أصدرت الهيئة العامة للإحصاء تقريرًا يستعرض أهم الإحصائيات حول التقدم المُحرز لأهداف التنمية المستدامة، المتضمنة في رؤية المملكة، والتي تشمل العمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية الكوكب، وضمان تمتع جميع أفراد المجتمع بالسلام والازدهار، وغيرها، مبرزًا بعض الأرقام حول تحقيق تلك الأهداف، والتي كشفت عن تحسّن في العديد من المجالات مثل الصحة والتعليم وتغيّر المناخ، فإلى أين وصلنا حتى عام 2021، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء
رفع الدعم والحد من البطالة من أجل القضاء على الفقر
أحرزت المملكة تقدمًا في نظام الحماية الاجتماعية، والذي أصبح يشمل العديد من الفئات السكانية، مثل الأطفال والأيتام والأرامل والمطلقات والفقراء والعاطلين عن العمل.
وزادت المملكة نسبة الإنفاق على خدمات الحماية الاجتماعية، في النصف الثاني من العقد الماضي، إذ ارتفعت بمقدار 42% في 2020، مقارنة بالعام الذي سبقه، وفي نفس الشأن، أنشأت المملكة برامج جديدة؛ للمساهمة في الحد من معدلات البطالة، وإنقاص أعداد المشمولين بالنظام الاجتماعي.
ونجحت المملكة في تحقيق هذا الهدف، حيث كان عدد غير القادرين على العمل والمشمولين بنظام الحماية الاجتماعية يتجاوز 210 آلاف شخص في 2015، وأخذ الرقم يتناقص، حتى وصل إلى أقل من 16 ألفًا في 2021.
ووصل عدد العاطلين عن العمل والمشمولين بنظام الحماية الاجتماعية إلى أقل من 164 ألفًا في 2021، بعد أن كان أكثر من 2 مليون و88 ألف في 2015.
وتناقص عدد العاطلين الذين يواجهون صعوبات في الحصول على العمل من المشمولين بنظام الحماية الاجتماعية من حوالي مليون و398 ألف شخص في 2015، إلى قرابة 108 آلاف في 2021.
وبحلول عام 2019، أصبحت نسبة 100% من الأسر السعودية تتلقى الخدمات الأساسية، من تعليم وكهرباء، وصرف صحي، وخدمات التواصل، وجمع النفايات المنزلية، بينما 99.7% منهم لديهم إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة.
تراجع معدلات البدانة ضمن مستهدف القضاء على الجوع
يتمثل الهدف الثاني للتنمية المستدامة في القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية، ويشمل هذا معالجة مشكلة سوء التغذية التي تؤدي إلى البدانة.
وتستهدف المملكة تعزيز الزراعة المستدامة، حتى تتضاعف الإنتاجية الزراعية، ويزداد الاستثمار، وتعمل أسواق الأغذية بشكل سليم.
ورصدت الهيئة العامة للإحصاء ارتفاعًا في نسبة انتشار الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة في العام 2020، مقارنة بالأعوام الأربعة السابقة، حيث وصلت إلى 5.5%، بينما كان أعلى مستوى سابق 4.8% في 2018.
في الوقت نفسه، تراجع معدل زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث بلغ 7.5% في 2020، بعد أنا كان أعلى من 8% طوال السنوات الأربعة السابقة.
صحة أطفال ونساء المملكة في تحسّن
انخفض معدل وفيات الأمهات بسبب مضاعفات الحمل أو الولادة من 12 وفاة لكل 100 ألف مولود حيّ في عام 2015 إلى 11.9 في 2018، علمًا بأن المعدل العالمي 223 حالة وفاة، أي حوالي 19 صعف المعدل في المملكة.
ولا تعتبر المملكة من الدول التي ينتشر فيها أي نوع من أنواع التهاب الكبد بأنواعه، كما أن الإناث فيها أقل عرضة للإصابة بالنوع “ب” من هذا المرض.
وبالنسبة للأطفال، فقد تراجع معدل وفيات من هم دون الخامسة بشكل طفيف، إذ وصل إلى 8.5 لكل 100 ألف في 2018، مقارنة بـ 8.6 في 2015.
كما انخفض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة بشكل كبير، حيث سجّل 3.6 لكل ألف مولود في2018، بعد أن كان المعدل 4.82 في 2016.
المملكة تسير نحو تعليم أفضل
ارتفعت نسبة الأطفال والشباب من ذوي الحدي الأدنى من الكفاءة في القراءة بالمملكة، حيث وصلت إلى 63.3% للمرحلة الابتدائية في 2016، و47.6% للمرحلة المتوسطة في 2018.
