توفي البابا فرانسيس، اليوم الاثنين، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد يوم واحد من عيد الفصح، بسبب تدهور حالته الصحية.
وترأس البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية لأكثر من عقد من الزمان، وقد عانى من مشكلات صحية عديدة في السنوات الأخيرة.
في هذا التثرير، نستعرض تفاصيل ما يحدث في الفترة التالية لرحيل بابا الفاتيكان، وكيف يتم اختيار خليفته في المنصب.
تقيم الكنيسة الكاثوليكية طقوسًا تشير إلى نهاية بابوية وبداية أخرى، وأولها تأكيد أمين سرّ البابا فرانسيس، الكاردينال كيفن فاريل، الوفاة رسميًا، ثم يُغلق شقته الخاصة ويُجهّز الجنازة.
ويشير مصطلح الكاردينال إلى مسؤولين كبار في الكنيسة، وسيقرّر عدد منهم موعد نقل نعش البابا فرانسيس إلى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان للعرض العام، كما يتأكدون من كسر خواتم البابا حتى لا يتمكن أي شخص آخر من استخدامها.
تستمر طقوس الحداد على بابا الفاتيكان 9 أيام، ويحدد الكرادلة موعد الجنازة والدفن.
عادةً ما تُقام الجنازة بعد 4 إلى 6 أيام من الوفاة، في ساحة القديس بطرس، وكان البابا فرنسيس قد صرّح بأنه، على عكس العديد من أسلافه، لن يُوارى الثرى في سرداب كاتدرائية القديس بطرس، بل في كاتدرائية القديسة مريم الكبرى بروما، كما طلب أن يُدفن في نعش خشبي بسيط.
يتعين أن يتم اختيار البابا الجديد من قبل كبار المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية، المعروفين باسم مجمع الكرادلة، وهم جميعهم رجال، يتم تعيينهم مباشرة من قبل البابا، وعادة ما يتم تعيينهم أساقفة.
هناك حاليا 252 كاردينالا كاثوليكيا، 138 منهم مؤهلون للتصويت للبابا الجديد، أما الآخرون فهم أكبر من 80 عاماً، مما يعني أنهم لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات، على الرغم من أنهم يستطيعون الانضمام إلى النقاش حول من يجب اختياره.
عندما يموت البابا أو يستقيل، كما في الحالة النادرة للبابا بنديكت السادس عشر في عام 2013، يتم استدعاء الكرادلة إلى اجتماع في الفاتيكان، يليه انعقاد المجمع المغلق، كما تُعرف الانتخابات.
خلال الفترة ما بين وفاة البابا وانتخاب خليفته، يحكم مجمع الكرادلة الكنيسة، ووتجري الانتخابات بسرية تامة داخل كنيسة سيستين، التي رسمها مايكل أنجلو.
يصوّت الكرادلة بشكل منفصل للمرشحين، وهي عملية قد تستغرق أيام، مع العلم أنه في القرون السابقة، كان التصويت يستمر لأسابيع أو أشهر، حتى أن بعض الكرادلة تُوفّوا أثناء اجتماعات الكرادلة.
وتطلق الكنيسة دليلًا على سير الانتخابات وهو دخان يتصاعد مرتين يوميًا من حرق أوراق اقتراع الكرادلة.
ويمكن اعتبار أي رجل كاثوليكي روماني تم تعميده مؤهلاً للانتخاب ليصبح بابا، لكن في الممارسة العملية، يفضل الكرادلة اختيار واحد منهم.
عندما تم اختيار البابا فرانسيس، المولود في الأرجنتين، في المجمع السابق في عام 2013، أصبح أول بابا على الإطلاق ينحدر من أمريكا الجنوبية، وهي المنطقة التي تمثل حوالي 28% من الكاثوليك في العالم، لكن السابقة التاريخية تشير إلى أن الكرادلة هم أكثر ميلا إلى اختيار أوروبي وخاصة إيطالي، فمن بين 266 بابا تم اختيارهم حتى الآن، كان 217 منهم من إيطاليا.
عرف بالباب فرانسيس كمصلح مثير للجدل، وكانت رسالته “أنا واحد منكم”، وهي العبارة التي ميزته بالتواضع.
كان خورخي ماريو بيرغوليو ابنًا لمهاجرين إيطاليين في الأرجنتين، تدرب كمهندس كيميائي قبل دراسة اللاهوت.
تمت تسمية “بيرغوليو” كاهنًا لأول مرة في عام 1969 وأصبح رئيس أساقفة بوينس آيرس بعد 30 عامًا.
وباعتباره بابا، دعم مفاوضات السلام في كولومبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ولعب دورا في تحسين العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة، وصلى من أجل السلام في المواقع المهمة في الشرق الأوسط.
وقال عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “الشخص الذي يفكر فقط في بناء الجدران مرارا وتكرارا، وليس بناء الجسور، ليس مسيحيًا”.
زار البابا الراحل مخيمات اللاجئين خلال أزمة الهجرة عندما بلغت كراهية الأجانب ذروتها في أوروبا، ورحّب بالمهاجرين في الفاتيكان، وصلّى من أجل آلاف الذين لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط.
لكن فترة ولايته لم تخلُ من الجدل، فقد واجه انتقادات لعدم انتقاده للديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين في سبعينيات القرن الماضي، ولطريقة تعامله مع فضائح الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية.