بدأت مراكز الاقتراع على مستوى المدن التركية، اليوم الأحد، في استقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية تشهد تنافسًا شرسًا، قد ينهي حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي استمر 20 عامًا، خاصة مع تقدم المعارضة في استطلاعات الرأي.
لماذا انتخابات الرئاسة التركية 2023 قد تكون الأهم في تاريخها الحديث؟
أعطت استطلاعات الرأي، المنافس الرئيسي لأردوغان، كمال كيليجدار أوغلو، الذي يرأس تحالفًا من ستة أحزاب، تقدمًا طفيفًا، حيث أظهر استطلاعان يوم الجمعة أنه يتجاوز عتبة 50%.
من الجدير بالذكر أنه إذا لم يفز أي منهما بأكثر من 50% من الأصوات يوم الأحد، فسيتم إجراء جولة الإعادة في 28 مايو.
وتعود أهمية هذا التصويت إلى أنه لن يحدد فقط من يقود تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضًا كيف يسير نظام الحكم، وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء معيشية عميقة.
يرى الكثير من الشعب التركيّ أن الانتخابات الرئاسية الحالية بمثابة “خيار بين الديمقراطية والديكتاتورية”، على حد وصف المواطن من اسطنبول، أحمد كالكان (64 عامًا)، في مقابلة مع “رويترز”.
وفي الجهة المقابلة، يوضح محمد عاكف كهرمان، الذي يصوت أيضًا في اسطنبول، كيف أن الرئيس لا يزال يحظى بالدعم ، وقال إن أردوغان “لا يزال يمثل المستقبل حتى بعد عقدين في السلطة”.
من جانبه، يشدّد أردوغان، الذي حقق عشرات الانتصارات في الانتخابات، إنه يحترم الديمقراطية وينفي كونه ديكتاتورًا، وقال بعد الإدلاء بصوته في اسطنبول: “إن شاء الله، ستكون تركيا زعيمة العالم”.
عوامل تحدد من الأقرب للفوز
سيلعب الناخبون الأكراد، الذين يمثلون من 15 إلى 20% من الناخبين، دورًا محوريًا في تحديد الفائز بالانتخابات، ولكن المدينة التي في الجنوب الشرقي من البلاد منقسمة أيضًا بين مؤيّد لأردوغان ومعارض له.
وكذلك حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءًا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض بشدة أردوغان بعد حملة قمع ضد أعضائه في السنوات الأخيرة.
أعلن حزب الشعوب الديمقراطي دعمه لكيليتشدار أوغلو للرئاسة، ويدخل الانتخابات البرلمانية تحت شعار حزب اليسار الأخضر الصغير بسبب دعوى قضائية رفعها مدع عام كبير يسعى إلى حظر حزب الشعوب الديمقراطي بسبب صلاته بالمقاتلين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.
ولا يزال أردوغان يحظى بولاء شرس من الأتراك الذين شعروا قبله بأنهم محرومون من حقوقهم، ونجت حياته السياسية من محاولة انقلاب في عام 2016.
ومع ذلك، إذا أطاح الأتراك بأردوغان، فسيكون ذلك إلى حد كبير لأنهم رأوا ازدهارهم ومساواتهم وقدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية، مع التضخم الذي تجاوز 85% في أكتوبر 2022 وانهيار عملة الليرة.
من جهته، يعد كيليتشدار أوغلو بأنه إذا فاز فإنه سيعود إلى السياسات الاقتصادية التقليدية من إدارة أردوغان الثقيلة.
يقول كيليتشدار أوغلو أيضًا إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، من النظام الرئاسي التنفيذي لأردوغان الذي تم تمريره في استفتاء عام 2017، كما وعد باستعادة استقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استخدمه في قمعهم. معارضة.
الطائرة الـ16..مساعدات سعودية لضحايا زلزال سوريا وتركيا
تخوفات وتراجع الحجوزات.. هذا ما فعله الزلزال بمدن تركيا السياحية