كجزء من حملاتها التسويقية، تعمل شركات الأطعمة والمشروبات على جذب عملائها من الجيل Z من خلال خطط تستهدف الفئة التي بلغت سن الرشد منهم.
ويختلف هذا الجيل الذي يضم مواليد الفترة من 1997 وحتى 2012، عن سابقيه من الأجيال، إذا أنه اعتاد على الخيارات المتعددة كما أنه أقل رغبة في الاستهلاك، وهو ما يتطلب سياسة تسويقية مخصصة لجذبهم.
وبدلاً من إنفاق الملايين على الإعلان عن المنتجات القديمة، تعمل بعض الشركات في المقابل على تطوير منتجات جديدة مصممة لتلبية أذواقهم الخاصة.
دمج عناصر جديدة
وتعتمد الشركات على عناصر جاذبة مثل تقديم المشروبات بألوان متنوعة، ومنح المستهلك خيارات متعددة من القهوة الباردة كمثال، إلى جانب الشطائر ذات الطبقات المتعددة، واستبدال الدجاج باللحوم.
ويُقبل مستهلكو الجيل Z على لحوم الدجاج بشكل أكبر من لحوم البقر، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة تاكو بيل، مارك كينج، وهذا التفضيل دفع الشركة لإدخال عناصر دجاج إضافية على مدار السنوات الماضية، مع أنواع أخرى من المتوقع إضافتها مستقبلًا.
وتقول رئيسة الابتكار الغذائي العالمية، ليز ماثيوز، إن براعم التذوق لا تختلف من جيل لآخر ولكن ما يحدث هو التغير الذي يطرأ على اتجاهات الغذاء، وظهور اتجاهات جديدة ببلوغ الجيل Z سن الرشد.
ولأن هذه المجموعة هي أكبر جيل في العالم خلال الوقت الحالي، فمن الطبيعي أن تهتم الشركات العالمية بهم وتقدم المزيد ليتلائم مع أذواقهم، لأن مدى رضاهم عن المنتجات سينعكس على إيراداتها.
اختلاف الأذواق
ويُعد هذا الجيل من أكثر الفئات تعقيدًا في التعامل معها، لأنه نشأ وسط خيارات متعددة وبعقلية سلوكية مختلفة عن الأجيال الأخرى، وبالتالي لم يضطر لتعديل ذوقهللتوائم مع ما هو موجود من منتجات.
ومنحت التجارة الإلكترونية والتنوع الأوسع لهذا الجيل القدرة على الاختيار بسهولة للحصول على ما يناسب أذواقهم، وفق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة DCDX، أندرو روث.
من ناحية أخرى، فإن إعادة التسويق لمنتج قديم، ليتوائم مع منظور الجيل Z، ربما يأتي بنتائج عكسية على العلامة التجارية، وفي مقابل ذلك تقوم بعض الشركات بصياغة أذواق جديدة تخص بها الجيل Z.
كمثال قامت شركة PepsiCo بإضافة صودا بنكهة الليمون في أحد مشروباتها، لتنافس كوكا كولا سبرايت التي تقول الشركة إنها مصممة خصيصًا لتنال إعجاب الجيل Z، مع تخصيص حملة إعلانية قائمة على المصطلحات التي يستخدمها الشباب حاليًا.
سمة التجديد
هناك بعض الشركات التي تتبع نهجًا آخرًا من خلال صياغة منتجات جديدة حتى ترضي جميع الأذواق، مع الحفاظ على مستهلكيها الأكبر سنًا في الصورة.
ويقول كبير مسؤولي التسويق في وزارة الخزانة للأمريكتين، كارل إيفانز، إن الفئات الأصغر سنًا تحرك الشركات نحو سياسات تتسم بالمزيد من الاعتدال في منتجاتها.
وكمثال أمضت كنتاكي المتخصصة في الدجاج المقلي وقتًا في تحسين شطيرة الدجاج الخاصة بها، حتى قدمت للجيل Z “فرايد تشيكن ناجتس”، والتي تتناسب مع العملاء الأصغر سنًا الذين يفضلون وجبة خالية من العظم.
وتسعى الشركة لمواصلة الابتكار في منتجاتها القائمة على الدجاج منزوع العظم، حتى تحصل على أفضل رد فعل من عملائها الصغار، بحسب كبير مسؤولي التسويق، نيك تشافيز.
في نفس السياق، قدمت شركة “هاينز” في أبريل الماضي، صلصة طماطم بثلاث نكهات مختلفة، معتمدة على بيانات من شركة أبحاث السوق Mintel التي وجدت أن 50٪ من مشتري النكهات من جيل الألفية وجيل Z.
وتبحث هذه الفئات في الولايات المتحدة باستمرار عن المزيد من النكهات المختلفة للصلصة الحارة.
وفي “بيتزا هت” تصنع فرق الطهي فطائر جديدة باستخدام “نكهات أكثر جرأة وغير متوقعة” ليتردد صداها بين الجماهير الأصغر سنًا، وفقًا لرئيس العلامة التجارية العالمي، كريستوف بوارير.
وبحسب بورييه، فإن هذه التحديثات نتج عنها “بيتزا سيلانترو” في اليابان وتايوان في عام 2023، بيتزا “سبايسي لافرز” في الولايات المتحدة في عام 2022.
أما في شركات القهوة، فتواصل ستاربكس كمثال الاستثمار في المشروبات الباردة الجديدة، والتي يقبل عليها العملاء من الجيل Z بشكل كبير.
“الطفرة” مقابل “الألفية” و”X”.. أي جيل يحكم العالم؟
ما الذي يجب أن يعلمه بائعو الشاي عن عادات الجيل Z في الاستهلاك؟