تشهد مدينة نيويورك الأمريكية أزمة بيئية تتعلق بجودة الهواء بها، في ظل ما تتعرض له الغابات في كندا من حرائق.
وتدفع الحرائق بالدخان إلى مدن أمريكا الشمالية، ما يتسبب في تزايد مساحة الهواء غير الصحي، ويمنع السكان من التجول بحرية.
ويوم الأربعاء الماضي، تم تصنيف هواء نيويورك على أنه الأسوأ عالميًا، وذلك على مؤشر جودة الهواء العالمي IQAir.
وعلى الرغم من أن الساحل الغربي للولايات المتحدة يشهد تلوثًا مستمرًا في الهواء خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ما يتعرض له الساحل الشرقي كان أمرًا مفاجئًا.
وعلى أثر هذه الأزمة، أصدرت السلطات في شرق الولايات المتحدة وكندا تحذيرات صحية من التواجد في الخارج، بسبب انتشار سحابة من الدخان الكثيف من أوتاوا وحتى العاصمة واشنطن.
وتسببت هذه السحابة في تعطيل حركة السفر الجوي، ما أعاد إلى الأذهان القيود التي فرضتها جائحة كوفيد- 19 قبل عامين، خصوصًا مع بدء السكان في ارتداء أقنعة الوجه مرة أخرى.
وعلى أثر هذا التلوث، ألغت المدارس في نيويورك وواشنطن ممارسة الأنشطة الخارجية في الهواء، كما نوهت هيئة تنظيم الطيران الأمريكية بحدوث تأخيرات في هبوط الرحلات إلى مطارات فيلادلفيا ونيوارك ونيوجيرسي ولاغوارديا في نيويورك، بس عدم وضوح الرؤية للطيارين.
كما تم إلغاء عروض مسرحية وحفلات غنائية، وبعض الفعاليات الرياضية مثل دوري البيسبول الرئيسي المباريات المقرر لعبها في نيويورك وفيلادلفيا.
وتعاني كندا من انتشار الحرائق في غاباتها بشكل كبير في معظم مقاطعاتها منذ الشهر الماضي.
وأصدرت السلطات الكندية منذ ذلك الوقت تحذيرات من جودة الهواء السيئة، والمخاطر الصحية التي تترتب عليها.
وخلال الربيع، اضطر عشرات الآلاف من الأشخاص لمغادرة منازلهم في مقاطعة ألبرتا المنتجة الرئيسية للنفط هناك، كما أدت إلى إغلاق أكثر من عشر شركات للنفط والغاز أو وقف عملياتها مؤقتًا.
ومنذ هذا الوقت، نشطت الحرائق في معظم أنحاء كندا بشكل متزايد حتى وصلت إلى أكثر من 400 حريق، ما تسبب في خسارة 4 ملايين هكتار من الأراضي، بحسب مركز حرائق الغابات الكندي.
ومع انتشار سحابة الهواء الملوث، أصدر عمدة نيويورك، إريك آدمز، تحذيرًا حث فيه سكان المدينة على البقاء في منازلهم وإبقاء النوافذ مغلقة.
كما صرح آدمز بتخوفاته من تكرار الأمر في المستقبل بسبب تغير المناخ، قائلًا إنها لن تكون المرة الأخيرة التي تشهد فيها نيويورك شيئًا بهذا الحجم.
العلاقة بين تلوث الهواء والنشاط الاقتصادي للدول.. هذه البلاد أكثر خطرًا
ما العلاقة بين تلوث الهواء ومشكلات الانتباه والإصابة بالاكتئاب؟.. دراسة تجيب
