في حين أن موظفي الجيل Z دخلوا إلى سوق العمل في وقت أصبحت فيه المرونة أمرًا شائعًا، والاتصال الرقمي منتشرًا في كل مكان، إلا أن القلق يتصاعد تجاههم بشأن مهاراتهم المكتسبة.
ويرى الخبراء أن العمل عن بُعد ونظام العمل المختلط قد يؤثر على بعض العاملين في بداية حياتهم المهنية، وتدور العديد من هذه المخاوف حول غياب الأشياء غير الملموسة في مكان العمل مثل الافتقار إلى المحادثات والملاحظات غير الرسمية التي تعلم الموظفين الشباب بشكل تقليدي كيفية التصرف.
ووسط انظمة العمل الافتراضية، يعتقد بعض الخبراء أن الموظفين المبتدئين يفقدون فرصة التقاط الإشارات الحيوية التي توجه السلوك والتعاون وإنشاء الشبكات.
مهارات الاتصال
وتوضح الأستاذة المشاركة في كلية إدارة الأعمال بجامعة ليدز بالمملكة المتحدة، هيلين هيوز، إن التخوفات تتمحور بشكل خاص حول الاتصال، ومن ضمنها الطريقة التي يجب أن تنادي بها على الزملاء في العمل أو المديرين، والطريقة الأفضل للاتصال بهم.
ولكن مع وجود العديد من الموظفين الشباب الذين يعملون الآن إما عن بُعد أو بشكل مختلط، فقد تم استبدال التعامل المباشر الذي كان طبيعيًا في السابق، بشكل آخر من التعامل أكثر تعقيدًا.
تقول هيوز إن هذا يجعل إنجاز مهام العمل العادية أكثر صعوبة، فالبيئات الافتراضية ينتشر فيها سوء التواصل، مثل الفهم الخاطئ لبريد إلكتروني ما وما يجب فعله بناءً على التوجيهات الموجودة فيه.
وبدون القدرة على استخلاص الإشارات السلوكية من الزملاء في المكاتب، سيجد الموظف الشاب صعوبة في تحقيق التوازن بين الظهور بمظهر الموظف النشط أو الكسول، وسيكون لديه هواجس كثيرة حول الصورة الذهنية التي تكونت عنه في مكان العمل.
وبحسب أستاذ تطوير القيادة في كلية إدارة الأعمال بجامعة جورج واشنطن، جيمس بيلي، فإن اللقاءات مع الزملاء تساعد في بناء الثقة، وتعزيز بيئة المخاطرة والابتكار.
هذه اللقاءات وخصوصًا الصدفة منها هي جزء كبير من الحياة المكتبية التي تولد أفكار مختلفة وجديدة ولا يمكن تكرارها عبر الإنترنت، والتي تتطلب تحديد موعد مسبق في نظام العمل عن بُعد، إذ إنها تُجرى عادة عبر تطبيق زووم، وفق قوله.
مهارات القيادة
يقول بيلي إنه ما لم يتم تحديث نموذج التعلم وجهًا لوجه في نظام العمل الجديد، فإن بعض موظفي الجيل Z سيفتقدون إلى الصفات القيادية اللازمة للمستقبل.
وأضاف: “قد لا يجدون صعوبة في تنفيذ مهمة محددة بشكل مستقل، ولكن قد يتم تركهم مع مجموعات مهارات متعددة الوظائف غير متطورة، وهي التي تساهم بشكل أساسي في تشكيل شخصية القائد”.
وبالطبع ليس من الضروري أن يعاني كل موظف شاب من النقص في هذه المهارات، ولكن بالنسبة للعديد من هؤلاء الموظفين من أصحاب الخبرة الضعيفة، يمكن أن تؤدي أنظمة العمل الافتراضية إلى تفاقم ضغوط العمل الجديدة.
يقول هيوز: “لا تزال العديد من هذه المشكلات تثير قلق الموظفين الجدد في بيئة مكتبية نموذجية، ولكن يبدو أن العمل عن بُعد يزيد من حدتها”.
وهذا النقص في تعلم هذه المهارات، جعل الخبراء قلقين من أن موظفي الجيل Z لن يشعروا بالتكلفة الحقيقية لهذه الظروف حتى وقت لاحق من حياتهم المهنية.
الوظائف التقنية الأكثر تهديدًا من قبل “ChatGPT” وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى