عالم

لعنة الحرب.. السؤال الأصعب الذي يخشاه الروس عند السفر

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي، بات سفر الروس إلى الخارج أكثر صعوبة وأكثر تكلفة، ولكن لم يكن ذلك بسيء يُذكر أمام الهاجس الأكبر الذي أصبح ملازمًا لهم في كل سفرية.

أدت الحرب إلى تصاعد المشاعر المعادية لروسيا، ووفق ما أورده موقع “سي إن بي سي” على لسان عدد من المواطنين عن مخاوف تتعلق بالسفر، وخصوصًا عندما يسألهم الناس “من أين أنتم”.

كيف تغير السفر بالنسبة للروس؟

قالت جوليا أزاروفا، الصحفية المستقلة، إنها غادرت روسيا قبل عام، مضيفة أنها فرت من موسكو إلى اسطنبول بعد غزو أوكرانيا، قبل أن تستقر في النهاية في ليتوانيا.

ومنذ ذلك الحين، لا تستطيع الذهاب إلى أوكرانيا حيث لديها أقارب، مشيرة إلى أن أصدقاءها الروس واجهوا مشاكل في الدخول إلى بولندا، بينما مُنع زملاؤها من دخول جورجيا كنوع من الدعم لبوتين ، وفق قولها.

فيما قالت آنا – اسم مستعار- إنها في العادة تزور دولة أو اثنين في السنة، ولكن الآن “السفر إلى مكان ما في الخارج يبدو وكأنه شيء لا يمكن تصوره ومستحيل”.

وبخلاف تكلفة السفر المرتفعة، يتم حظر بطاقات الائتمان الروسية في كل مكان تقريبًا، كما أن شراء العملات الأجنبية في روسيا أمر صعب للغاية”.

وبحسب لانا -اسم مستعار- فإنها تعيش في آسيا وكانت تخطط للعودة إلى ديارها الصيف الماضي لأول مرة منذ بدء الوباء، لكنها ألغت الرحلة بعد غزو أوكرانيا، رغم أن والديها لم يروا طفلها منذ سنوات.

وأضافت أن خطر إغلاق الحدود أو إلغاء الرحلات الجوية دفعها إلى اتخاذ قرارها.

عدم تقبل الروس

بدلاً من العودة إلى الوطن، سافرت لانا في جميع أنحاء آسيا، إلى أماكن مثل تايلاند واليابان، وقالت “من الصعب حقًا السفر إلى الخارج والتعرف على أشخاص جدد يعتقدون أنك شخص من روسيا، كيف سيستجيب الناس لذلك”.

وأوضحت عندما يسأل الناس من أين أنتِ؟ تحدث لحظة ترقب لم تكن موجودة من قبل، مضيفة: “سابقًا كان يتبادر إلى ذهن الناس أشياء جميلة عند القول بأنني روسية مثل الدببة والفودكا، ولكن حاليًا الأمر مختلف فأنا أستعد للتعليقات السلبية في كل مرة”.

وتسببت الحرب في اجتياح موجة من الغضب تجاه الروس في أجزاء من العالم، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، في حوادث استخدمتها الحكومة الروسية لإذكاء القومية في البلاد.

تقول لانا: “لا يفهم الجميع أن الحكومة والبلد والشعب ليسوا دائمًا نفس الشيء”، مضيفة أن إخبار الأشخاص الجدد بأنها روسية كان صعبًا، كما أن هناك تحيزًا ووصمة عار بشأن الروس، وهو ما يدفعها إلى إخفاء جنسيتها أكثر”.

أكثرهم في روسيا.. توزيع اللاجئين الأوكرانيين في دول العالم

من هو إيفان غيرشكوفيتش الذي اعتقلته روسيا بتهمة التجسس؟

مناورات “الناتو” في بحر الشمال.. تدريبات عسكرية أم بروفة للحرب ضد روسيا؟

المصادر :

cnbc /