تُشير استطلاعات حديثة إلى أن الرحلة التي يمر بها الزوجان من أجل التلقيح الصناعي، قد تترك آثارًا نفسية كبيرة عليهما وخصوصًا المرأة.
ووفق استطلاع الآراء الذي قامت به إحدى الجمعيات الخيرية، فإن السيدات اللاتي يتعرضن لهذه العملية، تزداد لديهن الميول والأفكار الانتحارية بالإضافة إلى الإصابة بالاكتئاب، وهو ما يتطلب دعم لصحتهم العقلية، بحسب تقرير نشرته بي بي سي.
آثار جانبية
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أُجري على عينة قوامها 1300 مريض خصوبة، أن 40% من إجمالي المشاركين كانت ليدهم ميول انتحارية، وراود 10% أفكارًا انتحارية في أوقات كثيرة أحيانًا معظم الوقت.
وبحسب ما نقلته الشبكة عن الرئيسة التنفيذية لشبكة الخصوبة في المملكة المتحدة، الدكتورة كاثرين هيل، فإن العقم – يعاني منه 1 من كل 7 أزواج – له آثارًا جانبية ضخمة تنعكس على الصحة العقلية والنفسية وكذلك العلاقات بالغير والحالات المادية.
وعلى الرغم أن نحو 50% من المستجيبين كان نظام التأمين الصحي الخاص بهم يتكفل بالعملية، إلا أنه في مرحلة كان هناك ضرورة لإنفاق المزيد من الأموال الشخصية بالنسبة للمعظم.
بالنسبة لأمبر وماركو إيزو، فالوضع كان أشبه بمعركة حتى حصلا على طفلهما الأول بعد 7 سنوات من العناء، خلال هذه الفترة أنفقا ما يقرب 20 ألف جنيه إسترليني على العمليات.
وتقول أمبر صاحبة الـ28 عامًا، أنهما واجها انعكاسات خطيرة للأمر على صحتهما العقلية والنفسية، وكان أحد أسباب الأمر هو التكلفة المادية المرتفعة لعملية التلقيح الصناعي.
وبمجرد أن تم تشخصيها بالعقم شعرت أمبر بحزن عميق، من ناحية بسبب ما تعانيه، ومن ناحية أخرى بسبب الدعم الصحي المجاني غير المتاح لمثل هذه العلاجات من قبل وزارة الصحة في منطقتها حيث تعيش في إنجلترا.
أمل ضائع
لم يكن أمام أمبر التي تعمل في إحدى الجمعيات الخيرية، وزوجها الذي يعمل مصففًا للشعر، إلا أن يحسنا دخلهما من خلال العمل في وظائف إضافية خلال العطلات، كما أن الزوج باع سيارته لتوفير نفقات عملية التلقيح.
ومع ذلك، كان الفشل حليفهما خلال تجربتين لإجراء التلقيح وهو ما دفعهما للاكتئاب، ووصل الأمر بأمبر إلى أن تفكر في الانتحار حتى لا تكون عبئًا على زوجها.
ولكن في ظل ما تعانيه، بدأت أمبر في الترويج لحلمة لإعادة الدعم المجاني لعمليات التلقيح الصناعي في منطقتها، والغريب أنها نجحت واستفادت بإحدى الحملات المقدمة من وزارة الصحة، وبالفعل نجحت العملية، ولكن أثار هذه الفترة السيئة لم تُمح تمامًا.
وبحسب ما تقوله الدكتورة هيل، فإن مرضى العقم يحتاجون إلى المزيد من جلسات الدعم النفسي، في حين أن العيادات المتخصصة في المملكة المتحدة لا تقدم سوى جلسة مجانية واحدة فقط.
وتؤكد هيل أن الجلسة غير كافية، خصوصًا وأن الإرشادات الوطنية تنصح بـ3 جلسات، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر دفع المزيد من الأموال للحصول على الخدمة.
في ظل تفكيرها في إنجاب طفل ثان، تسعى أمبر إلى مد أطراف حملتها حتى تتسع رقعة المناطق المستفادة من العلاج المجاني للخصوبة، حتى لا يعاني الآخرون ما خاضته من صعاب وأزمات نفسية.
لماذا تشجع تايلند شعبها على كثرة الإنجاب؟