في عام 2013، قررت الأمريكية “أنجيلا ماكسويل” أن تبدأ رحلة تجوب فيها العالم سيراً على الأقدام، لتقطع نحو 20 ألف ميل، بهدف توطيد الصلة بينها وبين العالم من حولها، حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ولم يكن في خطط “ماكسويل” قطع هذه المسافة الشاسعة حول العالم، لكن ذات يوم تنامي إلى مسامعها حديث في مركزها لتعليم الفنون، حول رجل جاب العالم سيراً على الأقدام، وبعد نحو 9 أشهر، قررت أن تفعل الشيء نفسه!
عندما بدأت رحلتها، كانت “ماكسويل” في مطلع الثلاثينيات من عمرها، وتقول: “كنت أظن أنني سعيدة، لكن عندما أسترجع الآن حياتي قبل السفر، أرى أنني كنت أبحث عن المزيد، ربما كنت أبحث عن توطيد علاقتي بالطبيعة والناس، من خلال العيش على الكفاف والتواصل مع العالم من حولي”.
وجدت “ماكسويل” أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي المشي، فذلك سيخفض نصيبها من انبعاثات الكربون، كذلك فإن المشي بخطوات بطيئة سيساعدها على الانغماس كلياً في الطبيعة، والتعرف على ثقافات أخرى لا يعرفها سوى الأشخاص الذين يقطعون مسافات طويلة مشياً.
خلال الرحلة، كانت السيدة الأمريكية تبحث عما يشجعها على استكمال خطواتها، فقرأت كتب وبين ديفيدسون، التي طافت أستراليا على ظهر الجمال، فضلاً عن أعمال روزي سيويل بوب، التي سافرت من أوروبا إلى نبيال في سيارة أغراب استوقفتهم على الطريق، وأبحرت حول العالم واجتازت تشيلي على ظهر جواد.
[two-column]
حين عقدت “ماكسويل” العزم على السفر، باعت جميع ما تملك، وحزمت حقائبها، قبل أن تملأ عربة صغيرة بمعدات التخييم التي تزن نحو 50 كيلوجراما، وطعام مُجفّف ومرشح للمياه، وملابس تناسب الفصول الأربعة.
[/two-column]
في الثاني من مايو 2014، تركت ماكسويل بلدتها بيند في ولاية أوريغون الأمريكية، وخاضت المغامرة، لكن لم تمر الرحلة دون معاناة، فقد أصيبت بحروق شمس وضربة شمس في صحراء أستراليا، وحمى الضنك في فيتنام، كما تعرضت للاعتداء والاغتصاب على يد أحد البدو الرحل الذي اقتحم خيمتها في منغوليا، وسمعت طلقا ناريا أثناء التخييم في تركيا، كما أنها تعلمت مع الوقت أن تنام دون أن تغلق إحدى عينيها وأذنيها.
في 16 ديسمبر 2020، أنهت ماكسويل رحلتها من حيث بدأتها، في مسقط رأسها بيند، وتعكف الآن على تأليف كتاب للتخطيط لرحلات في المستقبل.