تنتظر العديد من الدول نتائج الانتخابات التركية بشغف كبير مثل الشعب التركي تمامًا، لما سيكون لها من تداعيات على العديد من القضايا الدولية لعل أبرزها، قضية اللاجئين السوريين، وترحيلهم من عدمه، كما تؤثر النتائج أيضًا على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة بسبب تباعد وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أحبط واشنطن من خلال التقرب من روسيا واقتراح التقارب مع سوريا.
تأخر الحسم
أعلنت هيئة الانتخابات التركية رسمياً يوم الإثنين، أنه لا فائز في الانتخابات، وتقرر إقامة جولة إعادة يوم 28 مايو”، حيث لم يتمكن أي مرشح من تجاوز 50٪ من الأصوات، ونجح الرئيس رجب طيب أردوغان في الحصول على 49.51%، بينما حصل منافسه كيليشدار أوغلو على 44.88%”، مؤكدة أن تلك النسب جاءت بعد فرز 100% من الأصوات، موضحة أن نسبة المشاركة بلغت 88.92%”.
إحباط أمريكي بسبب التقارب التركي الروسي
أربك أردوغان رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة، أزعج تحيزه تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة في سعيها لإنقاذ سيادة أوكرانيا بعد بدء الحرب الروسية قبل أكثر من عام.
كما ستؤدي هزيمة أردوغان إلى إزاحة زعيم عمل لمدة عقدين من الزمن لإضعاف تأثير المؤسسات الديمقراطية في تركيا، مثل المحاكم والصحافة وقواعد القوة الاقتصادية الرئيسية بحسب الوصف الأمريكي، وتتخوف الإدارة الأمريكية من ولاية جديدة يزيد من تقليص الحريات مع الاستمرار في إحباط القادة الغربيين.
أردوغان المعطل لدخول الناتو
منع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأشهر الأخيرة دخول السويد وفنلندا إلى الناتو بعد أن قرر قادتهما الانضمام إلى الحلف في أعقاب شن روسيا حربًا ضد أوكرانيا، وطالب بقمع الأكراد في المنفى في دولتي الشمال الذين يعتبرهم إرهابيين.
ورغم أنه في النهاية رفع حق النقض “الفيتو” عن فنلندا لكنه ما زال يمنع انضمام السويد، وكانت هذه الخطوة مثالًا كلاسيكيًا على كيفية تعزيز أردوغان لمصالحه – ومصالح تركيا- بغض النظر عن هياكل التحالف القائمة ولماذا كان يمثل مصدر إزعاج للغرب.
كيليشدار يستخدم نفس النغمة الأمريكية
كان كيليشدار أوغلو يتحدث في حملته الانتخابية بعبارات متشابهة للغاية عن الحاجة إلى الحفاظ على الديمقراطية كما يفعل بايدن في الولايات المتحدة، وتعهد أيضًا بتأمين الحقوق والقانون والعدالة للأتراك، متعهداً بجلب الديمقراطية لبلاده، ووجه اتهامات للسلطات أنهم قاموا بمنع فرز الأصوات التي حصلت على أعلى نسبة من أصوات المعارضة.
واعتبر المحللون أن “أوغلو” يسعى لاستمالة الولايات المتحدة بنغمة الديمقراطية التي تروق للإدارة الأمريكية.
رغم التقارب في الخطاب رفض بايدن الإفصاح عن رغبته في الإطاحة بأردوغان حيث قدم بايدن تعليقًا خياليًا حول الانتخابات التركية بعد أن التقى بمجموعة من المراسلين، يوم الأحد، خلال رحلة بالدراجة في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، قائلاً: “أتمنى أن يفوز من يفوز.. هناك مشاكل كافية في هذا الجزء من العالم “.
لماذا يثير تطور الذكاء الاصطناعي قلقنا؟