أحداث جارية

الأرقام تكشف فداحة الموقف في السودان

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، تقريرًا كشف عن حجم الخسائر التي تكبّدتها السودان، جراء الصراع بين الجيش وقوات التدخل السريع، المستمر منذ 15 أبريل 2023، ورصد المساعدات التي قدّمتها المنظمات الدولية والدول حتى الآن، وحجم التمويل المطلوب لتقديم الدعم اللازم.

الخسائر البشرية التي خلّفها الصراع في السودان

أسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 676 شخصًا وإصابة 5576 آخرين منذ بدء القتال، وذلك وفقًا لوزارة الصحة الاتحادية حتى 11 مايو.

كما أدى العنف بين المجتمعات في ولاية غرب كردفان في 8 مايو إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة 90 آخرين.

وفي ولاية النيل الأبيض تسببت النزاعات في مدينة كوستي في مقتل 29 شخصًا وإصابة 40 آخرين.

واحتسب المكتب تلك الأرقام بالتزامن مع توقيع ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان الالتزام بحماية المدنيين وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية في البلاد.

هجرة جماعية للسودانيين

خرج أكثر من 936 ألف سودانيّ من بلاده مؤخرًا بسبب النزاع، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وهذا يشمل ما لا يقل عن 450 ألف طفل أجبروا على الفرار من منازلهم، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة.

ومن بين النازحين أيضًا آلاف اللاجئين وطالبي اللجوء الذين التمسوا اللجوء في السودان قبل النزاع والذين نزحوا مرة أخرى.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وصل العديد من هؤلاء اللاجئين وطالبي اللجوء إلى ولايتي الجزيرة والقضارف بحثًا عن الأمان.

وتمثل النساء والأطفال أكثر من 75% في المائة من اللاجئين النازحين للمرة الثانية.

ويجدر الإشارة إلى أنه قبل النزاع كان هناك 3.7 مليون شخص نازح و1.1 مليون لاجئ وطالب لجوء في السودان.

السودان تخشى المجاعة المحتملة

يهدّد هذا النزاع الحالي موسم الزراعة المقرر أن يبدأ في نهاية مايو، وإذا فوّت المزارعون هذا الموسم سيزداد عدد الجوعى.

وبحسب مؤسسة «Care» كانت 42% من الأسر التي ترأسها نساء لديها بالفعل كميات أقل من الغذاء قبل الأزمة، مقارنة بنسبة 31% من الأسر التي يرأسها رجال، وكانت النساء يتناولن كميات أقل منذ بدء النزاع.

ومن المتوقع بالإضافة إلى ذلك أن يؤدي التعليق المطول للمساعدات الغذائية إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي جرى فيها تقييم المساعدات مسبقًا.

وعلى الرغم من أن الأسواق مفتوحة بشكل عام فقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير وهناك نقص في السلع المستوردة مثل دقيق القمح والزيت ومعجون الطماطم، وفقًا لتقييم السوق الذي أجرته منظمة فيلق الرحمة في تسعة مواقع في جميع أنحاء السودان.

وفي بعض المناطق أغلقت المتاجر أبوابها بسبب انعدام الأمن أو قلة البضائع، ولا يزال الحصول على النقد يمثل مشكلة كبيرة في ولايتي الخرطوم وجنوب دارفور في حين أن الزيادة في أسعار الوقود وتكاليف النقل أعاقت الحياة اليومية وقدرة الناس على الخروج من المناطق غير الآمنة.

حصيلة المساعدات الإنسانية التي قُدّمت إلى السودان

تلقى حوالي 50 شخص في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأبيض مساعدات غذائية طارئة من برنامج الغذاء العالمي وذلك حتى 11 مايو.

وتدعم “اليونيسيف” أيضًا الأطفال والأسر النازحين وتسعى جاهدة لضمان استمرار الخدمات الأساسية، بما في ذلك توفير الإمدادات الغذائية للمساعدة في الحفاظ على أكثر من 80% من المرافق عاملة في المناطق المتضررة.

وتواصل منظمة «Care» إدارة برامج التغذية العلاجية للأطفال ودعم الحوامل والمرضعات في 47 مركزًا صحيًا في ولايات شرق دارفور وكسلا والقضارف وجنوب دارفور.

ولدعم التعليم، تدير “اليونيسيف” 42 مركزًا للتعليم الإلكتروني في ولايات كسلا والبحر الأحمر والنيل الأبيض وجنوب دارفور وشرق دارفور، حيث توفر هذه المراكز مساحات تعلم آمنة ومأمونة للأطفال مع التركيز بشكل خاص على تعزيز رعايتهم النفسية والاجتماعية.

وفي الوقت نفسه تقدم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وشركاؤها المساعدات المنقذة للحياة في معسكرات اللاجئين في ولاية كسلا، بما في ذلك الوجبات الساخنة والدعم الطبي والإحالات والمآوي والمواد غير الغذائية الأساسية والمياه وخدمات الحماية.

ومع ذلك، لا يزال انعدام الأمن والهجمات على المرافق والإمدادات الإنسانية والصحية يعرقلان العمليات، إذ تعرضت مكاتب أو مخزونات ما لا يقل عن 28 منظمة إنسانية للنهب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في ولاية جنوب دارفور وحدها.

ما حجم التمويل الذي حصلت عليه السودان؟

قال المكتب، إنه حتى 13 مايو لم يجر تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي وُضعت قبل النزاع سوى بنسبة 15.9%، مع تلقي 276.7 مليون دولار أمريكي حتى الآن هذا العام.

وقد خصص الاتحاد الأوروبي مؤخرًا حوالي 219 ألف دولار أمريكي للإغاثة الفورية ومساعدات الإسعافات الأولية للمصابين أو المعرضين لمخاطر عالية في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى متضررة من العنف المستمر.

بالإضافة إلى ذلك، خصص الاتحاد الأوروبي حوالي 217 ألف دولار للهلال الأحمر المصري لدعم اللاجئين القادمين إلى مصر من السودان.

هذا إلى جانب مساهمات أعلنت عنها مؤخرًا الدول التي حصرصت على مساعدة السودان، مثل المملكة العربية السعودية وأستراليا وكندا.

المهاجرون في عهد بايدن.. هل يهددون حظوظه بالانتخابات؟

أردوغان يتهم منافسه بتلقي تعليمات من بايدن

كيف جذب الإرهاب الشباب السعوديين من الفئات المتوسطة وأعلى؟.. مختص يجيب