يستيقظ البعض في محاولات للنهوض من الفراش لكنهم لا يستطيعون تحريك أي جزء من أجسادهم وكأنها مشلولة تمامًا، يكون العقل في وعيه وقتها لكن العضلات لا تزال في حالة النوم.
يُعد شلل النوم أو الجاثوم حالة ليلية شائعة بشكل مدهش، حيث يستيقظ جزء من دماغك بينما يظل جسمك مشلولًا مؤقتًا، لكنه يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا على الحياة، وبالنسبة للبعض، تأتي هذه الحالة مصحوبة بهلاوس مرعبة.
تخيلات الجاثوم
البعض قد تصيبهم هلوسات وتخيلات برؤية أشباح وشياطين تحوم حولهم، والبعض الآخر يرون أجسادهم تطفو في الهواء، أو شبحهم يقف إلى جانب سريرهم. فيما “يرى آخرون ملائكة” ويربطون الأمر بالتدين.
يعتقد العلماء أن شلل النوم ربما كان موجودًا منذ أن بدأ البشر في النوم، هناك العديد من الأوصاف لشلل النوم بطرق مختلفة عبر التاريخ الأدبي، ولكن على مدار السنوات العشر الماضية تزايد الاهتمام بالأمر.
يبحث بعض علماء النوم عن الحالة باستمرار، ويأملون في رسم صورة أكثر قوة للأسباب والتأثيرات ومعرفة ما تخبرنا به الحالة عن الألغاز الأوسع للدماغ البشري.
أما حول عدد الأشخاص الذي يصابون عادة بهذا النوع من النوبات، يبدو أن الأمر لم يكن واضحا بالشكل المطلوب، إذ كانت هنالك دراسات متفرقة مع قليل من الاتساق بين أساليبها.
يمر الجسم في الليل بـ4 مراحل من النوم.. الأخيرة تسمى “نوم حركة العين السريعة”، وعندما يحلم البشر خلال هذه المرحلة، يعمل العقل على شل العضلات بشكل مؤقت، ربما لمنعه جسديًا من تنفيذ الأحلام وإيذاء النفس.
لكن في بعض الأحيان، ولا يزال العلماء غير متأكدين من السبب، يخرج الجزء الحسي من الدماغ من “حركة العين السريعة” قبل الأوان وهذا ما يوقظك.
الحرمان من النوم والإصابة بالجاثوم
يقول الأطباء إنه من المرجح أن يحدث الشلل عندما المصاب به محرومًا من النوم، لأن طبيعة نومه تكون متقطعة، ويقول كولين إسبي، أستاذ طب النوم بجامعة أكسفورد البريطانية: “بالنسبة لغالبية الناس، يبقى هذا الأمر غريبا ويتعايشون معه، إنه يشبه إلى حد ما المشي أثناء النوم، فمعظم الناس الذين يسيرون أثناء نومهم لا يذهبون إلى الطبيب على الإطلاق، ويبقى مجرد موضوع نقاش في الأسرة”.
هناك أقلية من هؤلاء تنعكس هذه النوبات سلبًا على حياتهم، ويعنون ضيقًا في التنفس نتيجة لذلك، وتنشأ المشكلات عادة حسب استجابة كل شخص لحالة شلل النوم، وليس من الحالة نفسها.
يعاني المرضى من قلق مستمر طوال النهار وهم ينتظرون موعد حدوث النوبة التالية، وقد يتطور الأمر إلى حدوث نوبات من الذعر.
هلوسات شلل النوم
قد تصاحب نوبات شلل النوم بعض الهلوسة الحادة، ويحدث ذلك بسبب أنه عند الدخول في شلل النوم، تبدأ القشرة الحركية للدماغ في إرسال إشارات إلى الجسم تخبره أن يتحرك، لكن العضلات مشلولة، وبالتالي لا يتلقى الدماغ أي إشارات تغذية مرتدة في المقابل.
ونتيجة لذلك، فإن الدماغ “يملأ الفراغ”، ويخلق تفسيره الخاص حول عدم قدرة العضلات على الحركة. هذا هو السبب في أن الكثير من الهلوسة تتضمن مخلوقا جاثما على صدرك أو ممسكا بجسدك.
يصعب تفسير بعض الهلوسات الغريبة، وعلى مر السنين، سجل الفرنسيون مثلا مشاهد لقط أسود شرير، ورجل تخنقه النباتات. لكن بعض الهلوسات تبدو أكثر شيوعا ويبدو أن الأمر يتعلق بطبيعة بيئة الإنسان ومحيطه.
فمثلا في نيوفاوندلاند الكندية، من الشائع رؤية “عجوز قبيح” يجلس على صدرك. فيما يشير المكسيكيون إلى رؤية “رجل ميت” ممدد على صدرهم، بينما يتحدث سكان سانت لوسيان عن أرواح الأطفال غير المعمدين، تخنقنهم أثناء نومهم.
أما الأتراك فيتحدثون عن”كاراباسان”، وهو مخلوق غامض وشبح. فيما يهذي الإيطاليون بالسحرة، أما المتطوعون المصريون الذين آمنوا بالأشباح والشياطين أمضوا وقتًا أطول في نوبات شلل النوم، ما يشير إلى أن ثقافة كل شعب يمكنها أن تلعب دورًا هامًا في طبيعة حدوث شلل النوم.
علاج شلل النوم
النهج الأكثر شيوعا لعلاج شلل النوم هو توعية المرضى بهذه الحالة، وطمأنتهم بأن الموضوع ليس بالخطير. في بعض الأحيان يتم استخدام التأمل كشكل من أشكال العلاج. الهدف هو تقليل قلق المريض من الذهاب إلى الفراش، وتدريبه على التزام الهدوء عند الإصابة بشلل النوم، وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أخذ العلاج بالأدوية بعين الاعتبار.
لماذا تتزايد آلام الجسد في الشتاء وكيف يمكن التعامل معها؟
الأشياء السيئة تحدث في الظلام.. كيف تتغير أدمغتنا خلال الليل؟