أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الجمعة، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جرائم حرب مزعومة ارتُكبت خلال غزوه لأوكرانيا.
كما أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحق ماريا لفوفا بيلوفا، المفوضة الروسية لحقوق الطفل.
جرائم حرب
واتهمت المحكمة بوتين ولفوفا بارتكاب جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني للأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا.
وقال رئيس المحكمة، بيوتر هوفمانسكي، في بيان صحافي مصور، إنه بينما أصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية أوامر القبض، فإن الأمر متروك للمجتمع الدولي لتطبيقها، إذ إن المحكمة لا تمتلك قوة تنفيذية خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال.
كان دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن الكرملين لا يعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وفي حين أن أوكرانيا ليست عضوا في المحكمة، إلا أنها منحت المحكمة الجنائية الدولية الولاية القضائية على أراضيها، وزار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، كييف أربع مرات منذ فتح تحقيق قبل عام.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن الجرائم تعود إلى 24 فبراير من العام الماضي، عندما أمر بوتين قواته بغزو أوكرانيا.
وأوضحت أن بوتين كان مسؤولاً بشكل مباشر عن ارتكاب الأعمال وعن “عدم ممارسة السيطرة بشكل صحيح على مرؤوسيه المدنيين والعسكريين الذين ارتكبوا الأفعال أو سمحوا بارتكابها”.
قتل منهجي
من ناحية أخرى، أشار تحقيق تدعمه الأمم المتحدة، أمس الخميس، إلى أن الهجمات الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا، بما في ذلك التعذيب والقتل المنهجي في المناطق المحتلة، من بين القضايا المحتملة التي ترقى إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.
وطوال عام من الحرب، أدى حجم المعاناة والاستهداف العشوائي للرجال والنساء والأطفال إلى مقتل ما لا يقل عن 7000 مدني، وفرار ما يقرب من ثمانية ملايين أوكراني إلى بلدان في جميع أنحاء أوروبا، بحسب صحيفة ديلي ميل.
وفي مارس الماضي، بعد شهر تقريبًا من اندلاع الحرب، أطلق الجنود الروس سلسلة من القنابل العشوائية على مناطق مدنية، مخلفة وراءها الموت والدمار.
وخلال حصار دام ثلاثة أشهر على مدينة ماريوبول الجنوبية، دمرت القوات الروسية المدينة بالأرض وقتلت مئات المدنيين في هجمات صاروخية، وشاهد العالم برعب القوات الروسية تقصف مستشفى للولادة في 9 مارس، مما أسفر عن مقتل امرأة حامل وطفلها وإصابة 17 شخصًا على الأقل.
ومنذ مطلع مارس الجاري، امتلأت المقابر الجماعية بجثث آلاف المدنيين وكثير منهم مقيدة أيديهم خلف ظهورهم، إلى جانب غرف التعذيب التي تم اكتشافها في المناطق المحررة في أوكرانيا في مناطق عبر منطقتي كييف وخاركيف – بما في ذلك مدن بوتشا ، إيربين وإيزيوم.
الانتقادات تحاصر بوتين من الداخل.. هل فقد الرئيس الروسي دعم حلفائه؟