تعد جلسات المصالحة حلًا لكثير من المشكلات والنزاعات بين الأطراف بعيدًا عن إجراءات المحاكم التي تستمر لسنوات طويلة، وتستنفد جهد أطراف النزاع، فتتميز المصالحات بسرعة البت في الحقوق وفصل النزاع بخلاف المحكمة، واعتاد العرب على حل نزاعاتهم بجلسات عرفية يكون حكامها من المشايخ والعقلاء المشهود لهم بالأمانة والشرف، ومع تطور الحضارات واختلاف الأوضاع عن سابق العصر، أصبحت المصالحات تتم داخل المملكة تحت إشراف الجهات الرسمية، في مركز المصالحة.
وفي هذا الصدد قرر الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل يوم الإثنين الماضي الموافق 1 مايو 2023 إحالة المطالبات المالية التي لا تزيد على 50 ألف ريال إلى مركز المصالحة، وأكدت الوزارة أن التوجيه سيسهم في تقليل تدفق القضايا إلى المحاكم، فضلا عن تعزيز المصالحة والوساطة كونها من الحلول السريعة لحل الخلافات بالتراضي، ويستطيع الراغبون في المصالحة التقديم عبر التطبيق العلكتروني “تراضي”.
المصالحة لا يتنازل فيها طرف عن حقه
يقول المستشار تركي السليم المشرف على محفظة الخدمات الاجتماعية في وزارة العدل، إن هناك مفهومًا خاطئًا عند البعض أن المصالحة أن يتنازل طرف عن الحق، بل إن المصالحة على عكس ذلك تمامًا فهي إثبات للحق بطريقة نظامية بين الأطراف، حيث يتم حفظ الحق وتوفير الوقت والتكاليف على أطراف النزاع.
سند تنفيذي عقب المصالحة
أوضح السليم أن في حالة النجاح في إتمام التصالح بين طرفي النزاع يتم استخراج سند تنفيذي يضمن لكل صاحب حق حقه، وأن هذا المستند غير قابل للطعن أو الاستئناف، بينما في حال عد توافق أطراف النزاع والتوصل للصلح تتم إحالة ملف الدعوى إلى الدائرة القضائية للبت بها.
المصالحة لجميع المبالغ
أكد “السليم” أن مركز المصالحة ليس مختصًا في النزاعات على المبالغ الصغيرة فقط، بل يحل النزاعات المتعلقة بالمبالغ الكبيرة أيضًا، ويحق لأي طرف يرغب في تسوية نزاعه عن طريق مركز المصالحة أن يتقدم بغض النظر عن قيمة المبلغ المتنازع عليه.
وأشار المشرف على محفظة الخدمات الاجتماعية في وزارة العدل إلى أن المركز قام بتسوية نزاعات قيمتها عشرات الملايين في وقت سابق، بينها نزاع تجاري بين شركتين على مبلغ 70 مليون ريال.
وأضاف “السليم” أن فض النزاعات في مركز المصالحة لا يقتصر على القضايا المالية بل يتم الصلح في قضايا أحوال شخصية وقضايا جزائية وغيرها.
تطوير أدوات المركز
شدد المستشار تركي السليم على أن مركز المصالحة قد طور جميع الآليات الممكنة لتحسين أداء المركز سواء من خلال الأدوات التقنية عبر منصة تراضي، أو من خلال توفير مصلحين ومصلحات مؤهلين بشكل كامل للقيام بمهام عملهم، ومعالجة الطلبات.
فيديو| وزير المالية: المملكة في المركز الرابع عالميًا من حيث قوة النظام المصرفي
لماذا سيتخلى “جاك ما” عن مجموعته المالية العملاقة “آنت غروب”؟
