمة حاليًا باللون الأسود والنقوش الذهبية، ونستعرض لكم في هذا التقرير مراحل اختلاف ألوان كسوة الكعبة على مر التاريخ.

البني الفاتح

كانت الكسوة تكتسي باللون البني الفاتح في عهد النبي إبراهيم عليه السلام، حيث كانت الكسوة مصنوعة من جلود الماعز، وذلك نظرًا لأن إمكانية البناء وتفصيل كسوة الكعبة كان محدودًا في تلك الحقبة.

الأبيض والأحمر

شهد عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كساء الكعبة المشرفة بالثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر، بعد فتح مكة.

وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها تغيير الكسوة التي وضعها آل قريش، وتم ذلك بعد أن احترقت أثناء تبخير الكعبة.

الأبيض

تغيرت كسوة الكعبة مرة أخرى في عهد الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله، حيث تمت كسوتها بقماش القباطي أبيض اللون المصنوع من الكتان في مصر، بينما كان عثمان بن عفان، هو أول من وضع للكعبة كسوتين إحداهما فوق الأخرى، حتى يصعب حملها.

كما شهدت فترة الخلافة العباسية كسوة الكعبة باللون الأبيض أيضًا، وذلك وفق ما رواه “الفاكهي” بأنه رأى كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر الأبيض الرقيق مكتوب عليها “بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين”.

الأحمر

كانت الكعبة المشرفة في العام 64 هـ تغطى بكسوة من الديباج الأحمر الذي وضعه ابن الزبير وهو صحابي من صغار الصحابة، وابن الصحابي الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة بعد هجرة النبي محمد ﷺ إليها.

الأبيض والأصفر

اختلف لون كسوة الكعبة مرة أخرى في العام 200 هـ، حيث كساها أمير مكة آنذاك بثوبين رقيقين من حرير أحدهما أصفر، والآخر أبيض.

3 ألوان في العام

شهدت فترة الخليفة المأمون، وتحديدًا في العام 206 هـ تغيير كسوة الكعبة 3 مرات في العام الواحد، وفي كل مرة كان لون الكسوة مختلفاً، حيث يكون لونها يوم التروية هو الأحمر، بينما اللون الأبيض الرقيق في هلال رجب، والديباج الأبيض يوم 27 من رمضان.

الأصفر

تغير لون الكسوة مرة أخرى في زمن الدولة الفاطمية إلى اللون الأصفر عام 456هـ، واستمر لون الكسوة الأصفر ما يقرب من 158 عامًا.

الأخضر

قرر الخليفة الناصر العباسي عام 614 هـ تغيير لون كسوة الكعبة مرة أخرى حيث اختار لها للون الأخضر، واستمر كسوتها بهذا اللون حوالي 8 سنوات.

الأسود والذهبي

تعد الكسوة السوداء المنقوشة باللون الذهبي، الذي نعرفه الآن أكثر ألون وأشكال الكسوة استمراراً.

وكانت بداية استخدامها للمرة الأولى في عهد الخليفة الناصر العباسي، وتحديدًا في العام 622 هـ، واستمرت تلك الألوان حتى الآن.