يُعد اليوان الصيني منافسًا محتملًا لنظام المدفوعات العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي، في الوقت الذي تتطلع فيه الصين إلى توسيع استخدام عملتها على المستوى الدولي، أبرمت صفقات مع عدة دول من بينها روسيا.
على الرغم من أن العملة ليست المنافس الوحيد للدولار، إلا أنها الأكثر شهرة، على خلفية التوترات بين الولايات المتحدة والصين وتحالف بكين مع روسيا وسط الحرب.
ومع ذلك، سيكون من الصعب على أي أصل أو عملة إزاحة الدولار الأمريكي، كما هو الحال، حتى استخدام اليورو يأتي في المرتبة الثانية بعد الدولار.
الأهم من ذلك، أن بكين لا تريد حتى أن يكون اليوان هو العملة الاحتياطية الرئيسية للعالم.. فيما يلي 3 أسباب لعدم حرص الصين على نزع الدولار من الاقتصاد العالمي.
1- لا تريد الصين تحرير عملتها والسماح للأموال بالتحرك بحرية داخل وخارج اقتصادها
على الرغم من أن الصين تبدو حريصة على زعزعة الهيمنة العالمية للولايات المتحدة، لكن في الحقيقة فإنها لا تريد أن يحدث ذلك إلا بشروطها، كما يقول روري جرين، كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة الاستشارات تي إس لومبارد ومقرها لندن.
كتب “جرين” أن بنك الصين الشعبي تحرك بحذر خلال العقد الماضي للترويج لاستخدام أكبر لليوان دون الإخلال بالأمن المالي، ومن غير المرجح أن يزعج هذه الديناميكية الآن.
يتم الحفاظ على هذا الاستقرار من خلال استخدام ضوابط رأس المال، السيطرة على مقدار الأموال الأجنبية التي يمكن أن تتحرك داخل وخارج الاقتصاد الصيني، ما يؤثر بدوره على سعر صرف العملات الأجنبية.
وبدلًا من الضغط ليصبح اليوان العملة الاحتياطية العالمية المهيمنة، من المرجح أن تواصل بكين مجال تأثير العملة بين البلدان التي تتداول معها بنشاط، ومن المحتمل أن يركز ذلك على تفكيك هيمنة الدولار الأمريكي في أجزاء من العالم.
2- لا تريد الصين ولا تستطيع تحمل العجز المستمر كما تفعل الولايات المتحدة
يأتي مركز الدولار الأمريكي ونفوذه كعملة احتياطية على حساب تكلفة عجز الحساب الجاري لأمريكا، هذا بسبب وجود طلب عالمي على الدولار الأمريكي أكثر من الطلب الأمريكي على الواردات، والتي يتم دفع ثمنها أيضًا بالعملة الأمريكية.
لذلك ستحتاج الولايات المتحدة إلى التعامل مع كميات أكبر من العجز للحفاظ على مركز عملتها الاحتياطية، تم طرح هذه المفارقة لأول مرة على الكونجرس من قبل الاقتصادي في جامعة ييل، روبرت تريفين، في عام 1960.
العيب في إدارة عجز الحساب الجاري هو أنه يترك الدولة عرضة لتحولات غير متوقعة في تدفقات رأس المال العالمية، بحسب بلومبرج.
يقول “جرين” إنه في حين أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم في الوقت الحالي، إلا أنها لا تستطيع تحمل عجز مستمر مثل الولايات المتحدة.
3- الصين تواجه العديد من المخاطر الجيوسياسية لذلك تحتاج إلى أصول بديلة
يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه أي عملة، في التعامل مع الدولار الأمريكي، باعتباره العملة الاحتياطية المهيمنة في العالم في هيمنة العملة الأمريكية.
في الوقت الحالي، حتى دور اليورو أكبر من اليوان، ففي أبريل الماضي، تم إجراء 43% من جميع المدفوعات العالمية عبر نظام SWIFT بالدولار الأمريكي، بينما تمت 32% باليورو، أما اليوان فكانت نسبة معاملاته 2.3% فقط.
في غضون ذلك، استحوذ الدولار الأمريكي على نصيب الأسد، أو 54% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية في الربع الرابع من عام 2022، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، استحوذ اليورو على 20% من الاحتياطيات، بينما شكل اليوان 2.5% فقط من هذا المبلغ.
هذا يعني أن هناك نقصًا في الخيارات واسعة النطاق عندما يتعلق الأمر بالأصول الاحتياطية، وهي مشكلة بالنسبة للبنك المركزي الصيني.
ذلك لأن المؤسسة ستضطر إلى الاحتفاظ بسنداتها المقومة باليوان بكميات ضخمة، على غرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يحتفظ الآن بكمية ضخمة من أصوله في أوراق الخزانة المالية، تأتي هذه العقبات على رأس تحديات أخرى خارج سيطرة الصين، بما في ذلك القصور الذاتي في النظام المالي العالمي.
أكبر الأخطاء المالية التي يمكن أن تغير مستقبلك.. كيف تنجح في تلافيها؟
بعد فوز أردوغان بولاية جديدة.. ما الذي ينتظر الاقتصاد التركي؟
ما هي خدمة “Upper Gulf Express” التي أضافتها “موانئ” إلى ميناء الملك عبدالعزيز؟