يرتبط البعوض في مخيلتنا دائمًا بالإزعاج، فهذا الكائن الصغير قادر على إصابتك بلدغة مؤلمة تسبب حكة قد تفسد عليك يومك.
ولكن في حين أن حجم معظم البعوض الذي رأيناه يومًا ما كان لا يُذكر، إلا أن إحدى البعوضات سجلت رقمًا قياسيًا لأكبر بعوضة على وجه الأرض.
بعوضة عملاقة
في جبل تشينغتشنغ في مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين في عام 2018، عثر خبير الحشرات الصيني، تشاو لي، على أكبر بعوضة والتي حطمت الأرقام القياسية المسجلة من قبل.
كانت البعوضة التي تنتمي إلى سلالة Holorusa mikado وهو أحد أكبر الأنواع عددًا، تمتلك جناحين يبلغ عرضهما أكثر من 4 بوصات، أي أطول من يد الإنسان.
وبلغ طول البعوضة حوالي 5 سم، وجناحات بطول 11.15 سم، أي أطول بعشر مرات من المتوسط في البعوض.
أبرز أنواع البعوض الضخم
بخلاف البعوضة ذات الأرقام القياسية، يوجد حول العالم سلالات من البعوض تم تصنيفها على أنها الأكبر أو الأخطر، نوجز منها ما يلي:
بعوضة الفيل
هي أكبر السلالات المعروفة باسم Toxorhynchites speciosus، ويوجد منها 70 نوعًا حول العالم، ولكن العملاق منها يوجد بشكل أكبر في أستراليا.
وتزدهر هذه الحشرة في بيئات مختلفة وتعيش في موائل متنوعة، بما في ذلك الغابات والمستنقعات والمناطق الحضرية.
ومن السهل أن يعثر أي شخص يعيش في أستراليا على بعوضة الفيل، إذا كان هناك أوعية من المياه الراكدة حول المنزل، حيث تجدها بيئة مناسبة لوضع بيضها.
ولكن على الرغم من حجمها الذي يمكن أن يخيف أي شخص، إلا أن بعوضة الفيل واحدة من الأنواع القليلة التي لا تلدغ لامتصاص الدم، وبالتالي فهي لا تشكل خطرًا على الإنسان.
وبدلًا من دم الإنسان، يستمد هذا النوع طاقته من التغذية على يرقات لأنواع أخرى من البعوض مثل “يرقات النمر” وهو بعوضة تلدغ الإنسان، بالإضافة إلى رحيق النباتات.
وبخلاف عدم لدغها للإنسان، فهذا النوع من البعوض ليس ناقلًا للأمراض، كما أنه يساهم في توازن النظم الإيكولوجية المائية عن طريق التغذية على اليرقات الأخرى، وهو ما يخدم البيئة.
وليس الحجم وعدم لدغ الإنسان فقط هو ما يمنح بعوضة الفيل خصائصها الفريدة، إذ إنها معروفة بألوانها الزاهية على غرار الفراشات، وتتنوع الألوان بين الأزرق والذهبي والأخضر والأبيض الموجودة على أرجلهم وأجسادهم.
بعوضة الولايات المتحدة
معروفة أيضًا باسم The Gallinipper Mosquito، أو Psorophora ciliata، وهي أكبر البعوض حجمًا في أميركا.
وتكتسب البعوضة اسمها نظرًا لطولها المبالغ الذي يتراوح بين 20 إلى 25 ملليمترات، على عكس متوسط طول أنواع البعوض الأخرى الذي يتراوح بين 6-7 ملليمترات.
ويترتبط ظهور البعوضة العملاقة ف في المناطق الريفية والضواحي في شرق الولايات المتحدة بهطول أمطار غزيرة أو فيضان، في ولايات مثل فلوريدا وجورجيا ولويزيانا وتكساس.
وتزدهر البعوضة في المناطق الرطبة والمنخفضة مثل السهول الفيضية والمستنقعات، حيث تساعد الأجواء الرطبة على وضع اليرقات.
وعلى عكس بعوضة الفيل، فبعوض الـ Gallinipper أكثر عدوانية، ويتغذى على دم البشر والذي يساعد على نمو بيضهم.
وتتعلق لدغة البعوضة بحجمها، من حيث كمية اللعاب التي يتم حقنها في الجلد، إلى حجم الأسنان التي تُغرز في الجسم، وكذلك كمية الدماء التي تمتصها.
بعوضة الزاعجة المصرية
هي الأكثر خطورة على الكوكب بين الأنواع الأخرى، إذ إنها مسؤولة بشكل أساسي عن نقل العديد من الأمراض الضارة ، منها:
حمى الضنك: وهي عدوى فيروسية يمكن أن تسبب أعراضًا شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ولكنها قد تتطور بما يشكل خطرًا على صحة الإنسان.
فيروس زيكا: يشكل تهديدًا كبيرًا للأمهات الحوامل، إذ يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في الأجنة، مثل صغر الرأس.
الشيكونغونيا: عدوى فيروسية تظهر في أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والعضلات والطفح الجلدي والصداع، بما يؤثر على حياة أفراد بعينهم.
الحمى الصفراء: عدوى فيروسية مصحوبة بأعراض مثل الحمى واصفرار الجلد والعينين، وآلام العضلات والصداع.
وترجع خطورة البعوضة المعروفة باسم Aedes aegypti، إلى أنها تزدهر في البيئات الحضرية، وتلدغ خلال النهار، ويمكن أن تتكاثر بكميات صغيرة في المياه الراكدة حول المنازل.
ليس سيئًا دائمًا.. فوائد مهمة للبعوض
