تشهد فرنسا منذ 4 أيام احتجاجات عنيفة، ردًا على مقتل الشاب الفرنسي من أصول عربية “جزائرية مغربية” برصاص ضابط شرطة.
وامتدت الاحتجاجات من مدينة نانتير وهو موطن الطبقة العاملة والتي شهدت على حادث مقتل الشاب، إلى مدينة ليل الشمالية ومدينة مرسيليا.
وخلال التظاهرات أحرق المتظاهرون السيارات وألحقوا أضرارًا بالمباني وملاجئ الحافلات، كما أشتبكوا مع قوات الأمن.
وفيما جدول زمني يرصد كيف تطورت الأوضاع في أعقاب الحادث:
صباح الثلاثاء – إطلاق النيران
تدولت وسائل الإعلام الفرنسية ما يُفيد بأن قوات الأمن أطلقت النار على شاب أعزل بعمر الـ17 عامًا، بعد أن اقتحم نقطة تفتيشية بسيارة مرسيدس صفراء.
وأعقبت هذه الأنباء انتشار مقطع فيديو يتعارض مع رواية الشرطة، ظهر فيه ضابط الشرطة وهو يوقف الشاب الذي عثرف باسم “نائل” شاهرًا سلاحه، وبينما كان الشاب يقود سيارته بعيدًا، سمع إطلاق نار مدويًا.
وأفاد الضابط بعد ذلك للمحققين أنه اضطر لإطلاق النيران بعد أن شرع الشاب في الفرار، وأنه كان قلقًا من تعرضه هو أو زميله للأذى.
ليلة الاربعاء – اشتباكات عنيفة مع الشرطة
أشعل الحادث غضب المتظاهرين بسبب ما وصفوه بأنه رمز للعنصرية المتجذرة داخل جهات إنفاذ القانون الفرنسية، وتاريخا الطويل من الاستهداف المتعمد للسود والمهاجرين من العرب، وخصوصًا في الضواحي الفقيرة.
وشهدت الفترة من ليل الأربعاء وحتى الساعات الأولى من يوم الخميس، أعمال عنف من قبل المتظاهرين في نانتير، شملت الاشتباك مع الشرطة وحدوث إطلاق للنيران، إلى جانب إشعال النار في السيارات.
وألقت قوات الأمن وقتها القبض على حوالي 200 شخص، فيما أصيب 170 ضابطًا، تم على أثرها نشر 40 ألف ضابط في جميع أنحاء البلاد بقرار من وزير الداخلية، جيرالد دارمانين.
يوم الخميس – رد فعل سريع
أدانت التحقيقات المبدئية الضابط صاحب الواقعة، وقالت إنه لم يمتلك الحق في فتح النار على الشاب، وتم احتجاز الضابط بتهمة القتل العمد.
هذا التعامل السريع مع المشهد لم يؤدِ إلى تهدئة المتظاهرين، واستمرت الاحتجات بقوتها، وردت قوات الشرطة عليها بإطلاق الغازل المسيل للدموع بالقرب من المنطقة التي شهدت الحادث.
وتضاربت الأخبار ما بين تصريحات محامي عائلة الشاب الذي أكد أنه لا يمتلك أي سجلات جنائية، وبين ما صرح به كبير المدعين العامين في نانتير، باسكال براش، بأن الشاب كان معروفا للشرطة لعدم امتثاله لمواقف المرور وتم استدعاؤه إلى محكمة الأحداث في سبتمبر لمثل هذا الحادث.
وفي حين أن الرئيس ماكرون تدخل بنفسه لاستعادة الهدوء في البلاد، إلا أن الاحتجاجات شهدت تصعيدًا جديدًا بعد أن أحرق متظاهرون 2000 سيارة وألحقوا أضرارًا بنحو 500 مبنى في عشرات المدن في أنحاء فرنسا.
صباح الجمعة – نهب الممتلكات
شهدت ضواحي باريس أسوأ أعمال العنف منذ بدء التظاهرات، ولكن حتى يوم لخميس نجا وسط مدينة باريس إلى حد كبير.
وخلال الليلة الثالثة من الاحتجاجات يوم الخميس، تم تخريب ونهب العديد من المتاجر بما فيها علامات تجارية معروفة مثل “نايكي”.
وعلى أثر اشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة، قالت السلطات الفرنسية إن أكثر من 800 شخص اعتقلوا وأصيب قرابة 250 ضابطا.
وقال ماكرون الذي غادر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت مبكر للعودة إلى فرنسا، يوم الجمعة، إن العديد من المحتجين كانوا مراهقين.
وناشد الرئيس الفرنسي الآباء بالسيطرة على أبنائهم، مؤكدًا أنه لا يوجد مبرر للعنف.
ليل الجمعة – اعتقال المئات
لم تهدأ الأوضاع في يوم الجمعة، وشارك العديد من الشباب في التظاهرات والتي أسفرت عن اعتقال 1300 مشارك.
وعلى أثر ذلك نشرت السلطات أكثر من 45 ألف ضابط، وأُلغي العديد من الأحداث والمهرجانات في جميع أنحاء البلاد.
صباح السبت – جنازة نائل
ويوم السبت، اجتمع مئات الأشخاض في مسجد ابن باديس وحوله في نانتير، حدادًا على الشاب العربي، فيما لم تشهد الساحة تواجدًا كبيرًا للشرطة الفرنسية.
ليل السبت – استمرار الاضطرابات
حظي ليل السبت بأجواء أكثر هدوءًا من الأيام السابقة، لكن الاشتباكات ظلت على حالها في بعض المدن، وقالت وزارة الداخلية إن أكثر من 700 شخص اعتقلوا فيما جُرح 45 ضابطًا.
وفي بلدة “لو ليه روزيس” في جنوب باريس، قال رئيس البلدية على تويتر إن سيارة اصطدمت بمنزله في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد ثم أضرمت فيها النيران، مما أدى إلى إصابة زوجته وأحد أطفاله.
لماذا حظرت فرنسا الرحلات الجوية القصيرة؟
“من أجل ميثاق مالي عالمي جديد”.. ما هي القمة التي يحضرها ولي العهد في فرنسا؟