تُعد حياكة السدو من أقدم الفنون الحرفية في المملكة العربية السعودية، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالحياة البدوية في الجزيرة العربية. تتميز هذه الحرفة التقليدية باستخدام أنماط هندسية مميزة وألوان زاهية تعكس بيئة وثقافة المجتمع الصحراوي، مما يجعلها واحدة من أهم الفنون التراثية التي لا تزال تحظى باهتمام واسع، سواء داخل المملكة أو على المستوى العالمي. في عام الحرف اليدوية نستعرض حرفة حياكة السدو التراثية في المملكة.
تتنوع الحرف اليدوية في السعودية، وتشمل خمس حرف رئيسة:
إلى جانب هذه الحرف الرئيسة، هناك نحو 45 مجموعة حرفية أخرى يمارسها الحرفيون في مختلف مناطق المملكة، مما يعزز التنوع في الصناعات التقليدية.
السدو هو نوع من النسيج التقليدي الذي يُحاك يدويًا باستخدام الصوف أو شعر الماعز، ويتم غزله بأدوات بدائية لتصميم المفروشات والخيام والسجاد. ويُعتبر السدو أحد الفنون التي مارستها النساء البدويات منذ القدم، حيث كانت تستخدمه العائلات في تزيين بيوتها المتنقلة (الخيام) وصناعة الوسائد والمفارش، ما جعله جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في المجتمعات البدوية.
يتميز السدو بنقوشه الهندسية وألوانه الزاهية التي تعبر عن طبيعة الحياة الصحراوية. وتختلف هذه النقوش باختلاف المناطق:
في عام 2020، أُدرجت حياكة السدو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، في خطوة تعكس أهمية هذا الفن في الهوية الثقافية السعودية. وجاء هذا الاعتراف الدولي ليؤكد على القيمة التراثية لهذه الحرفة، وأهمية المحافظة عليها للأجيال القادمة.
يُبرز معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” فن السدو من خلال عرض إبداعات الحرفيات السعوديات، حيث يقدمن أنماطًا مختلفة من السدو، مما يتيح للزوار فرصة التعرف على التقنيات التقليدية المستخدمة في هذه الحرفة. كما يُقدم المعرض الأدوات اليدوية التي لا تزال تُستخدم في صناعة السدو، مثل النول اليدوي والصوف الطبيعي المصبوغ بألوان مستخلصة من الطبيعة.
مع التطور السريع في الصناعات الحديثة، أصبح الحفاظ على الحرف التقليدية مثل السدو ضرورة للحفاظ على الهوية الثقافية. وتعمل العديد من المؤسسات والفعاليات الثقافية على دعم الحرفيين وتمكينهم من تسويق منتجاتهم، مما يساهم في استدامة هذا الفن وإبقائه حاضرًا في المشهد الثقافي والاقتصادي السعودي.
يظل السدو شاهدًا حيًا على التراث العريق للمملكة العربية السعودية، حيث يجسد أصالة الحياة البدوية وجمالها. ومع ازدياد الاهتمام العالمي بالحرف اليدوية، يبرز السدو كرمز للهوية الثقافية السعودية، مما يعزز مكانته كأحد الفنون التراثية التي تستحق الدعم والتطوير لضمان استمراريتها للأجيال القادمة.