قرار الصين بالسماح للناس بإنجاب المزيد من الأطفال هو محاولة دراماتيكية لحل مشكلة نقص العمالة لديها التي قد تنعكس سلباً على الارتفاع الاقتصادي لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
بحسب ما ذكرته الحكومة الصينية، يهدف التغيير في السياسة للسماح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال بدلاً من طفلين إلى تحسين “الهيكل الديموغرافي” للصين، والتعامل مع شيخوخة السكان والحفاظ على موارد بشرية وفيرة للبلاد.
وتمثل هذه الخطوة تحولًا كبيرًا بالنسبة للصين، التي خففت منذ ست سنوات فقط من سياسة الطفل الواحد طويلة الأمد.
لكن الضغط يتزايد منذ ذلك الحين، وقبل أسابيع فقط أبلغت الصين عن انخفاض مقلق في قوتها العاملة حذر الاقتصاديون من أنه قد يحد من النمو الاقتصادي.
وأظهرت بيانات التعداد السكاني الأخيرة أن عدد سكان الصين ينمو بأبطأ معدل له منذ عقود، في حين انخفض عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 59 عامًا إلى أقل من 900 مليون إلى حوالي 63٪ من السكان في عام 2020 – بانخفاض حوالي 7% عن العقد السابق.
[two-column]
وقال الخبراء إن القوة العاملة في الصين ستبلغ ذروتها في السنوات القليلة المقبلة قبل أن تتقلص بنحو 5٪ خلال العقد المقبل.
[/two-column]
وأشار خبراء في تقرير لـ CNN إلى أن عدد السكان الضخم الذي كان عنصر القوة الدافع للنهوض الاقتصادي للبلاد خلال العقود الأخيرة سيتبدد بسرعة.
وقد يعني ذلك مشكلة بالنسبة لأهداف السياسة الاقتصادية الكبيرة التي حددها الرئيس شي جين بينغ، حيث استهدف تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للصين بحلول عام 2035.
وبينما يقول بعض المتنبئين إن الصين يمكن أن تتفوق على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم بحلول نهاية هذا العقد، فإن لديها فجوة أكبر بكثير يجب سدها.
وطبقت الصين سياسة الطفل الواحد منذ أكثر من 40 عامًا لمعالجة الزيادة السكانية وتخفيف حدة الفقر، لكن مع تقدم سن السكان، بدأت بكين في تخفيف سياساتها، وفي عام 2015 أعلنت أنها ستخفف القيود للسماح بما يصل إلى طفلين لكل أسرة.
تقوم الحكومة الآن بالتيسير أكثر – ولكن مجرد إخبار الأشخاص أنه يُسمح لهم بإنجاب المزيد من الأطفال قد لا يكون بمفرده كافيًا لمعالجة الأزمة الديموغرافية، فانخفض معدل المواليد في الصين بنسبة 15٪ تقريبًا على أساس سنوي في عام 2020 ، وأشار بعض الناس إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة سبباً رئيسيًا لعدم الإنجاب.