في عام 2012، أبحر رجل أعمال أمريكي في المياه قبالة غرب كندا وألقى 100 طن من برادة الحديد في المحيط الهادئ، لإنتاج ازدهار هائل من العوالق النباتية، والتي من شأنها أن تسحب ثاني أكسيد الكربون أثناء نموها، ثم تموت وتسقط في قاع المحيط، وتساعد في إنقاذ العالم من تغير المناخ.
مع ظهور تفاصيل المشروع، هاجمه العديد من المراقبين باعتباره مجرد حيلة غير علمية، أما الآن فقد تغيرت الأمور كثيرًا، إذ تحصد المقترحات الشبيهة ملايين الدولارات، للاستفادة من كيمياء المحيطات في مكافحة تغير المناخ، وتعويض انبعاثات الكربون.
الصعوبات
لا توجد شركات تتعهد حاليًا باحتجاز انبعاثات الكربون، سواء في المحيطات أو على اليابسة، وتمتلك نتائج يمكنها إحداث الفرق المطلوب، حتى لو قامت الشركات بتطوير أجهزتها بشكل كبير، فإن تقنية سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لن تفعل الكثير إذا لم تكن مصحوبة بتخفيضات كبيرة في الانبعاثات، ويشعر بعض المراقبين الخبراء بالقلق من أن التركيز على تقنية إزالة الكربون، يصرف الانتباه عن القضية الأكثر أهمية المتمثلة في كبح جماح الانبعاثات من الأساس.
المشكلة أيضًا أن خفض الانبعاثات لا يحدث بالسرعة الكافية، ولهذا من المُرجَّح جدًا أن يجد العالم طريقة ما لإزالة مليارات الأطنان من انبعاثات الكربون من الغلاف الجوي في غضون الثلاثين عامًا القادمة، إذا جاء الاستثمار المناسب في وقته الصحيح.
كيف ستفعلها الشركات؟
يُسلّط الضوء الآن على شركات إزالة الكربون الأرضية، مثل Climeworks ومقرها سويسرا وشركة Carbon Engineering الكندية الناشئة، والتي اجتذبت مئات الملايين من الدولارات من رأس المال الاستثماري.
تخطط هذه الشركات لبناء آلات ضخمة تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزنه في أعماق الأرض، ولكن في الأشهر الستة الماضية، فإن الشركات الناشئة التي تقول إن بإمكانها استخدام المحيطات للقيام بنفس الشيء، كانت تجتذب عشرات الملايين من الدولارات في شكل تمويل جديد.
بدأ آخرون في توقيع اتفاقيات لسحب عشرات الآلاف من الأطنان من الانبعاثات بواسطة الشركات الكبيرة، ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة حول التأثيرات التي قد تحدثها بعض الأساليب على النظم البيئية، وما إذا كان كل الكربون الذي تقول بعض الشركات أنه يمكنها ضخه في محيطات العالم سيبقى هناك حقًا.
تقترح الشركات الناشئة في إزالة الكربون في المحيط مجموعة واسعة من الأساليب، فمثلاً تخطط شركة Ebb Carbon، ومقرها سان كارلوس بولاية كاليفورنيا، لاستخدام الكهرباء لجعل مياه المحيط أكثر قلوية، والتي تقول الشركة إن هذا الإجراء سيؤدي إلى امتصاص المزيد من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
ضخ المموّلون 20 مليون دولار في رأس المال الاستثماري في أبريل لبناء أول مصنع صغير للشركة، إذ تريد شركة Captura، ومقرها باسادينا، أن تزيل غاز ثاني أكسيد الكربون المُذاب في مياه المحيطات، ثم ضخه تحت الأرض أو استخدامه كمادة وسيطة للعمليات الصناعية.
المزيد من التحديات
ومع ذلك، يعتقد عدد من الخبراء أن بعض الشركات التي تقدم خدمات إزالة الكربون عبر المحيطات، ربما تتحرك بسرعة كبيرة، وهناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول كيفية تأثير المقترحات المختلفة لعزل الكربون في المحيطات على التنوع البيولوجي البحري، وكذلك الأرصدة السمكية التي يعتمد عليها الملايين من الناس في الغذاء.
لا أحد يعرف، على سبيل المثال، كيف يمكن لمزارع عشب البحر العائمة الضخمة أن تؤثر على حياة المحيط، وهناك أيضًا عدم يقين علمي حول كمية ثاني أكسيد الكربون التي تقترح الشركات وضعها في المحيطات والتي ستبقى هناك حقًا.
يقول ماثيو لونج، عالم في قسم علم المحيطات بالمركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي الممول اتحاديًا، إن الفكرة بحاجة لحوالي 50 مليون دولار من التمويل الخيري لبناء كمبيوتر يمكنه حساب التأثيرات المتعلقة بسحب الكربون إلى المحيط، وهذا المبلغ لن تكون أي شركة ناشئة في مجال إزالة الكربون قادرة على توفيره بعد.
صدمة عالمية.. أكثر الأيام حرارة في تاريخ العالم كان في هذا الأسبوع