وزادت نسبة ذوي الحد الأدنى من الكفاءة في الرياضيات للمرحلة الابتدائية لتصل إلى 23.1% في 2019، مقارنة بـ 16.2% في 2015.
ونفس الأمر بالنسبة للمرحلة المتوسطة، حيث بلغت النسبة 27.3% في 2018، مقارنة بـ 11.1% في 2015.
ووصل معدل إكمال الدراسة بالمملكة في 2017 إلى 96.8% للمرحلة الابتدائية، و9.3% بمرحلة التعليم المتوسط، و80.3% للتعليم الثانوي.
ونتج عن هذا ارتفاع نسبة الشباب من 15 إلى 24 سنة الذين يجيدون مهارات تقنية المعلومات والاتصالات، مثل إرسال رسائل البريد الإلكتروني مع ملفات مرفقة، واستخدام الصيغ الحسابية الأساسية في جدول البيانات، والبحث عن البرامج وتنزيلها وتثبيتها وغيرها.
مساواة أعلى بين الجنسين
تسير المملكة بخطوات ثابتة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث يبلغ عدد السيدات في مجلس الشورى السعودي حاليًا 30 امرأة من أصل 151 عضوًا، أي ما يعادل 20%.
وبينما كانت نسبة النساء في الوظائف العليا في القطاع الحكومي تبلغ 5.465% عام 2015، ارتفعت في 2020 لتصل إلى 6.269%.
وحدثت قفزة نوعية في عدد النساء اللواتي حصلن على مناصب عليا في القطاع الخاص، حيث ارتفعت من 20.02% في 2015 إلى 32.28% في 2020.
مياه نظيفة وصرف صحيّ للجميع
استثمرت المملكة في البنية التحتية لتوفير مرافق الصرف الصحي، وأخذت تنظم حملات للتشجيع على النظافة على كل المستويات، ولتوعية أفراد المجتمع بضرورة حماية واستعادة النظم البيئية المتعلقة بالمياه، مثل الغابات والجبال والأراضي الرطبة والأنهار؛ للتخفيف من ندرة المياه.
ونتيجة لذلك، أصبحت نسبة السكان الذين يستخدمون مياه الشرب المدارة بطريقة مأمونة فوق حاجز الـ 99% منذ 2016، كما وصل عدد الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي الآمنة إلى 100%.
طاقة نظيفة بأسعار معقولة للسعوديين
بيّنت الإحصائياتت الصادرة عن الهيئة أن جميع السكان تقريبًا يمكنهم الحصول على الكهرباء في المملكة، بنسبة 100%، بما في ذلك المحافظات والمدن والقرى.
نمو اقتصادي يحقق الازدهار للجميع
يبرز النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته المملكة في السنوات الخمس الماضية، ارتفاع معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 2.26% عام إلى 2015 إلى 6.67% عام 2021.
وتراوح متوسط الرواتب الشهري بين عامي 2017 و2020 بين 6093 و6564 ريالًا سعوديًا، وعلى مستوى النوع، يتقاضى الذكور دخلًا أعلى بقليل من النساء، حيث يبلغ متوسّطه 6651 ريالًا، في مقابل 6065، وفقًا لبيانات عام 2020.
وفي عام 2015، كان عدد البالغين الذين لديهم حساب مصرفي يتجاوز 22 مليون شخص، وتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2021، حيث وصل إلى 44 مليون شخص.
الصناعة والابتكار
بحلول عام 2021، أصبح 725 من أصل كل مليون نسمة يعملون كباحثين بدوام كامل، وذلك بعد أن وصلت نسبة الإنفاق على البحث والتطوير 0.555% من الناتج المحلي الإجمالي.
وارتفعت نسبة العمالة الصناعية من إجمالي العمالة بالمملكة، لتصل إلى 10.68% في 2021، مقارنة بـ 15.63% في 2016.
كما زاد معدل تغطية شبكات الهاتف المحمول من الجيل الثالث المنتشرة في المناطق المأهولة بالسكان إلى 98.7% عام 2021، وكذلك الجيل الرابع، حيث وصل إلى 94% في نفس العام.
تقدّم بنسبة 50% نحو الحد من أوجه عدم المساواة
اعتمدت المملكة على سياسات تمكّن الشريحة الدنيا من أصحاب الدخل، وتعزّز الإدماج الاقتصادي للجميع بغض النظر عن الجنس أو العرق.
وفي هذا الشأن، نجد أن نسبة الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 50% من متوسط الدخل تبلغ 0.32% فقط، بواقع 0.29% من الذكور، و0.62% من الإناث، فيما شكّلت نسبة العمالة من الناتج المحلي الإجمالي 49.2% عام 2020.
