كان من المفترض أن يشهد العام الحالي حركة نشطة للسياحة في تركيا تعوّض ما تكبده القطاع خلال جائحة كوفيد، خصوصًا مع انخفاض أسعار صرف الليرة الذي وجد فيها الزائرون من دول العالم المختلفة، فرصة جيدة للاستمتاع بشواطئ البلد ومعالمها التاريخية.
ولكن تسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير، في خسائر فادحة في الأرواح والمباني، وبثت هذه الكارثة الرعب في نفوس العاملين في السياحة من أن تداعيات هذه الكارثة قد تُخيف الزائرين وبالتالي تعرقل حركة السياحة، وفق سي إن إن.
توقعات متفائلة
وتُعد السياحة أحد مصادر الدخل المهمة بالنسبة لتركيا ويعتمد عليها الكثيرون كمصدر دخل أساسي، وخلال الأسابيع المقبلة، سيبدأ في تركيا موسم الذروة السياحي، وسط ترقب لما ستشهده صناعة السفر خلال هذه الفترة.
وفي المقابل، يرى رئيس جمعية أصحاب الفنادق السياحية في البحر الأبيض المتوسط، كافال أوغلو، أن هناك إشارات جيدة لوضع السياحة التركية نظرًا لأن الرحلات الجوية تعمل كالمعتاد لمعظم الوجهات الرئيسية، واستمرار عمل جميع المنتجعات والشركات، ولذلك فإن التمتع بعام أضل لا يزال واردًا.
ولكي ترصد التأثيرات وطبيعة عمل الشركات السياحية في مناطق ومدن مختلفة من تركيا، تحدثت بي بي سي مع عدد من العاملين في الفنادق والمتاحف والتسوق واليخوت.
وفيما يلي الأوضاع في أبرز المدن السياحية التركية:
اسطنبول
تُعد اسطنبول مثالًا للثقافة التركية وهي بوابة البلاد للكثيرين، وهي واحدة من وجهات السفر الرائدة في العالم، حيث أنفق الزوار الدوليون في عام 2022 أكثر من 13 مليار دولار، وفقًا لمجلس السفر والسياحة العالمي.
ومثل معظم المواقع السياحية الرئيسية في تركيا، شعرت إسطنبول بموجات لزلزال 6 فبراير لكنها لم تتضرر، وتقع المدينة التي يقطنها 15 مليون نسمة على بعد أكثر من 800 كيلومتر من مركز الزلزال.
وتخشى Büke Yurdadoğ وهي واحدة من العاملين في السياحة في المدينة، أن يتسبب الزلزال في تراجع السياح عن زيارة تركيا وفي القلب منها إسطنبول، خصوصًا في ظل الإقبال الضعيف في الفترة الحالية مع بدء الموسم السياحي.
أنطاليا
قد تكون أنطاليا الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي لتركيا، من أفضل الأماكن لقضاء عطلة رائعة على الشاطئ، مرادفًا لقضاء عطلات المنتجع على شاطئها، كما أنها وجهة لعشاق التاريخ ومعالمه.
في فندق أوليبمبوس ماونتن لودج، وهو فندق بوتيكي في قرية Beycik في أنطاليا، يترأس المالك والشيف محمد علي بورتوشين مطعمًا راقيًا يركز على المنتجات الموسمية.
يقول بورتوشين إن الزلزال كان له تأثير كبير على أنطاليا، التي تقع على بعد أكثر من 600 كيلومتر من مركز الزلزال، والذي ظهر في انخفاض الحجوزات السياحية، مضيفًا أن الحزن الذي شعر به الناس أدى إلى تقليص العمل بشكل كبير.
بودروم
تُعتبر نقطة صيفية ساخنة من المنتجعات الفاخرة والنوادي الليلية، وواحدة من القرى الساحلية الأكثر هدوءًا التي تضم مطاعم المأكولات البحرية المتواضعة، حيث يمكن قضاء الأمسيات في مشاهدة انعكاس القمر على المياه الهادئة.
داخل بازار بودروم، يبيع مصطفى عشيكل، صاحب جاليري مصطفى، السجاد المطرّز يدويًا والكليم وأغطية الوسائد. يقول أجيكل إنه بعد الزلزال تلقى اتصالات قلقة من عملاء منتظمين، لكنه يأمل ألا تتضرر السياحة، خصوصًا بعد تأكيدهم على القدوم خلال الصيف.
إزمير
هي ثالث أكبر مدينة في تركيا من حيث عدد السكان، والتي تجذب حشود السياح في فصل الصيف الذين يرغبون في قضاء وقت ممتع في مدينة Alaçatı العصرية.
تقول زينب شفتشي أوغلو إيبكجي، التي تعمل مديرة لفندق Alavya، إن الحجوزات تراجعت بعد الكارثة ولكن ليس بشكل كبير، قائلة إنه على الرغم من أن المدينة بعيدة عن المقاطعات المتضررة من الزلزال، إلا أن قاطنيها شعروا بحزن عميق، وجعلهم يبذلون المزيد من الجهد لمواصلة عملهم.
كابادوكيا
منظر طبيعي غامض من “مداخن خرافية” منحوتة بالرياح وكنائس منحوتة في الصخر ومدن تحت الأرض ، كابادوكيا لا مثيل لها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
داخل مجمع دير سابق تم ترميمه يتكون من أنفاق ومنازل تحت الأرض، يقع فندق Argos in Cappadocia، وهو فندق حائز على جائزة يطل على موقع الرحلات الشهير في Pigeon Valley.
يقول مدير فندق Argos in Cappadocia، دنيز كاركين، إن المدينة التي تقع على بعد 300 كيلومتر من منطقة الزلزال، آمنة تمامًا.
وبحسب البيانات، فإن كابادوكيا تُعتبر واحدة من المناطق الأقل تعرضًا لمخاطر الزلازل في تركيا، وبحسب قوله “يمكن للضيوف الذين يخططون لزيارة تركيا اختيار كابادوكيا لرحلاتهم دون أدنى تخوف”.
صور| أفضل مطارات العالم لعام 2023.. ودولة عربية ضمن الـ 3 مراكز الأولى