يزداد عدد الأشخاص الذين يتعرضون للحجم الهائل للمحتوى الإباحي المتاح على الإنترنت في بعض المجتمعات، فتشير البيانات أن 40 مليون أمريكي زاروا تلك المواقع بانتظام في عام 2022، مما دفع العلماء والأطباء لإجراء المزيد من الأبحاث؛ لفهم تأثير هذه المواد على الجسم بشكل أفضل، وهو ما كشف عن وجود تأثيرات ضارّة لها على الدماغ.
المواد الإباحية تخدع العقل
هناك منطقة في الدماغ تُعرف باسم “مركز المكافأة” تساعد في تكوين العادات، حيث يُطلق المخ مواد كيميائية، بما في ذلك الدوبامين، التي تنشئ روابط بين الإجراءات والرغبة المتصورة لهذا الإجراء.
ومن الجدير بالذكر أن “الدوبامين” هي مادة كيميائية “ممتعة”؛ لأنه ينشئ رابطًا بين عادات معينة و “المكافأة”.
تؤدي الأنشطة مثل التمرينات والأكل والعلاقة الحميمة إلى ردود فعل في هذا الجزء من الدماغ.
ومع ذلك، في المواد الإباحية، يستجيب الدماغ بشكل مختلف عن الاستجابة للتحفيز العادي، والذي يمكن الحصول عليه من خلال وجبة خفيفة أو لعبة بسيطة.
بالنسبة لمعظم السلوكيات اليومية، يمتلك الدماغ مفتاح “إيقاف التشغيل” الذي يوقف إفراز الدوبامين بمجرد إشباع الرغبة الشديدة.
على النقيض من ذلك، فإن المواد الإباحية تؤثر على الدماغ مثل المخدرات التي تسبب الإدمان من خلال تحفيز كميات متزايدة من الدوبامين.
بمرور الوقت، يبني الدماغ التسامح تجاه الدوبامين الزائد ويتطلب إما مزيدًا من الوصول أو محتوى أكثر تطرفًا، أو في بعض الأحيان كليهما؛ لتحقيق نفس المستوى من المتعة المتصورة.
تشير بعض الأبحاث في علم الأعصاب أن الإدمان على المواد الإباحية على الإنترنت يرتبط بنشاط أقل في دائرة المكافأة في الدماغ.
علاوة على ذلك ، بمجرد تغيير مركز المكافأة من خلال محفزات الدوبامين “المجانية” مثل الإباحية ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى قيام الشخص بالبحث عن النشاط الذي أدى إلى إفراز الدوبامين.
باختصار، عند مشاهدة المواد الإباحية، تقل المتعة التي يحصل عليها العقل بينما يريد المزيد، مما يؤدي غالبًا إلى إزالة التحسس وتصعيد السلوك.
خطر إعادة تشكيل العقل
عندما يؤدي مركز المكافأة في الدماغ إلى إطلاق الدوبامين والمواد الكيميائية ذات الصلة، فإنه يطلق أيضًا بروتينًا يسمى ” DeltaFosB”، والذي يعمل بمثابة “معزز”.
يصنع هذا البروتين مسارات عصبية لربط ما يفعله شخص ما بما يشعر به، وفي هذه الحالة يعني ربط المتعة بقوة بفعل مشاهدة المواد الإباحية.
يؤدي هذا الارتباط بدوره إلى زيادة الطلب على النشاط، مما يزيد من احتمالية عودة المرء إلى الإباحية،
إذا تراكمت كمية كافية من هذا البروتين المعزز، فقد يتسبب ذلك في تغييرات دائمة في العقل مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإدمان.
وعندما تربط المسارات العصبية مركز المكافأة في العقل بشيء ضار، يمكن أن تطغى على المعتقدات السابقة حول ما هو غير أخلاقي أو غير مناسب وتجعل الشخص يعتقد أن هذه الأشياء طبيعية.
المواد الإباحية تؤثر على العلاقات الشخصية
تحذّر دراسات مشاهدة المواد الإباحية العنيفة لها “آثار سامة” يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا لقدرة المراهقين على إقامة علاقات صحية.
على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن مشاهدة هذا النوع من المواد الإباحية يمكن أن تغير النظرة تجاه النساء، وتؤكد أن الرجال الذين يشاهدون المواد الإباحية بانتظام هم أكثر عرضة لتبنّي المواقف المعادية للمرأة.
نظرًا لأن الإباحية هي مصدر بعض المراهقين للمعلومات حول العلاقة الحميمة ، فإن هذه الديناميكيات يمكن أن تخلق أفكارًا مشوهة بشكل خاص.
ماذا لو فقد الإنسان قدرته على الشعور بالألم؟