مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان الفنانين والممثلين من الحصول على مسيرة لا تنتهي، وتحقيق الخلود بأعمال جديدة حتى بعد موتهم.
في عام 1955، تعرض الممثل السينمائي الأمريكي جيمس دين، لحادث سيارة أودى بحياته وكان وقتها لم يشارك إلا في 3 أفلام سينمائية فقط، حقق خلالها نجاحًا باهرًا.
اليوم وبعد 7 عقود على وفاته، تم اختيار دين لبطولة فيم جديد بعنوان Back to Eden.
ولكن كيف يحدث ذلك؟
من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، سيتم عمل استنساخ رقمي للممثل، بحيث يمكننا مشاهدته وهو يمشي ويتحدث ويتفاعل على الشاشة مع الممثلين الآخرين في الفيلم.
وهذه التقنية هي أحد إنجازات التصوير التوليدي عبر الحاسوب في استديوهات هوليوود “CGI”، ولكنها تُثير الكثير من المخاوف في الوقت الحالي.
يقول المدير التنفيذي للوكالة الإعلامية، WorldwideXR، ترافيس كلويد، إنه لتحقيق هذا الظهور، يتم مسح عدد لا يحصى من الصور وضبطها على دقة عالية ومعالجتها بواسطة فريق من الخبراء الرقميين، باستخدام تقنيات متقدمة.
ومن ثم تتم إضافة الصوت والفيديو وبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى تصبح هذه المواد اللبنات الأساسية لنسخة رقمية، يمكن أن تصدر أصواتًا وتتحرك وتستجيب للطلبات.
ولكن ما يفتقده دين هو “البصمة الرقمية”، وهو أمر يتمتع به مشاهير الوقت الحالي الذين يشاركون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويلتقطون صورًا شخصية، ويرسلون النصوص ورسائل البريد الإلكتروني، ويستخدمون محركات البحث، ويتسوقون ويشترون الوصفات الطبية عبر الإنترنت.
هذه الأنشطة توفر كميات هائلة من البيانات حول كيفية تفكيرهم وتصرفهم، والتي يمكن استخدامها في إنشاء نسخة مستنسخة نابضة بالحياة وليس مجرد توأم سطحي لا يمت للشخص الأصلي بصلة.
وهذا الأمر تُتيحه بالفعل بعض الشركات لمستخدميها، من خلال تحميل البيانات الرقمية الخاصة بأحبائهم المتوفين والتي تؤدي إلى إنشاء روبوت بصورة الشخص يمكنه التحدث والتفاعل، وكلما زادت دقة البيانات زاد ذكاء الروبوت.
هل الاستنساخ الرقمي يحدث لأول مرة؟
ولكن عملية إحياء الممثل جيمس دين الرقمية لم تكن الأولى، وسبقها عدة تجارب عاد فيها ممثلون راحلون إلى الحياة على الشاشة بمساعدة التكنولوجيا الرقمية المتقدمة.
وكان كل من كاري فيشر وهارولد راميس وبول ووكر، مجرد عدد قليل من المشاهير البارزين الذين أعادوا تمثيل الأدوار السينمائية الشهيرة بعد وفاتهم.
كما تم إحياء المغنية البرازيلية إليس ريجينا مؤخرًا، للتمثيل في إعلان عن سيارة، حيث ظهرت وهي تغني مع ابنتها ماريا ريتا.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم الإعلان عن استنساخ رقمي لـ دين، ففي عام 2019، تم الإعلان عن تجربة مماثلة في فيلم باسم Finding Jack، ولكن تم إلغاؤه لاحقًا.
أبعد من التمثيل
من خلال تقنية الاستنساخ الرقمي، لن يقتصر ظهور الممثل على شاشات السينما والتليفزيون فقط، بل سيمتد إلى التفاعل مع الجماهير في منصات تفاعلية بما في ذلك الواقع المعزز والواقع الافتراضي والألعاب.
ولكن هذا الأمر يثير العديد من التساؤلات حول من يمتلك حقوق استخدام وجه الشخص وصوته وشخصيته بعد وفاته، ومدى السيطرة التي يمكن أن يتمتعوا بها هؤلاء المشاهير في اتجاه حياتهم المهنية بعد الموت.
فببساطته، من الممكن أن تجعل التقنية الممثل الذي التزم بمسار درامي جرئ في أعماله خلال حياته، أن يشارك في أعمال كوميدية من خلال الاستنساخ، أو حتى استخدامه في الترويج الدعائي والإعلاني لمنتجات بعينها.
ويخشى الممثلون وكتاب السينما والتليفزيون الذين خرجوا في إضراب في هوليوود لأول مرة منذ 43 عامًا، خلال الشهور الماضية، من أن تحل خوارزميات الذكاء الاصطناعي محلهم، بما يهدد عملية الإبداع.
وحذرت الممثلة سوزان ساراندون، من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعلها “تقول وتفعل أشياء ليس لدي خيار بشأنها”.
ومؤخرًا قال الممثل الأمريكي توم هانكس، إنه يمكن أن يتعرض إلى حادث في أي وقت قد ينهي حياته، مضيفًا: “لكن أدائي يمكن أن يستمر”.
من المستفيد؟
يقول كلويد إنه في حين أن هذه التقنية قد تقضي على فرص العديد من الممثلين، إلا أنها تفتح بابًا للعديد من الوظائف الأخرى المتعلقة بعملية الإنتاج وصناعة الأفلام.
وفيما يتعلق بالاستفادة المادية من هذه التكنولوجيا الجديدة، فلم يتضح حتى الآن إلى من سيعود العائد المادي، وهو أمر يختلف باختلاف القوانين في كل دولة ومدى الضمانات التي توفرها للمتوفيين من المشاهير.
والمعتاد هو انتقال حقوق الدعاية وغيرها من المشاهير بعد وفاتهم أقرب أقربائهم، أو إلى الطرف الذي منح هذه الحقوق بموجب وصية.
ولكن هذه الوصية قد يُحيط بها بعض الثغرات القانونية، إذ إنها بمثابة وثيقة باتجاه واحد وليس عقد فيه طرفان كما هو شائع.
كيف تنبأ فيلم أنتج عام 2013 بأزمة هوليوود الحالية بسبب الذكاء الاصطناعي؟
أسهم مايكروسوفت تقفز لأعلى مستوى على الإطلاق.. لماذا؟
ميتا تطلق تطبيق “لاما Llama” للذكاء الاصطناعي “مفتوح المصدر”.. لماذا يخيف الشركات والمستخدمين؟