التحوّل إلى المدن والمجتمعات المحلية المستدامة
بلغت نسبة مشاركة المدن للمجتمع المدني في التخطيط الحضري 99.6% في 2019، كما طوّرت المملكة استراتيجية وطنية للحد من أخطار الكوارث عام 2017.
وارتفع الإنفاق الحكومي على التراث الثقافي والطبيعي، ليصل إجماليه إلى أكثر من 12 مليار ريال في 2021، مقابل 3.5 مليار في 2016.
ووقعت المملكة اتفاقات بيئية دولية متعددة الأطراف بشأن النفايات الخطرة والمواد الكيميائية الأخرى التي تفي بالتزاماتها في نقل المعلومات على النحو المطلوب، وارتفع عدد الشركات التي تنشر تقارير عن الاستدامة من أجل زيادة التوعية.
عمل كبير لمواجهة تغيّر المناخ
أطلقت المملكة مبادرات بيئية كثيرة، من ضمنها استراتيجية للبيئة عام 2017، والتي تشمل 65 مبادرة بتكلفة تتجاوز 50 مليار ريال.
كما أنشئ مجلس المحميات الملكية للمحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية عام 2018.
وفي 2019، تم إطلاق مشروع الرياض الخضراء ليشمل 7.5 مليون شجرة، كما تم تفعيل مبادرة لنجعلها خضراء بهدف زراعة 5 مليون شجرة في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030.
تحسين الحياة تحت الماء
تتضمن أهداف التنمية المستدامة وضع إطار لإدارة النظم البيئية البحرية والساحلية وحمايتها على نحو مستدام من التلوث، فضلًا عن معالجة آثار تحمّض المحيطات، ولتحقيق هذه الأهداف انضمنت المملكة إلى مجموعة من الاتفاقيات، ووضعت خطط عمل لمكافحة الصيد غير القانوني، مع اتباع المبادئ الدولية التي تحقق هذا الهدف.
كيف كان حال الحياة البرّية؟
بلغت مساحة الغابات مليوني هكتار في عام 2021، بنسبة 1.1% من إجمالي الأراضي في المملكة، فيما وصلت نسبة المناطق المحمية التابعة للمركز الوطني للحياة الفطرية 4.33%، وبالنسبة للجبال المغطاة بالنباتات، بلغت 5.212 كيلومتر مربع، وظلت على حالها خلال السنوات الثلاث السابقة لـ 2021.
السلام والعدل والمؤسسات القوية كأسس للتنمية المستدامة
تستهدف التنمية المستدامة الحد من جميع أشكال العنف، والعمل مع الحكومات والمجتمعات لإيجاد حلول دائمة للصراع وانعدام الأمن، ويحصل هذا بتعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان، ومنع تدفّق الأسلحة غير المشروعة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، زادت النفقات الحكومية للمملكة من إجمالي الميزانية العامة للدولة في قطاع التعليم لتصل إلى 29% و28% و27% في أعوام 2019 و2020 و2021 على الترتيب، وكان أعلى مستوى لها عند معدل 21% في 2016.
كما استمرت المملكة في الاهتمام بقطاع الخدمات البلدية، وقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية، وقطاع الموارد الاقتصادية، وقطاع البنية التحتية والمواصلات.
ولدى المملكة مؤسسات وطنية لحقوق الإنسان، ممثلة في الهيئة السعودية لحقوق الإنسان، وهي وكالة حكومية تهدف إلى حماية حق كل مواطن وفقًا للمعايير الدولية، ونشر الوعي بشأنها، والمساهمة في ضمان تحقيق ذلك، مع مراعاة أن يكون التطبيق في ضوء الشريعة الإسلامية.
تنمية الموارد من أجل تحقيق الأهداف
عززت المملكة التعاون الداخلي والخارجي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعملت على زيادة التجارة الخارجية، فنجد الإيرادات غير النفطية ارتفعت لأكثر من 10% من إجمالي الإيرادات الحكومية أعوام 2019 و2020 و2021، بواقع (10.6%) و(13.4%) و (12.4%)، وكانت أقل من ذلك في الأعوام السابقة.
وبالنسبة للضرائب على الدخل والأرباح وأرباح رأس المال لم تتجاوز حاجز 0.7% خلال الفترة من 2016 إلى 2021، بينما ارتفعت الضرائب على السلع والخدمات من 1% إلى 7.7%.
التجارة الدولية في المملكة خلال شهر مارس.. أبرز الأرقام