تلعب الهرمونات دورًا أساسيًا في تنظيم الحالة المزاجية والعواطف، وهو ما ينعكس على الأداء اليومي للفرد، ولذلك فإن الصحة العقلية قد تتأثر بتقلب الهرمونات بطريقة أو أخرى.
والهرمونات عبارة عن نواقل كيميائية تفرزها الغدد الصماء، ويكون لها تأثيرًا على العديد من جوانب أداء الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي والنمو والصحة الجنسية وعمل الجهاز التناسلي.
الهرمونات الأساسية
تفرز الهرمونات مجموعة من الغدد الصماء الموجودة في جميع أنحاء الجسم، ومنها: الغدة النخامية، والغدة الدرقية، والبنكرياس، والغدد الكظرية، والمبايض، والخصيتين.
وتحظى مجموعة من هذه الهرمونات بالنصيب الأكبر من التأثير على المزاج والصحة العقلية، نرصد أبرزها فيما يلي:
السيروتونين
يساعد هرمون السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية والسلوك، كما أنه مسؤول عن أداء الذاكرة.
ويُعتقد أن اختلالات السيروتونين تلعب دورًا في بعض الحالات النفسية، بما في ذلك اضطرابات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والوسواس القهري.
الدوبامين
تلعب مستقبلات الدوبامين في جميع أنحاء الجسم، دورًا مهمًا في مزاجنا وعواطفنا.
الكورتيزول
أو ما يُعرف بهرمون الستيرويد، وهو المسؤول عن التحكم في الإجهاد في الجسم، ومدى استجابة الجسم للتوتر والتي تنشط في المواقف المرهقة والمخيفة.
ويصاحب تنشيط هذا الهرمون بعض الأعراض وردود الفعل الجسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس السريع.
الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية الموجودة في الرقبة بعض الهرمونات التي تؤثر على التمثيل الغذائي والقلب والرئتين والعضلات، ما قد يسبب أعراضًا مثل الاكتئاب والقلق.
هرمونات الجنس
الهرمونات الجنسية الرئيسية للنساء هي الإستروجين والبروجسترون، والتي تتقلب وتتغير طوال فترة الدورة الشهرية، وأثناء الحمل، وخلال فترة انقطاع الطمث.
وهذه الهرمونات لها تأثير قوي على الحالة المزاجية والعواطف والرغبة الجنسية، أما بالنسبة للرجال فإن التستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي ويؤثر أيضًا على الحالة المزاجية والسلوك والمشاعر الجنسية.
التغيرات الهرمونية والصحة العقلية
تتعرض الهرمونات إلى تغيرات مستمرة على مدار اليوم وطوال مراحل الحياة من طفولة ومراهقة، والتي تؤثر على العواطف والصحة العقلية بشكل عام.
وبحسب نينا فاسان، طبيبة نفسية وكبيرة المسؤولين الطبيين في شركة “Real”، فإن التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مزاجية.
وخلال فترة انقطاع الطمث عند النساء، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل القلق والاكتئاب.
كما أن التغير في هرمون الغدة الدرقية يترك آثارًا قوية على الصحة العقلية، لما لها من علاقة مباشرة بما نشعر به عقليًا وجسديًا، وفق فاسان.
ويقول آرون تيندلر، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة الطبية الدولية “BrainsWay”، إنه خلال فترات عدم التوازن الهرموني قد يواجه الشخص تغيرات جسدية مختلفة، بما في ذلك أعراض الصحة العقلية.
ويوضح: “هذا ما يفسر التغيرات العقلية التي يعاني منها مرضى اضطرابات الغدد الصماء”.
وهناك بعض الأمثلة على هذه الاختلالات الهرمونية ومنها:
*قصور أو نقص هرمون الغدة الدرقية.. يرتبط عادةً بانخفاض المزاج أو الاكتئاب.
*فرط نشاط الغدة الدرقية.. يرتبط عادةً بالقلق.
*متلازمة ما قبل الحيض(PMDD) .. تسببها التقلبات الهرمونية وترتبط بالتغيرات المزاجية والاضطراب العاطفي.
*اكتئاب ما بعد الولادة.. وهو اضطراب مزاجي خطير يرتبط بالتغير السريع في الهرمونات أثناء الولادة وبعدها.
*فترة انقطاع الطمث.. تتخللها تقلبات مزاجية حادة واكتئاب وقلق ناجم عن انخفاض كبير في هرمون الإستروجين.
التغلب على التغيرات الهرمونية
إذا بدأ القلق يساورك بسبب تأثير التغيرات المزاجية على الصحة العقلية، فمن الأفضل زيارة مقدم الرعاية الصحية للحصول على التشخيص ومناقشة خيارات العلاج.
وفي أغلب الأحوال، قد يكون مقدم الخدمة هو اختصاصي الغدد الصماء، والذي يملك معرفة ودراية أكبر بالتعامل مع المشكلات الهرمونية.
وبعيدًا عن الأطباء والمتخصصين، هناك بعض النصائح التي يمكن من خلالها إعادة التوازن إلى الهرمونات مرة أخرى ومنها:
*الحصول على قسط كاف من النوم.
*إضافة المزيد من التمارين إلى الروتين اليومي.
*اتباع نظام غذائي صحي.
*التعبير عن المشاعر.
كيف أثّرت الحرب الروسية الأوكرانية على الصحة العقلية للمواطنين؟