شغلت فكرة العيش لسنوات أكثر البشرية في معظم فترات تاريخها، ويزداد الاهتمام بها في العصر الحالي في ظل التطور الكبير في العلوم الطبيّة والتقنية، مما دفع مجموعة من العلماء للبحث في إن كان من الممكن أن يعيش الإنسان حتى يصل إلى سن 150 عامًا.
العلاقة بين الموت والشيخوخة
أخذ الباحثون في التساؤل عن المدة التي يمكننا أن نعيشها، إذا لم نموت، من خلال مزيج من الصدفة والوراثة، بسبب السرطان أو أمراض القلب أو الحوادث.
خلصت دراسة نُشرت في مايو 2021 في مجلة “Nature Communications” إلى أنه عند حذف الأشياء التي تقتلنا عادة، فإن قدرة أجسامنا على استعادة التوازن لأنظمتها الهيكلية والأيضية التي لا تعد ولا تحصى بعد الاضطرابات لا تزال تتلاشى مع مرور الوقت.
وبحسب الدراسة، فإنه حتى إذا نجحنا في اجتياز الحياة مع القليل من الضغوطات، فإن هذا الانخفاض التدريجي يحدد الحد الأقصى لعمر الإنسان في مكان ما بين 120 و 150 عامًا.
قالت هيذر ويتسن، مديرة مركز جامعة ديوك دراسة الشيخوخة والتنمية البشرية، أن نتائج الدراسة تشير إلى “وتيرة الشيخوخة” الكامنة التي تضع حدودًا لمدى الحياة.
بالنسبة للدراسة، نظر تيموثي بيركوف، الباحث في شركة جيرو ومقرها سنغافورة، وزملاؤه في “وتيرة الشيخوخة” في ثلاث مجموعات كبيرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا؛ لتقييم الانحرافات عن الصحة المستقرة.
وجدت النتائج أنه مع تقدم العمر، أدت بعض العوامل غير المرضية إلى انخفاض متوقع ومتزايد في قدرة الجسم على إعادة خلايا الدم أو المشي إلى مستوى مستقر بعد حدوث اضطراب، وحدّدت نطاقًا من 120 إلى 150 عامًا لأكبر عمر متوقع للوفاة.
يشار أنه في عام 1997، توفيت جين كالمينت، وهي أكبر مُعمّرة عاشت على الإطلاق، في فرنسا عن عمر يناهز 122 عامًا.
ما الخطوة التالية؟
قال إس جاي أولشانسكي، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة إلينوي في شيكاغو: “لا ينبغي أن يكون التركيز على العيش لفترة أطول ولكن على العيش بصحة أفضل لفترة أطول”.
وتؤكد ويتسن نفس الفكرة بقولها: “ليس الموت هو الشيء الوحيد المهم، هناك أشياء أخرى، مثل جودة الحياة، أما الموت الذي تم صياغته في هذه الدراسة هو الموت المطلق النهائي، والسؤال هو: هل يمكننا إطالة العمر دون إطالة نسبة الوقت التي يمر بها الناس في حالة هشاشة؟”.
توصل الباحثون إلى نتيجة نهائية، وهي أن علاج الأمراض على المدى الطويل لن يكون له تأثير في المدة التي يعيشه الإنسان؛ لأن العمليات البيولوجية الأساسية للشيخوخة ستستمر.
وعلى الرغم من هذا لفتت فكرة إبطاء عملية الشيخوخة انتباه الباحثين الذين ينظرون إلى مثل هذه التدخلات على أنها وسيلة لتقليل المرض و العجز في نهاية العمر لإطالة المدى الصحي.
لا تزال مسألة ما إذا كان هذا له تأثير على الحدود العليا لطول العمر، ولكن يتم العمل على بعض الدراسات بهدف تخفيف المؤشرات المميزة للشيخوخة، مثل اختبار عقار الميتفورمين.
ولم يثبط الفريق البحثي تقديراتهم للحد الأقصى لعمر الإنسان، فمن وجهة نظره يمثل بحثهم بداية رحلة أطول.
قال الفريق: “قياس شيء ما هو الخطوة الأولى قبل القيام بالتدخل، والخطوات التالية، الآن بعد أن قام الفريق بقياس هذه الوتيرة المستقلة للشيخوخة، ستكون إيجاد طرق لاعتراض فقدان المرونة”.
المعنى الحقيقي لأن يعيش الإنسان أطول
سلّط الباحث السعودي المتخصص في الخلايا الجذعية والأحياء الجزيئية، الدكتور فيصل الحريري، الضوء على إمكانية إطالة عمر الإنسان ليصل إلى أكثر من 150 سنة، خلال مقابلة بالفيديو مع برنامج “يا هلا” على قناة روتانا خليجية.
وقال الدكتور فيصل الحريري: “تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين سيصلون إلى 150 سنة قد ولدا بالفعل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي”.
وأضاف الحريري: “مع علمنا أن الآجال محددة، نقصد بطول العمر أن يعيش الإنسان في شيخوخته بقلب أكثر حيوية، وبرئة أكثر اتساعًا للهواء، وببشرة أكثر نضارة”.
وأوضح الباحث السعودي: “في أبحاث الشيخوخة، نحن نتكلم عن كفاءة الصحة، وبالفعل قد حقق العلماء تقدمًا في هذا المجال، من خلال برمجة الخلايا، والاكتشافات الطبية مثل استخدام الإنسولين، الذي يساهم في أن يعيش المصاب بالسكري إلى عمر 70 أو 80 سنة، فضلاً عن اللقاحات والمركبات التي يمكن أن تعيد ما فوق الجينات الوراثية”.
د.فيصل الحريري: الاكتشافات الطبية سوف تجعل الإنسان يعيش 150 سنة، وفي الأجيال الحالية @faisalzh#برنامج_ياهلا #روتانا_خليجية pic.twitter.com/IFYE6kNsKU
— برنامج ياهلا (@YaHalaShow) May 14, 2023
ابتكار كبسولة لمعاينة الأمعاء لأول مرة
المملكة تؤكد حظر استخدام “برومات البوتاسيوم” في المنتجات الغذائية.. ما هذه المادة؟