ترددت أصداء اختفاء الغواصة تيتان خلال الأيام الماضية وعلى متنها 5 أشخاص، كواحدة من الكوارث البحرية الأكثر شهرة خلال وقتنا الحالي، والتي استمرت رحلة البحث عنها 4 أيام في قاع المحيط الأطلسي.
في غضون الفترة التي شهدت جهود من رجال خفر السواحل الأمريكي للعثور على الغواصة التي فقدت خلال رحلة لاستكشاف حطام السفينة “تيتانك”، تكاثرت الأقاويل حول تحذيرات السلامة التي تجاهلتها الشركة المالكة “أوشن جيت” والتي تسببت في كارثة غرقها.
وفي حين أن سبب انفجار الغواصة غير معروف حتى الآن، إلا أن هناك بعض العلامات الأساسية التي يمكن أن تُعزى إليها الكارثة، بحسب موقع businessinsider.
الهيكل مصنوع من ألياف الكربون
على غير المعتاد، كان جسم الغواصة تيتان مصنوعًا على شكل قبتين من التيتانيوم متصلتين ببعضها من خلال أسطوانات بسمك 5 بوصات من ألياف الكربون.
وتم استخدام هذا النوع من الأسطوانات لأنه أخف وزنًا وأرخص في السعر، إذ عادة ما يُستخدم الفولاذ أو التيتانيوم في المهمات المشابهة.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام عالمية، فإن موظفًا سابقًا في شركة أوشن جيت لفت نظر مالكها في عام 2018 إلى مخاطر السلامة التي من الممكن أن تترتب على تجاهل هذا العيب، إلا أنه تعرض وقتها للفصل وتم رفع دعوى قضائية ضده.
وحذر “ديفيد لوكريدج” من عدم قدرة الغواصة على تحمل قوة الضغط على عميق كبير، والذي سيؤدي في النهاية إلى تحطمها.
من ناحية أخرى، تبنى المخرج السينمائي ديفيد كاميرون، نفس نظرية قوة الضغط حول تحطم الغواصة، خصوصًا وأن مخرج فيلم “تيتانك” الشهير لديه خبرات طويلة في الغطس أكثر من مرة بالقرب من حطام السفينة الغارقة.
ولا يمكن تجاهل تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، ستوكتون راش” والذي أكد في لقاء قبل عامين أنه “كسر القواعد باستخدام ألياف الكربون، وهو أمر لا يتفق مع قواعد الهندسة والمنطق”.
نظام الإنذار المبكر
كان نظام الإنذار الموجود على الغواصة هو أحد مجالات استعراض الشركة لقدراتها، إذ أكدت أنه تم تطويره من خلال تقنيات تحذر من أي خلل في الوقت المناسب.
ولكن وفقًا للوثائق المتداولة التي قدمها الموظف لوكريدج للمحكمة قبل 5 سنوات، فإن هذا النظام كان عديم الجدوى لأنه لن ينطلق إلا قبل ثوان معدودة من حدوث أي مشكلة، وتحديدًا “الانبجار” الذي تعرضت إليه الغواصة.
كما أن الشركة رفضت وقتها إجراء اختبارات التدمير أو التحطم على بدن الغواصة، وقالت لـ “لوكريدج” إن الهيكل قوي جدًا للدرجة التي لا تسمح بإجراء مسح لاستبيان المشكلات الفنية فيه.
ولا يمكن التأكد مما إذا كانت الشركة وضعت تحذيرات الموظف في هذا الشأن بعين الاعتبار أم لا.
اعتماد الغواصة
بحسب الصحفي، ديفيد بوغ، فإن تيتان لم تخضع لأي اختبارات سلامة من قبل أي هيئة تنظيمية، وهو ما جاء في الإقرار الذي وقع عليه قبل الصعود في رحلة على متنها في عام 2022.
وتقول وثائق لوكريدج إن الغواصة كانت مصممة للغوص على عمق 1300 متر فقط، وليس على عميق أكبر مثل الموجود فيه حطام السغينة تيتانك بما يقرب من 4000 متر.
وفي عام 2019، أكدت الشركة أن الغواصة لم تكن بحاجة للاعتماد أو لإجراء لأي فحص أو اختبار للسلامة، إذ إن معظم الحوادث تحدث نتيجة لأخطاء تشغيلية وليست أعطالًا ميكانيكية.
تجاهل تحذيرات الموظفين
لم يكن ديفيد لوكريدج الموظف الوحيد الذي أثار المخاوف حول عوامل السلامة والأمان في الغواصة، وعلى أثرها تم اتهامه بتسريب بيانات سرية عن الشركة، ولكن المستكشف والمستشار السابق لشركة “أوشن جيت”، روب ماكولم، ترك العمل بها أيضًا في عام 2009.
وكان السبب الرئيس وراء خطوة ماكولم هو الإنتاج المفرط من قبل الرئيس التنفيذي، إلى جانب علمه ببعض الثغرات الفنية في الغواصة تيتان، والخطورة المترتبة على استخدامها.
حادثة سابقة
تعرضت تيتان لحادثة سابقة في عام 2021 كان سببها مشكلات في البطارية، وفق إفادة الصحفي بوغ، الذي قال إن الغواصة ضلت طريقها لساعات خلال تواجده في رحلة على متن السفينة الأم.
وكان السبب الرئيسي في هذا الحادث هو عدم وجود جهاز لإرسال موقع السفينة حال حدوث أي طارئ، وبالتالي لم يتمكن المشغلون من تحديد مكان تواجدها.
لماذا انفجرت الغواصة تيتان؟ وكيف كانت اللحظات الأخيرة في حياة ركابها؟
بعكس المخاوف السائدة.. الذكاء الاصطناعي سيساعد في تحرير الإبداع البشري