خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي نظّمته الهيئة الملكية لمدينة الرياض في العاصمة الفرنسية باريس، مندوبي 179 دولة من أعضاء للمكتب الدولي للمعارض الإثنين الماضي، أعلنت المملكة عن ملامح مخططها لاستضافة معرض “إكسبو 2030” في مدينة الرياض.
وتستهدف المملكة من هذا المخطط، أن تُشكّل تجربة عالمية استثنائية في تاريخ معارض إكسبو، من خلال موضوع رئيسي تحت عنوان “معاً نستشرف المستقبل”.
مكان الإقامة
من المقرر أن يقام المعرض بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي الذي يخضع للتطوير حاليًا، بهدف تسهيل الطريق أمام الزوار للوصول من المطار إلى مكان المعرض في دقائق قليلة.
وسيتمكن الزائرون من استخدام شبكة “قطار الرياض” التي تغطي أنحاء المدينة كافة، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة المتصلة بأحد مداخل المعرض الثلاثة.
الأجنحة
يضم المعرض 226 جناحًا في تصميم يشبه الكرة الأرضية، وفي المنتصف منها خط الاستواء، بما يضمن تحقيق رؤيته بمنح فرص متساوية لكافة الموجودين فيه.
كما أن روح التصاميم تعكس النمط العمراني العريق وتاريخ مدينة الرياض وثقافتها وطبيعتها، والاهتمام العالمي بالمناخ.
وسيتم تنسيق مواقع أجنحة الدول ضمن ترتيب يجمع دولاً من شمال الكرة الأرضية وجنوبها جنباً إلى جنب، في إشارة إلى دور المملكة في تسهيل التعاون بين دول العالم.
وسيضمن الترتيب السهولة في وصول الزائرين للأجنحة، ومرافق تقديم الطعام والاستراحات، من خلال التنقل لمسافات قصيرة وبشكل سلس.
وسيتم الربط بين أجزاء المعرض بممرات مظللة بالكامل مصممة من وحي التراث المعماري لتاريخ الرياض، إلى جانب واحدة عصرية خضراء ضمن أحد روافد “وادي السلي” الذي يمر عبر موقع المعرض، والذي يعكس اهتمام المملكة بالحفاظ على الطبيعة.
قلب المعرض
في منتصف المعرض، ستتم إقامة معلم مهم يرتكز على 195 عمودًا، تمثل عدد الدول المشاركة، وهو رمز لـ “المسؤولية عن حماية الكوكب”.
وحول المعلم، سيوجد 3 أجنحة تمثل موضوعات المعرض الفرعية وهي: “الازدهار للجميع”، و”العمل المناخي”، و”غد أفضل”.
وستتضمن أقسام المعرض ما يسمى بـ “ركن التغيير التشاركي” C3 – Collaborative Change Corner، وهو المنطقة التي ستكون محركاً للابتكار والإبداع، خلال الرحلة التي ستستغرق سبع سنوات قبل انطلاق المعرض.
وسيختص هذا الركن بإظهار كيفية التعاون بين أكثر العقول ذكاءً من حيث الابتكارات العلمية والاجتماعية والفكرية، وتسريع التغييرات التي ستشكل مستقبلنا.
تجربة نوعية
سيقدم المعرض تجربة أكثر تفاعلًا واستدامة، وسيوفر تجربة نوعية لأكثر من 40 مليون زائر، بحسب ما قالته عضو فريق المخطط العام للرياض إكسبو 2030، المهندسة لمياء بنت عبدالعزيز المهنا، في عرضها للمخطط الرئيس أمام أعضاء المكتب الدولي للمعارض.
وأضافت: “ستكون فرص الاستكشاف لا حدود لها، لكي تمكن الزوار من عيش تجربة الانتقال بأنفسهم إلى أي بلد في العالم والاستمتاع بالأحداث الثقافية والترفيهية المتنوعة والمتواصلة، وسيضم المعرض المطاعم العالمية من أنحاء العالم وعروض الموسيقى الحيّة”.
وتابعت المهنا: “سيتضمن المعرض فرصاً فنية غنية للتنمية الثقافية والمهنية والتطوير، ونحن نخطط لإطلاق مختبر مشارك في إكسبو 2025 أوساكا وسيستمر لمساعدة البلدان على التعامل مع التحديات المتكررة في الفترة التحضيرية لمعرض الرياض إكسبو 2030”.
وفي ختام المعرض ستتم مساعدة 100 دولة مُختارة من أجل إعادة استخدام أجنحتهم، بما في يخدم المدارس والعيادات ومراكز الأبحاث في بلدانهم، وفق لمياء المهنا.
معرض صديق للبيئة
تستهدف المملكة أن تكون نسخة الرياض من المعرض صديقة للبيئة، من خلال تحقيق مستوى صفرياً للانبعاثات الكربونية، بحسب ما قالته عضو فريق المخطط العام للرياض إكسبو 2030، المهندسة نوف بنت ماجد المنيف.
وسيتحقق ذلك من خلال تشغيل موقع المعرض بواسطة الطاقة النظيفة التي تعتمد على الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تطوير معايير عالية لكفاءات الموارد واستراتيجيات مفصلة لتعزيز التنوع البيولوجي، إلى جانب القضاء على هدر الطعام وضمان إدارة النفايات الخضراء وإعادة تدويرها.
ومن خلال زاوية التغيير التعاونية التي تطلق عليها المملكة “الرؤية الثلاثية”، ستتم المساعدة على تمويل وبناء شراكات متنوعة تعزز مرحلة التنمية وأهداف المعرض.
وتستهدف المملكة أن يكون “الرياض إكسبو 2030” هو أكثر نسخ المعرض استدامة وتأثيرًا، انطلاقًا من التزاماتها المناخية بما يحقق حياد الكربون ينعكس بشكل إيجابي على البيئة في الرياض.
وينعكس هذا الهدف على تصميم المعرض، الذي راعى معايير الاستدامة من: تشجير المناطق الحضرية، واستخدام المياه المعالجة، وتوفير مصادر للطاقة الجديدة.
كما يظهر ذلك في جانب التصميم الذي يراعي إمكانية إعادة الاستفادة من موقع المعرض بعد انتهاء انعقاده، بما يعزز من الاستدامة والابتكار في آن واحد.
تفاصيل مشاركة ولي العهد في حفل استقبال رسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030 بفرنسا